اتصل بنا
 

سياسات حكومية متوحشة ونقابات وأحزاب بلا أسنان

مذيع وصحافي أردني

نيسان ـ نشر في 2018-01-17 الساعة 16:58

نيسان ـ

لما همّت الحكومة برفع الأسعار والضرائب وفعل الأفاعيل بالشعب كان آخر همها أن تلتفت الى مؤسسات المجتمع المدني بكل فئاتها وأشكالها وحجمها .
إن سألت لماذا فاليك الاجابة المختصرة: في كل بلاد الدنيا حين تقوم الحكومة بأي فعل من شأنه أن يضر بالأمن القومي وواقتصاد البلاد، تضع ألفَ حساب لمؤسسات المجتمع المدني ونقاباته وأحزابه، وتعي أن أي خطوة خارجة عن نطاق المألوف قد يدفع حكومة َذلك البلد الى الاستقالة مجبرة.
في بلادهم لا يُتهم المضربون أو المحتجون بالتبعية لأحد .. أو بالحديث عن الأجندات المشبوهة والأهم أن لديهم مؤسساتُ مجتمع مدني تقف ندا حقيقيا للحكومات وسياساتها.. .
الحكومة حين رفعت الأسعار والضرائب كانت تضع أقدامها في مياه مثلجة .. النقابات والاحزاب لدينا بلا اطراف .. بلا اذرع.. بلا لسان..
ومؤسسات المجتمع المدني لن تنبس ببنت شفة الا من بعض الأصوات خارجة عن السياق..
هذا الضعف الذي تعاني منه مؤسساتنا ونقاباتنا هو من جعل الحكومة تتحكم بأقوات الشارع وأرزاقه وتدفع بالاقتصاد الى الهاوية .
الحكومة قد يكون لها باعٌ في هذا الضعف ، لكن الأبجديات التي قامت عليها تلك المؤسسات والأحزاب والنقابات عطفا على الصراعات الداخلية فيها بالاضافة الى التقصير الكبير في عملها على أرض الواقع هي من جعلت منها أوهن من بيت العنكبوت .
السهام الموجهة الى مؤسسات المجتمع المدني كثُرت بعد تطبيق قرار الحكومة لأن الشارع بات يعي منذ زمن أن جلَ هذه المؤسسات ما هي الا خنجر في خاصرة المواطن .

نيسان ـ نشر في 2018-01-17 الساعة 16:58


رأي: محمد سلامه مذيع وصحافي أردني

الكلمات الأكثر بحثاً