كفى استهتارا بالشعب

لكي نصدّق رواية أسف إسرائيل وندمها، نرجو من الحكومة نشر صورة المذكرة التي وصلتها من نظيرتها الإسرائيلية بالكامل بدلا من الاعتماد على الرواية الشفهية لوزير الإعلام. ذلك أن البيان الذي نشر على موقع نتنياهو الرسمي لم يذكر مفردتي 'أسف وندم'، بل ركّز على أهمية العلاقات الاستراتيجية مع الأردن. في عصر الانترنت، يمكننا الاطلاع على محتوى صحيفة مهنية إلى حد كبير مثل هآرتز ....

ثانيا، وقبل أن يبدأ التطبيل والتزمير، لنرى كيف ستتعامل تل أبيب مع المصالح الأردنية المتعارضة بالكامل مع استراتيجية نتنياهو ودولته على حساب الأردن وفلسطين وأيضا مع الجانب القانوني لجرائم قتل بدم بارد لثلاثة مواطنين.

الزميل د. باسم الطويسى كان الأكثر مهنية اليوم عندما كتب في 'الغد': 'من المفترض أن الأزمة لم تنته، بل هناك عمل كبير لضمان نقل ملفي القضيتين إلى مسار قانوني واضح بعيدا عن التداعيات السياسية والعبارات الغامضة التي تلف البيانات الإسرائيلية. وهذا يعني أن ثمّة معركة قانونية يجب أن تبدأ. الدرس الذي لا يقل أهمية ان ما حدث في هذه الأزمة وتحديدا السلوك السياسي الأردني الصلب يجب أن ينسحب على الكثير من ملفات العلاقات الأردنية الإسرائيلية المعقدة والمملوءة بالفخاخ والمتفجر'.

وثالثا لا يجوز مقارنة ما أنجز في قضية خالد مشعل خلال ساعات معدودة مع ما يصور على أنه 'اختراق' جاء بعد خمسة أشهر من المماطلة والتسويف الإسرائيلي والإستهانة العربية (السعودية، الإمارات ومصر) 'بمصالح الأمة العربية بالتواطوء مع ترامب والتمهيد لصفقة العصر لتصفية القضية الفلسطينية لحماية عروشهم عبر شيطنة إيران وتصويرها أنها أساس عدم الاستقرار في المنطقة.

يحدث الانفراج مع إسرائيل غداة وصول نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس، المتوقع أن يعلن هنا تجديد بروتوكول المساعدات الأمريكية للأردن بواقع 1.5 مليار دور سنويا على مدى خمس سنوات.

وأخيرا، نرجو من وسائل الإعلام العامة والخاصة، ومن المكلفين برئاسة تحريرها (وتكرير المعلومات) أن يصرّوا من خلال علاقاتهم الحميمة مع المؤسسات الرسمية والوزارات السيادية على نشر نسخة أصلية لمذكرة الإعتذار مصدّقة من الخارجية الإسرائيلية لكي نحترم الرواية الرسمية ونصدقّها.

وندعو الله أن يصبّر جلالة سيدنا ويمنحه القوة اللازمة لكي يبعد الشرور المحيطة بنا، سواء كانت قادمة من حكومته أو من حلفاء الأردن وأعدائه التقليديين والجدد.