لن تُرسِل أميركا جنودها لردع الحوثيين
سركيس نعوم
كاتب لبناني
نيسان ـ نشر في 2015-06-23 الساعة 03:40
عن اعتبار مسؤولين أميركيين سابقين نافذين أن لإسرائيل قاعدة مهمة في الكونغرس تحدث المسؤول نفسه في "إدارة" مهمة داخل الإدارة الأميركية يتابع الموضوع الإيراني بكل تشعباته وتفاصيله...، قال: "عندما يتهم نتنياهو منظمات فلسطينية وغيرها بقبض الأموال من إيران ألا يقوم هو بتصرُّف مماثل مع أميركيين؟ ماذا تفعل منظمة "إيباك" التي تدافع عن مصالح إسرائيل في أميركا بموجب رخصة قانونية عندما تمدّ أميركيين بالمال وخصوصاً في أثناء الحملات الانتخابية؟ هل هي جمعية خيرية؟ أم أنها تدافع عن مصالح إسرائيل التي كلّفتها هذه المهمة؟ رخصة عملها تنص على ذلك. في أي حال على نتنياهو وغيره أن يعرفوا أن الكونغرس بكل أعضائه ورغم حبه لإسرائيل يرفض تورُّط أميركا عسكرياً في أي نزاع. وقد برهن ذلك برفض أعضائه إعطاء تفويض مطلق للإدارة في موضوعات سوريا و"الدولة الإسلامية" أي "داعش" والعراق. وهو لن يقبل أيضاً أن تجر إسرائيل حليفتها أميركا إلى الحرب بتوجيهها منفردة ضربة عسكرية لإيران. ونتنياهو يعرف أنه لا يستطيع أن ينجز ضربة كهذه بنجاح تام أو أن ينجو من تفاعلاتها على بلاده ومضاعفاتها العسكرية من دون تدخُّل أميركي. فهل يخاطر أو يغامر بعمل عسكري ترفضه أميركا وترفض الإشتراك فيه؟ وماذا لو رفضت التورُّط رغم فشل الضربة العسكرية الإسرائيلية ورغم أخطار الفشل على إسرائيل جراء ردّ فعل إيراني مباشر عليها أو غير مباشر بواسطة "حزب الله" اللبناني؟ على كل حال موقف الرئيس أوباما واضح. إذا أقرّ الكونغرس عقوبات على إيران في مرحلة التفاوض أو بعد التوصُّل إلى تفاهم مبدئي أو نهائي معها فإنه سيمارس حقه باستعمال "الفيتو" لجعلها غير نافذة. أي أنه سيرفضها ولا ينفذها. وإذا أصرّ الكونغرس على عقوباته فإن عليه أن يحصل على موافقة بأكثرية الثلثين في كل من مجلسيْه أي النواب والشيوخ. وهذا أمر صعب. على كل نحن لا نعتقد أننا سنصل إلى هذه الحال". علّقتُ: يوصف حالياً الرئيس أوباما في عدد من وسائل الإعلام الأميركية بـ"البطة العرجاء" (Lame Duck). والغالبية في الكونغرس بمجلسيْه تنتمي إلى الحزب الجمهوري "المعارض" للرئيس. فإذا نجح الكونغرس بفرض العقوبات وبأكثرية الثلثين بعد "الفيتو" لا يعود في استطاعة أوباما أن يحكم. هل يقبل ذلك؟ ماذا يحصل في هذه الحال؟ هل يستقيل قبل نهاية ولايته؟ أجاب: "أميركا تفاوض إيران مباشرة. وتفاوضها أيضاً بتفويض من المجموعة الدولية 5+1 بما في ذلك روسيا والصين. فرنسا كانت لها مواقف متشددة في السابق لكنها بدأت تتخلى عنها أو تخفف من تشدُّدها. والبحث يتركّز على الملف النووي الإيراني فقط". علّقتُ: أصرَّت إيران سابقاً على أن لا يشمل التفاوض إلاّ النووي. وعندما غيّرت رأيها تمسكّت أميركا بحصر البحث في النووي. الآن هناك محادثات مباشرة حول قضايا المنطقة (قضايا إقليمية). في رأيي يجب، بعد الإتفاق – الإطار إذا تمّ التوصل إليه (تم التوصّل إليه)، بدء محادثات أميركية – إيرانية مباشرة حول قضايا الشرق الأوسط المشتعل وحول أدوار الدول الاقليمية الكبرى فيه وأحجامها. في أي حال، تابعتُ: إذا كان نتنياهو خائفاً فعلاً من إيران فأن أميركا قد تتوصل إلى اتفاق شفهي مع إيران ينهي حال العداء بينها وبين إسرائيل أو على الأقل يمنع الحرب بينهما. وسبب "شفهية" الاتفاق هو أن إيران ليست في حال حرب مباشرة مع إسرائيل مثل الدول العربية وخصوصاً المجاورة منها لها. وسببه أيضاً حرص إيران الحالية "الإسلامية" على عدم مصالحة إسرائيل وتمسكها بحقوق الفلسطينيين وفي الوقت نفسه بالقدس العاصمة الدينية الثانية للمسلمين في العالم. في أي حال دعني اسألك قبل انتهاء اللقاء عن ماذا يمكن أن تفعله أميركا في اليمن بعد اندلاع الفوضى فيها؟ أجاب: "لن ترسل أميركا جنودها إلى اليمن والمنطقة لردع الحوثيين. إذا أرادت السعودية مواجهتهم فلتفعل ذلك بنفسها. العلاقة مع الأخيرة جيدة. ويٌفترض أن تبقى كذلك بل أن تصبح ممتازة ومتكافئة. في إيران هناك شعب بل جيل جديد غير مُعادٍ لأميركا. ومع الوقت ربما يتغير النظام فيها أو يُدخِل أصحابه تعديلات عليه".ماذا في جعبة مسؤول في "إدارة" مهمة داخل الإدارة الأميركية يتابع الشؤون الصينية؟ وكيف ستواجه أميركا وحلفاؤها الآسيويون مثل اليابان والفيليبين وكوريا الجنوبية وغيرها طموحات الصين في التحوُّل صاحبة النفوذ الأول في المنطقة؟