أمان ياربي ..أمان
هشام عزيزات
صحافي وكاتب
نيسان ـ نشر في 2018-01-26 الساعة 11:18
'المال السايب حتما يعلم الناس السرقة '...هكذا ما هو متداول في المأثور الشعبي حين تغفو وتهمل ولا تكترث بالا لمصير فردي او جمعي تتقاذفه الاهواء فتسطو عليه الانفس الرخيصة ,فيتم انفاذ واقعة السرقة وبشهادة الشهود ممن يدعوون انهم من البشر .
هكذا كان حال ربيعنا العربي المتواري الان ذاتيا او من خلال صفقات اومساومات , فهو حين انطلق صدفة دون علم احد ,ولا لمصلحة احد الا مصلحتنا نحن من همشنا وكسرت عزة نفسنا وسرق عرق جبيننا واتتهكت ,كرامتنا كبشر فامتشق البوعزيزي جرأة نادرة وشجاعة فائقة فاضرم النار في جسده غضبا وجاء من في الشارع ليسرق رماده عنوة وادعاء انهم حماة البشر !
وما دمنا في سيرة الربيع العربي وسيرة انه حين ترك امره سائبا ..الا من ثورة غضب ترجمها البوعزيزي بعود ثقاب وبنزين اهلكت جسدا بشريا مسالما فاض به الغضب وسال رماده على البشر حين لم يحترم كبشر ظلت السيرة قائمة ومتداولة بين البشر ..!
والا لماذا يسرقون الان وهج البراءة من تونس ويلقون على قارعة الطريق بعظام 'البوعزيزي 'ورماده وركامه على امل اعادة بناء جسر لمرور ربيع زائف ومغموس بدم كله نجاسة وقلة ضمير واستهبال للبشر !
مهما حاولوا سيكون انتحار البوعزيزي خاليا من شهوات الحكم والسلطة والنفوذ فهو غضب خالص وتمرد على انتهاك حرمة البشر لا لمصالح بعض من البشر !
وسيعود لربيعنا وكل حراكاتنا كل البراءة ,حين نعلي من قيمة اننا بشر , لنا الحق في الحياة بكرامة وعزة نفس ,فلا يعتلي ظهرنا,الا بشر يجهدون بكل الوسائل لضمان حرية وكرامة وعزة نفس , كل البشر بغض النظر عن ,لون البشر ودين البشر وجنس البشر ومواطنيه البشر .!
من تونس الخضراء يستجيب القدر لكل الشرفاء والاحرار وتستجيب وتستطيب الحياة لمن عانى القهر وكان القدر بالمرصاد لكل قاهر وظالم وومتهن لكرامة البشر.
فمثلا ثمة تساؤل.. هل في امريكا مثلا صحوة متأخرة شبيهة بصحوات الربيع العربي ام ان سياسة التخويث وصلت للامريكان بحيث خلصت صحيفة النويورك تايمز ومؤسسة استطلاع امريكية تسمى راند 'ان سقوط الاسد وان عد غير مرجح الان سيمثل اسوأ نتيجة ممكنة للمصالح الامريكية وبحيث سيحرم سوريا من مؤسسات الدولة ويخلق فضاء جديدا لداعش والمتطرفين '
كلفة الاستخلاص الامريكي الخبيث عن واحدة من« فوضات الربيع العربي »..الالاف القتلى والالاف الجرحى والالاف المشردين وتدمير البنية التحتية وتدمير النفسية السورية 'الشامية'ام اننا فئران في مختبر التجارب الامريكية .!!'
بعدين الامريكان بيعرفوا ....انهم هربوا من المغطس اللبناني وصمدت سورية وسورية حمت مصالح الامريكان والاوروبيين والخليج وكانت في الخندق المعادي للقوى القومية واليسارية والفلسطينية في حرب لبنان وللان لا احد يملك تفسيرا 'للقلبة 'الامريكية الخليجية على سورية ..
نيسان ـ نشر في 2018-01-26 الساعة 11:18
رأي: هشام عزيزات صحافي وكاتب