داعش يحشد في سيناء لإجتياح غزة
أسعد العزوني
كاتب وصحافي وخبير في الشؤون الفلسطينية
نيسان ـ نشر في 2018-01-28 الساعة 14:59
العزوني
تماما مثل قراءات خرائط الطقس المتغيرة، وفقا لمسارات المنخفضات الجوية
وطبيعة الجبهات والتيارات الهوائية التي تتخلل المنخفض،فإن قراءة إجتياح غزة
للتخلص من حماس قد تغيرت هي الأخرى ،وفق المعطيات الجديدة التي طرأت على
المشهد.
كانت القراءات الظاهرة حول هذا الموضوع - بعد نجاح عملية التزوير الإنتخابي
التي مكنت رجل الأعمال الإنجيلي الماسوني ترامب، من إمتطاء صهوة البيت
الأبيض والتغريد خارج السرب الإنساني- تدل على أن تحالف صفقة القرن
الإسرائيلي الذي يضم دولتين خليجيتين والسيسي وأمريكا ومستدمرة إسرائيل
الخزرية الصهيونية الإرهابية النووية، هو المكلف بإجتياح قطاع غزة ،والقضاء على
حركة حماس .
وورد في الأخبار في شهر تموز الماضي وصول البارجة الحربية الأمريكية "جورج
بوش" وعلى متنها خمسة آلاف جندي من المارينز الأمريكيين ،إلى ميناء حيفا
بفلسطين المحتلة ،بحجة انهم يريدون الإحتفال بالعيد الوطني الأمريكي،ولكنه تبين
لاحقا أن هذه البارجة جاءت بناء على مهمة كلّفت بها ،وهي المرابطة في عرض
البحر غربي غزة لقصفها من البحر ،من أجل عدم تفعيل الجبهة البرية.
وورد في الأخبار أيضا أن أسرابا من الطائرات الحربية لتانك الدولتين الخليجيتين
من أعضاء تحالف صفقة القرن ،وصلت المطارات الحربية الإسرائيلية ،للإسهام في
شن غارات جوية على قطاع غزة ،لكن الخطة لم تنفذ لهروب حركة حماس إلى
المصالحة ،وإنتقال الضغط على السلطة الفلسطينية.
حاليا بدأنا نلمس خطة جديدة بعد إنكشاف الخطة الأولى التي لم تنفذ ،ومفاد هذه
الخطة أنه تم إيكال مهمة إجتياح قطاع غزة إلى فرع خدمات الإستخبارات السرية
الإسرائيلية "ISIS"الملقب بداعش ، ومن ثم يجري العمل وعلى قدم وساق على تنفيذ
الخطة التالية من صفقة القرن التي جاء بها ترامب ،وأيدتها المراهقة السياسية
العربية الحالمة بالنفوذ على حساب القضية الفلسطينية والأردن.
الدلائل على ذلك واضحة أهمها قيام الطائرات الأمريكية بنقل مجرمي داعش
الإرهابيين وإنزالهم في صحراء سيناء لهدفين ،الأول هو تنفيذ عمليات إرهابية متفق
عليها في المنطقة لسببين الأول إثارة الرعب لدى أهالي سيناء وإجبارهم على
مغادرتها بعد إشاعة القتل في صفوفهم،والثاني تكبيد الجيش المصري بإتفاق أيضا
خسائر كبيرة لحاجة في نفس يعقوب قضاها.
أما السبب الثاني لزرع داعش في صحراء سيناء ،فهو التحضير لإجتياح قطاع غزة
وتطهير حماس والمقاومة منها ،تمهيدا لإحداث تغييرات جهنمية على أرض الواقع
تفضي إلى إمارة إسلامية فلسطينية في صحراء سيناء ،وهذا متفق عليه بين النتن
ياهو وترامب والسيسي والمراهقة السياسية العربية .
قبل سنتين ظهر داعش في غزة على شكل تهديد موقع بإسم كتيبة عبد العزيز،وطلب
من حركة حماس إعلان الولاء والطاعة لداعش، وإلا كان الإجتياح مصيرهم ،لكن
ذلك التهديد ذهب أدراج الرياح ولم تعط حماس الولاء لداعش ،ولا داعش قام
بإجتياح غزة ،وتبين لاحقا أن حماس أبدت بعض التشدد في مفاوضاتها حول
المعتقلين مع الإحتلال ،وكان مطلوبا منها إبداء بعض المرونة .
مؤخرا ظهر شبح الإرهابي داعش في غزة ولكن بصورة مختلفة هذه المرة ،فقد إتهم
الناطق بإسم داعش قادة حماس بالكفر ،كما هدد بالإجتياح مرة أخرى ، وبالأمس
إعترف داعشيان عادا إلى غزة بنوايا داعش تجاه القطاع وأهمها منعه وصول
المواد الغذائية إلى غزة عبر الأنفاق ، أي انه يعلن الحرب على غزة ،وهذا ما نقوله
حسب آخر القراءات المتوفرة وفق المعطيات الجديدة.
واضح أن التغيير الحاصل في المخطط هو مواصلة المهام التخريبية الموكلة لداعش
والذي نفذها بنجاح منقطع النظيير في الساحات المستهدفة مثل العراق وسوريا وليبيا
على وجه الخصوص ،ولعدم إحراج أمريكا ومستدمرة إسرائيل ،وآخر المطاف إنقاذ
الشركاء الخليجيين والسيسي من فضيحة إجتياح غزة بالمشاركة مع أمريكا
ومستدمرة إسرائيل.
نيسان ـ نشر في 2018-01-28 الساعة 14:59
رأي: أسعد العزوني كاتب وصحافي وخبير في الشؤون الفلسطينية