اتصل بنا
 

سبع عجاف ولا نور في آخر النفق

نيسان ـ نشر في 2018-01-29 الساعة 09:28

نيسان ـ

عندما يبلغ الخنوع ذروته يولد الفرعون، وعندما يبلغ الظلم ذروته يموت الصبر وتطيش العقول، وعندما يجن الليل حالكا يبزغ الفجر لا محالة. والفجر لا يأتي برغبة الظلام.
وعندما تلد الأمة ربتها ينقطع الرجاء من حنو الأبناء على أمهم، وعندما يسدر الفاسد في ظلمه يصبح الأمن والأمان أكذوبة، وإذا كممت الأفواه نطقت الأيدي. وهنا على الحكيم أن يقلع عن جبنه، فالغلو في الحكمة جبن.
عندما ينتخب الجهلة والفاسدون نوابا يفرضون على الشعب الضرائب والغلاء ويسكتون عن الخونة واللصوص والفاسدين فاعلم أن النفوس قد عافت الأجساد وآن للأعمى أن يبصر وآن للنفوس أن تجهل فوق جهل الجاهلين قبل أن ينهار الوطن على أيدي اللئام، فالعاهرة لا تتوب والماء لا يروب، وقوم لا جهال لهم ضاعت حقوقهم
انقضت سبع عجاف والحكماء يؤملون على صحوة ضمير الفاسدين، يتسلحون بالصبر والأناة، سبع لا نور فيها في آخر النفق ، نفق لا نسمع فيه غير ضغيب الأنذال على موائد اللئام، وعواء الذئاب على أشلاء الوطن، لقد طاف بناء السيل ونحن نرجو صحوة من ضمائر الضباع.
ضباع طالت أذناب ثعالبهم وأكثرت الببغاة المديح والكذب عندهم تزلفا حتى صدّق الفاسدون أنهم في عدل عمر وحكمة معاوية وأن الشعب يشكو التخمة والبطر، ثعالب تقعي في جذور قصور الفاسدين تنتظر فتات كلابهم، وهناك جوع وعري، هناك أطفال تصطك أسنانهم من البرد وتقرقر أمعاؤهم من الجوع... وهناك إقطاعيات لأنصاف الآلهة وأبناء النبلاء. فالوطن في عرف الأوغاد سلطة وجاه ومال.

نيسان ـ نشر في 2018-01-29 الساعة 09:28


رأي:

الكلمات الأكثر بحثاً