اتصل بنا
 

آن الأوان

كاتب وصحافي وخبير في الشؤون الفلسطينية

نيسان ـ نشر في 2018-01-29 الساعة 19:04

نيسان ـ

أسعد العزوني

لم يبق تيس في الغرب أو الشرق ،إلا ورضع من الضرع العربي السائب حتى الثمالة ،وعاد محملا بما خف وزنه وغلا ثمنه ،وأحيانا تلحقه الهدايا الكبيرة إلى بلاده في البواخر لعجز طائرته عن حملها ،كما حدث مع الرئيس الإنجيلي-الماسوني الأمريكي المودع ترامب،وكل هذه الرضاعة القسرية جاءت بحجة الموقف من كارثة الخليج المفتعلة التي إتضحت أسبابها للقاصي قبل الداني، وهي إشغال الرأي العام الخليجي بحصار دولة قطر ،لتمرير صفقة القرن التي ستشطب القضية القضية الفلسطينية وتتنازل رسميا عن القدس للصهاينة ،وتشطب الأردن الرسمي ،لهدف في نفس راعي صفعة القرن وهو التطبيع العلني مع مستدمرة إسرائيل الخزرية الصهيونية النووية.
بدأها الطرمب ترامب بحلب نحو نصف تريليون دولار عدا ونقدا، تحت غطاء صفقات السلاح ،إضافة إلى عدة مليارات من الدولارات لزوم الهدايا المعتبرة له ولزوجته وإبنته وزوجها اليهودي ،ولزوم تمويل صندوق زوجته الخيري ،وتنظيم سهرة تضمنت رقصة السيف وكلّفت 750 مليون دولار امريكي.
أفقر المعنيون شعوبهم بسبب دفع الرشا المليارية للدول الكبرى كي تبيعهم موقفا من كارثة الخليج،ورأينا شعوبهم تئن تحت وطأة الفقر وتشتكي إلى الله من غائلة الضرائب،ويوضع كبارأمرائهم وأثريائهم في السجون لتحصيل مبلغ 100 مليار دولار تذهب مناصفة مع ترامب،وعلاوة على ذلك يخوضون حربا مشبوهة في اليمن دون أن يسجلوا ولو نصرا صغيرا على عصابة الحوثي ،ويفرضون حصارا ماليا على الأردن الذي كان ظهيرهم وسندهم في الملمات ،وسجل جيشه العديد من المواقف في الدفاع عن وجودهم ،ولكنهم ردوا الجميل لنا بتحالفهم مع أعدائنا في مستدمرة إسرائيل الخزرية الصهيونية الإرهابية النووية،ويضغطون على جلالة الملك عبد الله الثاني كي يتنازل عن الوصاية الهاشمية على المقدسات في لقدس المحتلة ليرفعوا علمهم عليها ويبيضوا وجوههم مع شعوبهم التي أدركت ولو متأخرا، مدى قتامة سواد وجوههم ،ومدى ولوغهم في التعامل مع الصهاينة.
أوصلنا هؤلاء المراهقون السياسيون البائسون إلى درجة سحيقة من الإنحطاط ،فهم بحصارهم قطر في شهر رمضان ،وفرضهم حصارا ماليا على الأردن رغم معرفتهم بسوء أوضاعه الإقتصادية ، وذبحهم المتواصل لليمنيين ،نسفوا كل ما يقوم عليه ديننا الحنيف من مباديء خلاقة هي الوجه الحقيقي للإنسانية ،وهم بذلك يعودون إلى أصولهم الدينية لأنه لم يحسن إسلامهم ،وإلا ما ذا يعني التطبيع المجاني مع مستدمرة إسرائيل والتخلي عن الأردن وفلسطين؟
أتخم المراهقون السياسيون الفاشلون أجهزة المخابرات العالمية بالمعلومات المضللة عن الدول العربية التي خالفت 'السنّة'هذه المرة، ولم تتحالف قوى المراهقة السياسية كالعادة ،كما أن أبواق المراهقة السياسية فجرت في الهجوم على الشعب الفلسطيني من خلال الإدعاء أانه باع أرضه للصهاينة،وهذا الإدعاء الفاجر يهدف بطبيعة الحال للتغطية على مواقفهم هم ،لأنهم هم من باع فلسطين والقدس للصهاينة وشبّكوا مع مستدمرة إسرائيل وهي ما تزال فكرة صهيونية على الورق.
إرتكب المراهقون السياسيون أكثر من جرم بسبب مراهقتهم السياسية ،فقد تجاوزوا بصبيانيتهم كل المحاذير ،وضربوا الوحدة الوطنية في الخليج وسمموا النسيج العربي هناك ،من خلال تبعات الحصار المفروض على قطر ،وإنعكاسه السلبي على كافة شعوب الخليج ، وهي التي كانت تنشد بلسان واحد منذ تكوين مجلس التعاون الخليجي في ثمانينيات القرن المنصرم'خليجنا واحد'.
أما ثالثة الأثافي التي أحزنتنا جميعا فهي أن مجموهة المراهقين السياسيين تربعوا في أحضان مستدمرة اٍسرائيل وإتخذوا الوضعية المناسبة للصهاينة للحلب ،ويقيني أنهم في نهاية المطاف سيدفعون وجودهم ثمن أخطائهم وسياساتهم الخرقاء غير المدروسة منطقيا،وهذا هو حصاد صفقة القرن ،لأن الصهاينة لا حليف لهم ولا صديق ،وإنما يصطادون الرمّة والرمّة فقط،وعندما يسقطون لن نحزن عليهم ولن نذرف حتى الدمعة الكاذبة على رحيلهم.

نيسان ـ نشر في 2018-01-29 الساعة 19:04


رأي: أسعد العزوني كاتب وصحافي وخبير في الشؤون الفلسطينية

الكلمات الأكثر بحثاً