السلط ..حين تفيض بالغضب والحب!
هشام عزيزات
صحافي وكاتب
نيسان ـ نشر في 2018-02-05 الساعة 12:43
هل كان علينا ان نوقد نيرانا وتشعل خطبا ونغلق شارعا ونهتف نشازا' و في'ذات الوقت تعزف معزوفة الحب والولاء وفي مشهد محير حتى لانقول بشع !,وهل كان ضروريا ان نحولها من سلمية الى عنيفة، بالضرورة مرفوضة ، وليست منا من قيمنا فلا نوصل رسالتنا الصح ولا نعبر عن غضنبا صح، وعن ضيق الحال ورفضنا للقرارات الجائرة التي تطال لقمة العيش و«عيش الفقراء».!؟
هل كان ضروريا ان تثبت 'غضبك'! 'بحرق الاطارات وغلق الطرقات بالحجارة وترويع الناس , وبجالون بنزين وعود ثقاب وبالهتاف النشاز الذي لا يمت بصلة لدواعي الغضب والرفض والاحساس بالظلم .!
وهل.. كان علينا ان نكون في دائرة الانتظار والترقب والخوف والاستهداف ونتصرف «كوكلاء الله على الارض »الذين يسرحون ويمرحون ويسمنون ويكفرون ويفتون ويقسمون المجتمع الاردني افقيا وعاموديا ويصنفون الاردنيين درجات ويعيثون فسادا في الارض والسماء.!
هل كان علينا ان نقف على رجل واحدة'ويقف الاردن كله «بالامس» على رجل واحدة ومصنع الرجولة والحب والغضب الهادئ الناعم والعلم والحلم والمستقبل.
هي« السلط» شامخة عصية حين يراد لها ان تكون بؤرة الفوضى والخراب والتدمير وتهجير الاردنيين جميعا ونلوث ايادينا بدم بعض ،كما خطط ابي مصعب الزرقاوي سابقا وكماارادتها بدم بارد «ساجدة» وغيرها لنفتح مواويل للثأر والثأر المضاد ويسيل الدم بغزارة وبلا حساب !
هل كان علينا ان نكون اغبياء الى درجة مهولة لينجح «وكلاء الله على الارض خفافيش الليل » والمتربصين بالاردن تاريخيا وعلى تخلفهم واميتهم ,بأن يمرورا علينا ايمانهم بالاخر وحرية الاخر وحق الاخر والاطمئنان على عيش الاخر و«عيش الاخر »،وباطنهم يعشعش فيه مشروعهم الاخر القائم على الحقد والدمار وتصفية الاخر بدم بارد وبنيران جهنمهم الارضي الاخر الذي احرق امام اعيننا معاذ واخر والقائمة عندهم طويلة كلحاهم وثوبهم الاخر !
لا استطيع ,ان اقتنع بأن الاردن وكل بقعة فيه مجتمع 'دموي مخرب لحد التدمير ' اومجتمع 'متزمت لحد التكفير !'....هو مجتمع شتم ام اليوم مجتمع مؤمن وقدر له ان يكون الانفتاح على الاخر وعلى ثقافات الاخر ولغة الاخر وكيف يفكر الاخر رأسماله الاخر، وفهمه للايمان ورؤيته للتسامح والاخوة الربانية وربما كانت هذه نقمته بموازاة نعمته لكنه بالمطلق لا يمكن مقارنته بالمجتمع 'الشامي 'الذي عزز تدينه 'الجامع الاموي والعزوة الفرنسية 'ولا كالمجتمع المصري الذي كان الازهر بالنسبة للمصريين عامة كسيمائهم في وجوههم ولا كالاقصى الذى كان الفلسطينيين والعرب يشدون الرحال الية لكنه لم يشد عقلهم وفكرهم ورؤيتهم للحياة والاخر بمقت وكراهية وبغضاء بل بسماحة وتسامح وهداية ومحبة للاخر رغم اذى البعض من الاخر ..!!
اذن ..ما يراد ان نخسرة هنا في الاردن بفعل قوى مهاجرة مختلة نفسيا وعقليا وتتقن فن, ركوب الموجات وحرف الاحتجاجات واجب علينا ان نتطهر منها قبل ان تقضى على جذوة الحياة والامل فينا وقبل ان تسد علينا منافذ التنفس وتدفعنا الى تنفس الهواء الاصفر فحسب وهنا الطامة الاخرى وفقدان الاخر توأمنا الاخر.
وتبقى« السلط ديرتي » ديرتنا جميعا ومنها يفيض الحب والغضب من الاردن وعلى الاردن حين يتطاول عليه الجهال واصحاب النيات المريضة وذوي الغوايات الرخيصة.+
يكفينا ان اعلى المرجعيات السياسية في البلد مع التعبيرات السلمية ومع ان نمارس الضغط لنعدل من المسار ونصحح من الاعوجاج لا ان نخرب المسيرة.
نيسان ـ نشر في 2018-02-05 الساعة 12:43
رأي: هشام عزيزات صحافي وكاتب