سوريا.. متى الحل؟
نيسان ـ نشر في 2015-06-24 الساعة 12:06
مرت أربعة اعوام على انطلاقة الأحداث في سوريا ولم يصل المراهنون على وجود حلول تلوح بالأفق الى اي نتيجة تذكر، قمم واجتماعات وجلسات طارئة تعقد والوضع على ما هو عليه، ففي الوقت الذي تواصل به شلالات الدماء هديرها، وامواج النازحيين تدفقها هناك بلد اسمه سوريا يتفتت.
بعد أربعة اعوام والبلد تعيش الدمار تلو الدمار والشعب يعيش الرعب، والدماء تسفك في كل الانحاء والبلد تغرق في مستنقع مظلم، بعد ان غدت سوريا محج جماعات التطرف والأرهاب، الكل يتصارع ولا حلول تلوح في الأفق.
تعنت النظام وعصابته وجهل الجماعات المعادية وتضارب مصالح الدول الكبرى قادت الى مزيد من التعقيد في المشهد.
دعمت روسيا والصين النظام، وقد دعمتا نظام القذافي من قبل، لكن سرعان ما تخلتا عنه تحت قصف الناتو واصرارهم على انهاء مسيرته. تعنت الروس وعدم تخليهم عن نظام الأسد يأخذنا الى أكثر من عنوان، فصراع المصالح والقوى بين الروس والأمريكان يحتم على روسيا دعم نظام الأسد لأن سوريا هي المعقل الوحيد الذي يمكن ان تحتفظ به بعد أن احكم الأمريكان سيطرتهم على الشرق الأوسط.
الخطاب الأمريكي يختلف في سوريا عنه في (ليبيا القذافي) فالولايات المتحدة التي قادت الناتو لانهاء نظام القذافي، تتقاعس عن استخدام ذات الطريقة في سوريا، ومرد ذلك على ما يبدو ان الأمريكان لم يقتنعوا بوجود بديل للنظام قادر على ادارة البلد بعد الأسد، وأن ما يخيفهم هو مصالح دولة الكيان الصهيوني بعد انتهاء نظام الأسد، وهو ما يأتي تحت مظلة تحقيق مصالح أمريكا الكبرى التي تصبو الى تحقيقها سواء بقي نظام الأسد أو انتهى .
غياب منظومة الدولة القادرة على فرض سيطرتها وهيبتها جعل الارض السورية محجا للكثير من الجماعات المتطرفة فلم تتوان داعش عن التمدد في الاراضي السورية والسيطرة على الشريط الحدودي بين سوريا والعراق وإطلاق دولتهم المزعومة.
الوجع السوري ما زال قائماً والحل يكمن بتقسيم البلاد الى دولة علوية واخرى كردية ودولة سنية. ولكن علينا أن ندرك أن خروج الأسد من المعادلة السياسية في سوريا لن يعيد سوريا كما كانت.