اتصل بنا
 

رسالة أصلها خلايايَّ السرطانية

نيسان ـ نشر في 2018-02-10 الساعة 21:33

نيسان ـ

أكتبُ هذه الرسالة التي لا أضمن بأني سأكملها ، أكتبُ وأنا مُشارفة على موتٍ تدريجيٍّ ، أكتبُ ولا أدري أن كنت سأصل مثلما صوتي الذي كان يصل .

منذُ فترة ، كنت بالمشفى أُراجع قسم ( الأنف و الأذن و الحنجرة ) بعدما أجريت بعض الفحوصات بشأن البُقع البيضاء التي كانت على لساني ومشكلة توقف حركته التي تجعلني أجد صعوبة بالغة في البلع ، ف ' أظهرت النتائج وجود أورام سرطانية خبيثة في قاع اللسان وهذه ألاورام على الأغلب تُعالج باستئصال الجزء المصاب أو اللسان كله في حالة انتشار المرض لا قدّر الله ، ولكن لا داعي للخوف لانه الخلايا بدائية التكّون وسهلة العلاج ' قاطعت حديث الطبيب بسؤالٍ : ، هل سأستطيع الغناء مُجدداً ؟ ، ' الله أعلم ، نحنُّ مُسيرين بأمر من الله ، يلزمُكِ أن تبقِ قوية ' ، هذا ما قاله رداً لكلامي ، التفتُ الى أمي التى كانت تشّدٌ على كفي بدموعٍ مُنهارة ، ونصائح أبي الوهميّة بنبرته المُرتجفة التى كانت تدور حول العلاج وخطورة المرض ونسبة الشفاء وأنه مرض لن يغير شيئاً من حياتي ، بل كل شيء في حياتي ، كنت اعلم إني لن أموت من المرض نفسه بل من مضاعفات المرض المُتعاقبة ، التي كان يرأسها أعتزالي عن الغناء ، لطالما كنت أعتبرُ الغناء غِذاءٌ لروح ، ومنجاتاً لي من شوائب الدُنيا ، وبابٌ أدخل منه اليَّ وفيَّ ، و أني سأبهتُ كرسمة رماديّة ، لا حياةٌ فيها ، ولا عزمٌ ، ولا وقتٌ لي لأرى نفسي فيها ، رغم أني أمضيت عمري مهوسةً بالحياة ، أقف الان أمام الأمور التي لم أفعلها ، امام الكلمات التي كان ينبغي قولها ، وقفة ندم على حياتي التي أكتشفت أني أحبها .
أكتب رسالة شُكرٍ واعتذار ، للأشخاص الذين لا أقوى على رؤيتهم عاجزين أمامي ، الذين كانوا بمثابة جُدران ٌ أتكئُ عليها من تعبي ، ريثما تقرأون هذه الرسالة ، سأكون قد تخلصت من حياتي مُعتذرةً عن الرسالة ، بكونها رسالة إنتحار ، رسالة أصلُها خلاياي السرطانية .

نيسان ـ نشر في 2018-02-10 الساعة 21:33


رأي: سما القبيلات

الكلمات الأكثر بحثاً