الحرب الكونية الثالثة..لتفكيك الأزمات الحالية
أسعد العزوني
كاتب وصحافي وخبير في الشؤون الفلسطينية
نيسان ـ نشر في 2018-02-13 الساعة 13:49
عندما نقول ان الحرب الكونية الثالثة على الأبواب،فإننا لا نبالغ في التحليل ولا في
التوقعات ،لأن هذه الحرب التي نتحدث عنها قد حان موعدها لتحقيق الهدف المنشود
،وهو يهودية الدولة في مستدمرة إسرائيل الخزرية الصهيونية الإرهابية النووية
،وما يتبع ذلك من إعادة رسم لخريطة المنطقة وفق مشروع الشرق الأوسط الكبير،
الذي أعده الحاقد على العروبة والإسلام د.بيرنارد لويس عام 1980 وأقره
الكونغرس الأمريكي في جلسة سرية عام 1983،ويقضي بتجزئة المجزأ في المنطقة
وخلق شرق أوسط إثني كانتوني عرقي لتبرير طبيعة مستدمرة إسرائيل الدينية.
إندلعت الحرب الكونية الأولى كما هو معروف في الفترة ما بين 1914-1918
للقضاء على الإمبراطورية العثمانية ،عقابا لها لرفض الخليفة السلطان عبد الحميد
الثاني التفريط بالقدس وفلسطين لليهود،ولتقسيم المنطقة وفق مشرق سايكس-بيكو
بين فرنسا وبريطانيا،وتمهيدا لإعلان وعد بلفور الذي منح فلسطين وطنا قوميا
لليهود،تأسيسا على وثيقة العار التي خطها الملك عبد العزيز آل سعود بيده، وأبدى
موافقته فيها على منح فلسطين لليهود "المساكين "إرضاء لبريطانيا العظمى،وقد أيّد
ودعم الوعد المشؤوم الملك فيصل بن عبد العزيز، في الإتفاق المعروف بإسم
"فيصل –وايزمان 1919"،الذي أكد على ضرورة منح فلسطين لليهود.
أما الحرب الكونية الثانية فقد إندلعت في الفترة ما بين 1939-1945 تمهيدا لعصر
إمبريالي جديد خاصة في الشرق الأوسط ،من أجل ضمان إقامة مستدمرة إسرائيل
وتكوين محيط آمن وراع وداعم لها ،حتى لو تحزّم الجميع بشعارات القومية
والوطنية ،لأن المهم ليس ما تنتجه الحناجر من هتافات كاذبة ،بل ما رأيناه على
أرض الواقع ،حيث كانت الأنظمة العربية بدءا من دول الطوق وإنتهاء بممالك
الصحراء، دولا داعمة لمستدمرة إسرائيل،وما نراه اليوم من تطبيع سعودي إماراتي
بحريني على وجه الخصوص إلا كشفا للمستور.
تمر منطقتنا هذه الأيام والعالم أجمع بمشاكل تسببت فيها مستدمرة إسرائيل، التي
أسست تنظيم أجهزة الدول فرع خدمات الإستخبارات السرية
الإسرائيلية"ISIS"الملقب بداعش،مع أمريكا وبريطانيا لمثل هذا اليوم ولذات
الغاية،ونحن نرى وبكل الوضوح أن الظروف أصبحت مواتية لإعلان يهودية الدولة
،وبموافقة دول منظمة التعاون الإسلامي وعددها 57 دولة بإستثناء تركيا وإيران
طبعا ،بعد إعلان السعودية تطبيعها الرسمي والشعبي مع مستدمرة إسرائيل،وتكرار
الحكم السعودي الحالي موقف الملك عبد العزيز عام 1915 بالموافقة على منح
القدس وفلسطين لليهود غير المساكين هذه المرة ،لأنهم أثبتوا إرهابيتهم ككيان نووي
صهيوني.
وبناء على ما تقدم فإن الحرب الكونية الثالثة التي نحن بإنتظار إندلاعها ستعمل على
تغيير خارطة المنطقة على وجه الخصوص والتوصل إلى حل يشطب الحقوق
الفلسطينية والأردن الرسمي وفق ما يطلق عليه "صفقة القرن"،وتقسيم دولها إلى
كيانات عرقية وإثنية ،وستلغي كيانات كانت قائمة مثل الأردن من خلال كونفدرالية
أردنية –فلسطينية،تندمج لا حقا مع مستدمرة إسرائيل بكونفدرالية ثلاثية يطلق عليها
"كونفدرالية الأراضي المقدسة" ،وسيتم إغراق الإقليم بتدفقات مالية تحت مسمى
"مشروع مارشال الجديد"لإلهاء الناس عن تداعيات الصدمة ،وربما غاب عن
المخططين اليهود والعرب أن صاحب الحق لا ينسى ،ولذلك فإننا نتوقع تخديرا يعم
المنطقة ويتراوح ما بين 5-15 عاما ،ومن ثم سنشهد الإنفجار الذي يقلب الطاولة
على كل من حولها ليخلق واقعا جديدا.
سيتم إقامة إمارة إسلامية لحماس في سيناء بعد إجراء تعديلات حدودية بين فلسطين
ومصر ، من خلال تبادلية تتضمن منح هذه الإمارة 720 كيلومترا مربعا من أراضي
النقب الجرداء المسماة "حالوتسا"،مقابل نفس المساحة من سيناء لمستدمرة
إسرائيل،وما يجري حاليا من إرهاب منظم في سيناء يستهدف الجيش المصري،إلا
تمهيدا لما سيحدث وبموافقة التسي تسي بطبيعة الحال الذي يعد شريكا إسرائيليا في
هذه العملية تدعمه بطبيعة الحال دولة الإمارات الشريكة الإستراتيجية العلنية مع
مستدمرة إسرائيل إضافة إلى السعودية أيضا.
نيسان ـ نشر في 2018-02-13 الساعة 13:49
رأي: أسعد العزوني كاتب وصحافي وخبير في الشؤون الفلسطينية