اتصل بنا
 

استقالة عصام الروابدة..إحنا الشعب الخط الأحمر

نيسان ـ نشر في 2018-02-14 الساعة 16:42

x
نيسان ـ

باستقالة المستشار عصام الروابدة من الديوان الملكي نكون وضعنا الفصل الأخير من مسلسل الاعتداء على بسطاء الناس ومصادرة حرياتهم لمجرد أنهم لم يعجبوا مسؤولاً كبيرا أو صغيراً في مؤسسات الدولة المتخمة بالوجاهات الكذابة.
منذ تعرّض سائق الحافلة لابتزاز المستشار في الديوان الملكي، عصام الروابدة والناس في حالة ترقب لما ستؤول إليه الأمور في القصر.
بعد ساعات قليلة من الحادثة جاء الخبر على شكل استقالة لا 'إقالة'، لكن الناس فرحت، وشعرت أن كرامتها خط أحمر.
أمس، تفاجأت الناس من سيناريوهات سريعة طبخت في القصر بهدف انتزاع شرارة التوتر بين السائق والمستشار الذي قدم اعتذاره أمام رئيس الديوان، فايز الطراونة على أمل أن تنجلي الغمامة. لكنه اعتذار بلا معنى.
سبق ذلك صمت عارم من السلطة التنفيذية وشقيقتها التشريعية حيال ماحدث، وكأن الجميع يريد للمشهد أن ينتهي وحسب، فيما يضمن المستشار النجاة.
وكيف ينجو وهو في قصر أخرج أوراقا نقاشية تتمسك بسيادة القانون وتعزيز العدالة الاجتماعية لضمان سلمية المجتمع وطمأنينيته؟.
صانع القرار يدرك كل ذلك، ويدرك ايضاً أن قراره سيترك أثرا بالغا ليس بين الناس فقط، بل في تمتين فكرة الأوراق النقاشية، وتوفير مناخات مؤسسية تضمن ولادة سليمة لقادة جدد، يأخذون على عاتقهم تعزيز سيادة القانون وفرض هيبته على الجميع.
في دولة المؤسسات والقوانين لا نرى حلاً لإشكاليات على طريقة 'أبشر والله حيهم واشرب قهوتك'. هناك قانون ومساءلة ولا أحد يهرب أو يتهرب منهما.
أن ينتهي مشهد المسؤول 'الآلهة' بهذا الشكل، فهذا يعني أن رسالة قوية يصوغها رأس النظام على شكل رسائل سريعة لأصحاب القرار. تقول: الشعب هو الخط الأحمر لا أنتم'.
الشارع الأردني متعطش إلى قلب الطاولة على جل رجالات الصف الأول بعد أن فشلوا في ترجمة الرؤى الملكية إلى حيز الوجود، لا بل إن بعضهم أظهر عجزا شديدا حتى في التقاط فلسفة الرسائل الملكية في صياغة مستقبل آخر، لا وجود لهم به.
على أية حال، لم ينته المشهد بعد، هناك رؤوس كثيرة لا ينفع معها إلا النزع من وظيفتها بعد أن تجبرت وتمادت ووسعت من دائرة الاحتقان الشعبي ، تلك الشخصيات ظلت رهينة مكاسب عبارات التمجيد والتقريض للحفاظ على مسافة آمنة بينها وبين مقصلة النظام.

نيسان ـ نشر في 2018-02-14 الساعة 16:42

الكلمات الأكثر بحثاً