اتصل بنا
 

إعادة تأهيل الطبقة السياسية

نيسان ـ نشر في 2018-02-15 الساعة 08:59

x
نيسان ـ

بات من المُلِح اليوم البدء بمشروع جدي يهدف إلى اعادة تأهيل الطبقة السياسية الأردنية، فقبل أن يطلق مسؤولون سابقون أوصافا غير لائقة على الشعب الأردني، إذ وصفهم الأول بالأغنام، وارتأى الثاني أن حل مشكلة اللاجئين يتم عن طريق شحنهم بـ 'قلابات' وقذفهم إلى ما وراء الحدود.
قبل ذلك، كان وزير الصناعة والتجارة أخطأ في لقاء له مع النواب، قبل أكثر من شهر، في اطار التمهيد لرفع أسعار الخبز وقال أن عاملا وافدا، وذكر جنسيته، صار يمتلك سيارة 'لاند كروز' نتيجة تجارته بمادة الطحين المدعوم.
تعكس هذه الحوادث الثلاث جهلا وأمية سياسية لا تليق بمن يجب أن يشغلوا هذه المواقع، حيث أن للسياسة معايير وأخلاقيات لا يمكن تجاوزها أو ممارسة العمل اليومي من دون الانصياع لمراعاة صارمة لبنودها.
هذا الامتثال للمعايير لم يفرض عبثا، بل هو بالضرورة ينعكس على النتائج والمخرجات، والعكس أيضا يضعنا أمام نتائج مزعجة ليس أقلها بث الكراهية والتعدي على حقوق الآخرين، فليس من الحلي بالقادة والمسؤولين الهبوط إلى هذا المستويات في الآداء، فهذا سلوك لا يتعارض مع المعايير والأخلاقيات الحديثة للسياسة وحسب، بل إنه يتعارض مع موروثاتنا الأخلاقية والثقافية.
ولم تقف الأمور عند هذا الحد، إذ تابعنا خلال اليومين الماضيين قصة حافلة 'جت' والتي أظهرت استغلال مسؤولين لصلاحياتهم ومواقعهم وعلاقاتهم، وسخروها لتجاوز القانون، مستهترين في الوقت نفسه بحقوق وكرامات المواطنين.
ومن المرجح أن تتواصل هذه الحوادث، في القادم من الأيام، لتزيد في إلحاح أسئلة من وزن: هل هذه مجرد تفتقات يمكن السيطرة عليها أم ستتسع إلى درجة يصعب فيها على الراتق رتقها أو رقعها؟!
يسري في البلد اليوم جدال تقليدي؛ فهناك مِنْ الاصلاحيين مَنْ باتوا يؤمنون بأن عملية التنظيف للسلم يجب أن تبدأ من الأعلى لأنه لا جدوى يمكن أن تتحقق بالتنظيف من الأسفل إلى الأعلى، لكن مدرسة أخرى تُنظّر لمشكلة بنيوية في مجتمعنا، وترى أنه لا بد من البدء بالأساسات لاعادة البناء من جديد.
وفي كل الأحوال لا بد من أن تتوفر في السيستم القدرة على تطويق التشوهات والاصلاح التلقائي، وهذا لا يحدث إلّا بتفعيل آليات التدرج السياسي الطبيعية في ظل امتلاك المؤسسات لولايتها بشكل كامل وقاطع، ويجب أن تتجاوز القرارات دائرة رد الفعل على هوجات الـ 'فيسبوك' وتنتقل إلى المبادرة وخلق الفعل .
من تشوهات الطبقة السياسية، الأخرى، المتحققة اليوم، إطاحة الصف الثاني والفتك به، لذلك تجري عملية تدوير وإعادة انتاج للصف الأول من دون حدوث أي تقدم أو تطور.

نيسان ـ نشر في 2018-02-15 الساعة 08:59

الكلمات الأكثر بحثاً