القوة الإقتصادية الأولى عالمياً أميركا
سركيس نعوم
كاتب لبناني
نيسان ـ نشر في 2015-06-25 الساعة 02:52
عن سؤال: هل تستطيع الصين أن تصبح قوة عالمية عظمى؟ أجاب المسؤول المهم نفسه في "إدارة" مهمة داخل الإدارة الأميركية الذي يتابع الشؤون الصينية في انتظام، قال: "الصين تريد أن تصبح قوة عظمى. وهذا أمر ممكن، وليس ضرورياً أن تتصادم مع أميركا. سياسة أميركا هي التشاور والتعاون والتكامل مع الصين. طبعاً قد تحصل اختلافات حول أمور كثيرة لكنها لا تؤدي إلى مشكلات وحروب. وفي صفقة الغاز الأخيرة أو مشروع الغاز الذي عرضته روسيا على الصين كانت الصين هي الرابحة، فاوضت ببراعة وحصلت على أسعار منخفضة أو مُخفَّضة لم تكن تتوقعها روسيا ورئيسها بوتين. في موضوع إيران النووية نحن والصين في موقف واحد أو بالأحرى موقفان متشابهان. في موضوع سوريا الصين أقرب إلى موقف روسيا منها. لكن لا مصالح للصين في سوريا. ولذلك فإنها بمواقفها في مجلس الأمن وخارجه "تتلطى"، أو تتغطّى بمواقف روسيا وتمتنع عن المبادرة. أما إيران فمصالحها معها حيوية. تستورد منها قسماً كبيراً من حاجتها إلى النفط وستستمر في ذلك. الإستقرار، وأنا أكرِّر هذه الكلمة أمامك، هو الهدف الفعلي للصين. فهو العامل الذي يساعدها على النمو. هي لا تتدخَّل عسكرياً في أي نزاع. المرة الوحيدة التي أرسلت جنوداً وبالمئات فقط كانت مهمتهم في إطار عملية سلام دولية أو حفظ سلام. وكانوا جزءاً من قوة شاركت فيها دول افريقية. وهؤلاء الجنود لا يزالون في السودان. ومع باكستان هناك تعاون وتشاور والأمور ماشية. وقد توسّع التعاون ليصبح ثلاثياً بانضمام أفغانستان إليه. على كل ليس في الصين إرهاباً إسلامياً بمعنى الإرهاب. لكن الخوف منه موجود".
سألتُ أخيراً: يقال إن أميركا "مديونة" للصين ولذلك فإن وضعها الإقتصادي صعب (اشترت سندات خزينة أميركية بما يفوق ثلاثة تريليونات دولار). أجاب: "إذا كنت "مديوناً" للبنك بخمسة آلاف دولار أميركي تشعر بالقلق. أما إذا كنت "مديوناً" له بخمسة ملايين دولار فهو الذي يجب أن يشعر بالقلق. وهكذا هي الأمور بالنسبة إلى أميركا. من مصلحة الصين أن يكون إقتصاد أميركا قوياً وفي حال نمو مستمر كي لا تخسر سنداتها أو بعضاً من قيمتها. أميركا لا تزال القوة الإقتصادية الأولى في العالم. قد تتفوَّق عليها الصين بعد سنوات لا نعرف".
ماذا في جعبة مسؤول في "إدارة" مهمة داخل الإدارة الأميركية مهمته متابعة الإرهاب داخل بلاده وفي العالم والمساعدة على مكافحته؟
بدأتُ اللقاء بالقول: كان الإرهاب في العقود الماضية فوضوياً ويسارياً متطرفاً وفلسطينياً و... لكنه وصل إلى نهايته لأسباب عدة. وحلّ محله الآن ما يسميه الغرب والعالم الإرهاب الإسلامي. سألتُ: هل عندك فكرة كيف سيصل هذا الإرهاب إلى نهايته؟ ومتى؟ أجاب: "الإرهاب الاول كانت وراءه جهات ساعدته وموّلته ودرّبته. وقد وصل إلى نهايته كما قُلت. لكنه لم يكن خطيراً أو بالأحرى بخطورة الإرهاب الحالي الذي لا تعرف من يقف وراءه. الدول كلها تقول إنها ضده وتتعاون في ما بينها سواء في تحالف دولي لمحاربته"، أو في أُطر أخرى من أجل ضربه. والدول التي ليست مشاركة في أي تحالف من النوع المذكور تحارب الإرهاب أيضاً ولكن منفردة، وهذا أمر يدفعني إلى القول إن هذه الحرب (الحالية) طويلة. ستكون طويلة ومُكلِفة". سألت: الدول الداخلة في "التحالف لمحاربة الإرهاب" هل هي فعلاً بلا حسابات خاصة لها؟ وهل فعلاً ليست لدول عضو فيها مصالح مع بعض الإرهابيين أو المنظمات الإرهابية؟ يُقال إن قطر تموِّل بعضها ولا تخجل من ذلك. ويقال أيضاً إن السعودية تموِّل البعض من هؤلاء، ولكن على نحو غير رسمي أي بواسطة أفراد أو جمعيات أهلية يمكن التذرُّع بجهل ما يقومون به. تركيا لا تدفع مالاً لكن يُقال إنها تدرِّب وتسلِّح وتسهِّل العبور إلى سوريا. هذا التدفُّق للإرهابيين على تركيا ومنها إلى سوريا ما كان ممكناً لولا موافقة السلطات التركية. أما إذا كان ذلك يحصل رغم إرادتها أو من دون معرفتها فإنه يعني أنها في مشكلة كبيرة بل في ورطة وحال ميؤوس منها. أجاب: "أنت تعرف أن في تحالف يضم 36 دولة أو أكثر تتضارب المصالح أحياناً وتتعدَّد الأهداف. لكن تبقى مكافحة الإرهاب الهدف المهم للجميع". علّقتُ: معك حق. المثل على تضارب المصالح وتالياً الأهداف اعتبار السعودية مثلاً أن إيران خطر كبير عليها، وأن مكافحته ممكنة بوسائل عدة منها التعاون مع فصائل "إرهابية". وإيران تقول إنها ضد الإرهاب لكنها تمارسه ضد أعدائها. بماذا علّق؟