اتصل بنا
 

هاني الملقي ..استعجلت الرحيل

نيسان ـ نشر في 2018-02-25 الساعة 13:55

x
نيسان ـ

لم ينتظر موظف في وزارة الاوقاف حتى يقسم الوزراء الجدد اليمين الدستورية أمام الملك عبد الله الثاني؛ ليضمن خروج الوزير وائل عربيات من الفريق الوزاري، بل استعجل بكسر جرة أمام الوزير وحرسه في مشهد يكثّف حالة الغضب من حكومة الملقي بعد ان نفذت أصابعها من جيوب الناس إلى أمعائها.
وكأن الرجل ضاق ذرعا بالوزير. لا بل إن حنقه فاق قدرته على الاحتمال، فاختار العجلة على أن لا ينجلط.
مشهد تكسير الفخار طاف صفحات الناس واستقر في وجدانهم، فيما كان الملقي يسير أمام وزرائه الجدد نحو الديوان الملكي.
في الأثناء كان بعض الوزراء ممن خرجوا من حكومة الملقي عبر بوابة التعديل السادسة يودعون زملاءهم على طريقتهم، من دون أن يغمزوا إلى دور حكومتهم في شيطنة وتجويع الأردنيين. بعد أيام سنجدهم يرفعون شعارات ضد سياسات الحكومة في تكميم الأفواه..ربما.
ما لم يدركه الرئيس جيداً ان تعديله الأخير سيأتي بنتائج وخيمة على حكومته، وسيقتلعها من جذورها قبل أن يتمكن موظفوهم من حفظ أسمائهم.
هذا يعني أن المساحيق الرسمية لم تعد تنطلي على أحد، في وقت بدت فيه حكومة الملقي غارقة بنشوة النصر بعد أن حازت ثقة النواب. ألم يقل الرئيس أن حكومته مستمرة بالنهج ذاته فور الانتهاء من التصويت؟.
ثقة وتعديل وتزبيط وترقيع وطبطبة وشرايين جديدة لتسع وزارات ...لكن الحكومة تدخل غرفة الانعاش وسط تطمينات 'حكيمة' بأن عمر الحكومة أقصر مما نعتقد.
على الأقل هذا ما يبدو لنا ، وهذا ما نلمسه في الشارع.
كان أمام الرئيس فرصة لو أحسن استثمارها لانتزع فتيل التوتر، أو على الأقل خفّض من حالة الاحتقان المتنامية في المحافظات، لكنه وبدلاً من استثمار فرصة التعديل، ذهب بعيدا في شيطنة الناس، وإبقاهم في الشارع بعد أن اشتموا رائحة غريمهم باسم عوض الله في جسد التعديل الأخير.
الرئيس قرر أن يحمل قنبلة انفجاره بيمنه ويمضي إلى حتفه، فلا تزال خطايا التصحيح الاقتصادي برقبة كبير الليبراليين وعرابهم، ولن يتساهل الأردنيون في ملفهم.

نيسان ـ نشر في 2018-02-25 الساعة 13:55

الكلمات الأكثر بحثاً