اتصل بنا
 

الاستثمار في الانسان

كاتب وصحافي أردني

نيسان ـ نشر في 2018-02-26 الساعة 10:14

نيسان ـ

في الوقت الذي اقتصر فيه التفكير الحكومي لسد عجز الموازنة على رفع أسعار الكهرباء ورفع أسعار المحروقات وأخيرا رفع أسعار الخبز، لم يكف خبراء الارقام «الديجتل» في بلادنا برفع من شأن الانسان.
المعلومات المتوفرة تشير الى ابعاد خطيرة لقضية الاهمال الحكومي المتزامن اضطرابات شعبية عبر عنها المواطنون بالعنف تارة وبالسخرية الممزوجة بالسواداوية تارة اخرى.
لاول مرة تشهد شوارع المملكة مطاردات اشبه بافلام الآكشن لاشخاص قاموا بالسطو والسرقة بالاكراه وممارسة العنف في وضح النهار.
الغريب حوادث السطو المسلح والتي تزامنت مع موجة الغلاء الفاحش لقيت تعاطفا شعبيا وتبريرا من خلال مواقع التواصل الاجتماعي بعد ان عزتها لأخطاء حكومية متراكمة.
فقد اجتاحت موجة من السخرية شبكات التواصل الاجتماعي بعد أن كثرت هذه العمليات على عدد من بنوك وبعض المحال تجارية ، وهي عمليات سطو جاءت بعد فترة قصيرة من قرارات حكومية برفع أسعار الخبز وبعض السلع الأساسية إضافة إلى فرض ضرائب جديدة تسببت في ارتفاع كافة السلع والخدمات في البلاد تقريباً.
أغلب المعلقين اكدوا ان «موجة التعاطف والسخرية» التي شهدها الأردن واجتاحت شبكات التواصل الاجتماعي غير مسبوقة وتحمل دلالات مهمة بل خطيرة ، اقلها مشكلات قد تنفجر تباعا في اي لحظة.
هذه الدلالات ترتبط مع بعضها البعض لتفرض ايقاعا مليئا بالغمز واللمز اخترقت في بعض معانيها كافة السقوف، المحللة منها والمحرمة، والمسموحة والممنوعة ، حتى تلك التي كانت قبل وقت قريب في اطار العيب الاجتماعي.
في الحقيقة هذا الواقع فرض على الجميع وضع مقارنة بائسة بين الفقير والأفقر والقبيح والآقبح. وجعلتنا ننقاد الى سؤال بديهي، هل اذا فشل المجتمع ستنجح الدولة.
ففي بلادنا يضطر المواطن الى تجاوز القانون ليحصل على حقه الطبيعي في الماء والكهرباء والتعليم والصحة وصولا الى تسهيل المعاملات في الدوائر الحكومية.
معادلة خلفت حالة من الفشل طال كل القطاعات دون استثناء وأبقي المواطن في دائرة التبعية والاستجداء للمسؤولين والاغنياء وذوي النفوذ.
اما من الناحية التربوية والاجتماعية فتختصر المعادلة بعبارة واحدة: فشل المواطن يعني نجاح الحكومة، فالمهم أن يتدنى مستوى الآخرين كي يتاح لأفراد في الدولة السيطرة والتفوق.
تقول إحدى الدراسات العالمية أن الدولار الواحد الذي تنفقه الدولة على التعليم والبحث العلمي والصحة يعود عشرة دولارات خلال اقل من عشر سنوات، وتمضي الدراسة لتؤكد ان أفضل الاستثمارات هو الاستثمار في الإنسان.

نيسان ـ نشر في 2018-02-26 الساعة 10:14


رأي: محمد المحيسن كاتب وصحافي أردني

الكلمات الأكثر بحثاً