تحالف صفقة القرن حسم الصراع في فلسطين لصالح الصهاينة
أسعد العزوني
كاتب وصحافي وخبير في الشؤون الفلسطينية
نيسان ـ نشر في 2018-03-05 الساعة 22:04
أسعد العزوني
حسم تحالف صفقة القرن الصهيو-عربي- الذي ظهر بتسلم الرئيس الأمريكي من أصل سوري دونالد طرامب ،لمقاليد الأمور في البيت الأبيض مؤقتا ،وسيزول حتما بزواله الذي بات قاب قوسين أو أدنى ،وأولى بوادره طرد صهره اليهودي كوشنير وإبنته إيفانكا من البيت الأبيض بعد تجريد الأول من صلاحياته الخطيرة التي كانت تتيح له الإطلاع على الملفات الخطيرة المتعلقة بزعماء العالم- حسم الصراع الإنساني –الصهيوني في فلسطين ،لصالح الصهيونية وأتباعها الذين إستدمروا فلسطين بتصريح رسمي منحه بقايا التيه اليهودي في صحراء الجزيرة للسير بيرسي كوكس عام 1915 في وثيقة موقعة 'عبد العزيز-كوكس'،جرى التأكيد عليه في إجتماع 'فيصل –وايزمان' عام 1919.
بعد نجاح الماسوني الإنجيلي الطرمب ترامب المستهجن بمساعدة من صديقه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين،زار الرياض بترحيب من العرب الصهاينة الذين حمّلوه مبلغ نصف تريليون دولار عدا ونقدا لإنعاش الإقتصاد الأمريكي،ناهيك عن مئات الملايين الأخرى التي حصل عليها هو وعائلته ،إما على شكل هدايا أو على شكل منح ونقوط إكراما للحسناء إيفانكا إبنة الطرمب ترامب ،ومنها 100 مليون دولار تبرعات لصندوق زوجته عارضة الأزياء ميلانيا ،أضف إلى ذلك 750 مليون دولار كلفة حفلة رقصة السيف التي نظموها له ولعائلته وإستمرت ليلة واحدة.
في تلك الزيارة غير الميمونة عرض تحالف صفقة القرن حلا ينهي الصراع الإنساني-الصهيوني في فلسطين ،وكانت أولى ملامحه الإعتراف الأمريكي الرسمي بأن القدس المحتلة هي عاصمة مستدمرة إسرائيل الخزرية الصهيونية النووية، وشطب القضية الفلسطينية وشطب الأردن الرسمي وإجباره على التخلي عن الوصاية الهاشمية على المقدسات في القدس المحتلة لصالحهم ،ليصبحوا هم الشركاء الوحيدين للصهاينة وأصحاب المشروع الصهيوني ،الذي لولاهم لما نجح الصهاينة في إقامة مستدمرة لهم في فلسطين ،ولما إستطاعوا الصمود حتى اليوم.
فهم وكما بات واضحا إنتفلوا من التآمر على فلسطين إلى التآمر على الأردن ،من خلال حصاره ماليا لتنفيذ شروطهم ،دون ان يعرفوا أن رؤوسهم ستتكسر على صخرة الصمود الأردني ،ولا ننسى أنهم هم أصل الإرهاب وهم الذين جعلوا كابل هي الوجهة لشباب العرب والمسلمين كمارثون موت مجاني ودفعوا 20 مليار دولار لتمويل تلك الحرب.
لقد أعلنوا تحالفهم مع الصهاينة تحت ذريعة الخوف من إيران ،وتصوير هذا البلد المسلم على انه مصدر الشر في العالم اجمع ،بينما أجبروا علماءهم على كيل المديح لمستدمرة إسرائيل والدعاء لها ،ونشر الإشاعات بأن الفلسطينيين هم الذين باعوا أراضيهم ،كما انهم هم الذين مولوا داعش وقبله أمه القاعدة ،وهم الذين إفتعلوا الأزمة مع قطر.
لا نتحدث عن طغمة محددة بل هناك تحالف سلّم إنقياده للطرمب ترامب وبات مربوطا به ،ولهذا قلنا أن هذا التحالف الذي يطلق عليه المراهقة السياسية وخاصة في الخليج ،بدأ يعلن صهيونيته جهارا نهارا ،ويجنّد نفسه كمسمار في الحذاء الصهيوني،فهم على سبيل المثال لا الحصر تآمروا مع الموساد على قتل الكادر الحمساوي المبحوح وهو في ديارهم ،كما انهم يشترون العقارات المقدسية ويبيعونها للمستدمرين الصهاينة بأسعار خيالية ،ولا ننسى تجسسهم الدائم على الفلسطينيين وتسليم ملفاتهم للموساد الإسرائيلي.
وآخر نهفة غبية أقدموا عليها هي إصدار وثيقة تبين إسم البلد وعملته وعاصمته وقد كتبوا أن رام الله هي عاصمة فلسطين،ولا ننسى تحريفهم المقصود للقرآن الكريم عندما اطلقوا على سورة الإسراء 'بنو إسرائيل'،وحتى لا يصطاد احد في الظلام نقول أن هذا الإسم هم فعلا من أسماء تلك السورة ،لكن تغيير إسمها الأصلي وإستبداله ببني إسرائيل إنما يؤشر على صهيونيتهم.
حسب ما هو مرسوم فإن مداميك مستدمرة إسرائيل قد دكت بوثيقة عبد العزيز –كوكس 1915 ،وإجتماع فيصل –وايزمان 1919،بينما ترسخت أركانها بمجيء الدب الداشر وأعدقائه من الجوقة المراهقة سياسيا،وبهذا تكتمل الشهادة على ان هؤلاء بمجملهم هم من بقايا التيه اليهودي في صحراء جزيرة العرب، الذين إكتشفهم المندوب السامي البريطاني للمنطقة السير بيرسي كوكس، وسلّمهم الجزيرة ليحكومها وفق شروطه وبما نصت عليه وثيقة كامبل السرية الصادرة عن مؤتمر كامبل عام 1907.
لقد بدأت جوقة المراهقة السياسية في جزيرة العرب الشق الثاني والأخير من مؤامرتها على فلسطين والأردن ،بحصار دولة قطر وشعبها ،تمهيدا لإجتياح عسكري يقوده جيش بلحة المرتزق مقابل حفنة من الرز،وجاء ذلك إنتقاما من فشلهم الذريع في إجتياح قطر عام 1996،الأمر الذي نبّه صانع القرار القطري إلى ما يرسمه الأخوة الأعداء لقطر .
رب ضارة نافعة فقد إنطلقت قطر في مارثون عالمي وحققت اهدافها وأصبحت مساحتها بحسب دورة الحركة لبواخر الغاز القطري ،وأسطول الطيران القطري ،وبث قناة الجزيرة وأخواتها في كافة المجالات ،علما أن ثروة جوقة الأعدقاء لا تقل عن ثروة قطر بل تفوقها بكثير ،لكن الأمور هنا لا تقاس بالثروة بل بالعقل ،ولا ننسى أن اهل العربية يطلقون عليها إسم العبرية سخرية منها ومن ضعف ادائها وسوء طرحها.
تحدثنا أعلاه عن الخطة البشرية المرسومة والآن سنتحدث عن الخطة الإلهية التي ننتظر تنفيذها ،وهي أن أباهم في الشر الطرمب ترامب في طريقه للجنون بسبب فشله ،وها هو يشهد طرد صهره وكبير مستشاريه اليهودي كوشنير وإبنته الحسناء إيفانكا، من البيت الأبيض مذمومين مدحورين بعد انكشاف دوره في حصار قطر التي رفضت إبتزاها من قبله بقيمة نصف مليار دولار لدعم شركته المتعثرة ،بعد تجريد كوشنير من أرفع وأخطر صلاحياته ،وهذا يدل على أن الطرمب ترامب يسير على خطاهما ،وفي تلك اللحظة وعند إعلان سقوط الطرمب ترامب ،يتوجب على حلفائه الأغبياء من المراهقين السياسيين أن يبادروا بالمغادرة من تلقاء أنفسهم.
نيسان ـ نشر في 2018-03-05 الساعة 22:04
رأي: أسعد العزوني كاتب وصحافي وخبير في الشؤون الفلسطينية