حتّى متى ؟!
نيسان ـ صالح محمّد جرّار. ـ نشر في 2015-06-25 الساعة 23:44
حـتّى مـتى تـلهو ، أُخَـيَّ ، وتلعبُ ... وسِـنِيُّ عمركَ بعد حينٍ تنْضُبُ ؟!
أَوَ مــا تـرى الأيّـامَ تـسعى خـيلُها ... فـي ذا الطّرادِ ، وراصدٌ يترقّبُ ؟!
مــا بـيـن مُـنْـطَلَق الـطّرادِ وهـدْأة ... إلاّ سُــوَيــعـاتٌ تُــعَــدُّ وتُــحـسَـبُ
فـالـسّـابقون الـسّـابـقون ولاحــق ... حـتماً يـؤولُ إلـى المصير ويذهبُ
مَـــن كـــان هـيَّـأَ خـيـلَه لـطـرادها ... فــازتْ بـسـبْقٍ ، والـمَـفازُ مُـحَبَّبُ
أمّــا الّــذي قــد نــام عـن تـربيبها ... خـسر الـسّباق وظـلّ عـمراً بـندبُ
لــكــنّ نــدبــكَ لا يــــرُدّ ذُرَيْــــرَةً ... ممّا مضى ، قد غاب عنك المذهبُ
* * * ... * * *
هــيّـا أفــق مــن غـفـلةٍ مـجـنونةٍ ... قــبـلَ الـعـواقـبُ شـرّهـا مـتـشَعّبُ
هـيّا اغـتنم رمـضانَ ، يـكثر خيرُه ... لـلـرّاغبين الـخـيرَ ، نـعـم الـمطلبُ
فـيـه الـشّـياطينُ الـلـعينة صُـفّـدَتْ ... لا تـخـشَها ، فـبـذكر ربّــك تـغـلبُ
لا ، لـيس لـلشّيطان سـلطانٌ عـلى ... قـلـب الـتّقيّ ،فـنورُ ربّـك يـصحبُ
هــيّـا إلــى هــذا الـمَـعين مُـطَـهّرَاً ... فـكـراً وقـلـباً مــن ذنــوبٍ تـحجُبُ
رمـضـانُ بـحـر الـخـير فـيه لآلـئٌ ... مــــا حــازهـا إلاّ عــبـادٌ تـتـصَـبُ
هــيّــا أرِ الــغـفّـارَ تــوبــةَ نــــادم ... واحـزم أمـورَك كـي يـبينَ المَطلَب
رمــضـانُ روض الـتّـائبين،يمدّهم ... بـثـمـار مـغـفـرةٍ وزُلْــفـى تُـعـجِبُ
فـادخل ريـاض البِرِّ واشْهَدْ غيثها ... فـلـعلّ عـمرَكَ بـعد جـدْبٍ يـخصبُ
لا تــيـأسَـنَّ فــــإنّ ربّــــك راحـــمٌ ... مَــن آب تـوّابـاً ، وعـيـنٌ تَـسـكبُ
فـاسـكبْ دمــوع نـدامـةٍ مـتـطهّراً ... بـطَهور دمـعك مـن مـعاصٍ تلْهِبُ
هذي الدّموعُ وثيقةٌ تصف الضّنى ... فــي غـربـةٍ قــد كـنت فـيها تـلعبُ
لــكــنّـه لَــعِــبٌ يُــدَنّــس أنــفـسـاً ... لا لِــعـبُ أطــفـالٍ بـــريءٌ يُـطـربُ
هــو لِـعب شـيطان الـذّنوب مُـزَيّناً ... كــلّ الـقـبائح كــي يـطيبَ الـملعبُ
هــيّـا تـطـهّـرْ بـالـدّمـوع غــزيـرة ... وكــن الـرّشـيدَ ، بـصـالحٍ تـتقرّبُ
* * * ... * * *
هــــذي عـزيـمـة نـــادمٍ مُـتَـبَـصّرٍ ... لا ، لــن يـعودَ إلـى ضـلالٍ يـخلبُ
وا ضـيـعةَ الـضّـليل غـيّبه الـدّجى ... وإذا بــــه فــــي حــفـرةٍ يـتـعـذّبُ
بــل إنّــه يـصـلى جـهـنّمَ سـاخـطا ... فـقـرينه أطـغـاه مَــن ذا يـحجُبُ ؟
لا مــنــقــذٌ إلاّ فــــــرارُك تــائــبـا ... تـرجو رضـا الـرّحمان ، يا متعذّبُ
لا تــتـرك الأيـــام تـمـضـي ضـلّـةً ... هـيّـا اغـتنمها كـي يـزول الـغيهب
رمــضــان وافــــاك وفــيـه لـيـلـةٌ ... خـيـرٌمن الـدّنـيا، فـفـيها الـمكسبُ
هــيّـا فـقـمها بـالـصّلاح وبـالـتّقى ... هـيّـا ارتـقـبها قـبـل عـمـرٍ يـغـرب
فــلـعـلّ فـيـهـا ســجـدةً بـدعـائـها ... تُـمْحَى الـخطايا، ثـمّ يـنجو المذنبُ
نـفَـحـاتُ ربّـــك فـالْـقَها مُـتَـضَرّعا ... فــهـو الـغـفور وبـابُـه لا يُـحـجَبُ
والـذّنبَ فـاهجُرْ ، ثـمّ أخـلص نـيّةً ... وبــذا يـطيبُ لـك الـمآبُ ويـعذّبُ !