تفاوض اجتماعي
ماجد شاهين
أديب أردني
نيسان ـ نشر في 2018-03-10 الساعة 16:11
ماجد شاهين
من أراد أن ينتفع من مدرسة التفاوض الاجتماعيّ الاقتصاديّ ، فليذهب إلى الأسواق و عند الباعة الجائلين وعند أبواب المساجد .
هناك تنعقد صفقات البيع والشراء بعد رحلات تفاوضيّة بين باعة ومتسوّقين !
غالباً ما تفضي تلك الحلقات التفاوضيّة المكشوفة ، في الأسواق والشوارع ، إلى صفقات ينجح باعة ٌ في تمريرها وعقدها مع مشترين ، تلتقي عند البائع رغبة الربح الذي يجعل الصفقة ناجحة مع رغبة وحاجة المشتري الذي وجد هامش التفاوض معقولا ً و هامش التوفير ملائما ً لحجم نفقاته المقدّرة وحجم حاجته .
عدا ذلك ، جدل عقيم و هرطقة !
فالذي يحدث و يطلقون عليه ' تفاوض ومفاوضات ' ، لا يعدو كونه نقاشاً بعيداً عن عمق مفهوم التفاوض والذي يعني أوّل ما يعني الإزاحة والتقدّم من الطرفين أو الأطراف المتفاوضة للوصول إلى تفاهمات مشتركة و حلول ترضي الجميع أو يقبل بها المتفاوضون .
أوّل شروط صحة التفاوض أو فكرة التفاوض ، أن تقبل الأطراف المتفاوضة ببعضها وتعترف بشركائها على الطاولة وتعلن ذلك .
لا ينفع أن أستخدم قوتّي و فرص السطوة لمداهمة بائع على عربة جائلة أو في محلّ ، فأستولي على بضاعته كلّها بالعنف والقوة و الجبروت ، وبعد ذلك أطرح عليه فكرة التفاوض لكي يتمكّن من الحصول على حصة في العربة أو البضاعة أو المحلّ .
..
كنت ذاهباً باتجاه فكرة التفاوض الاجتماعيّ وحسب !
العلاقات بين الناس لا تعدو كونها حلقات تفاوضيّة يوميّة ، حين تنجح يسود هدوء واستقرار ، وحين تشوبها أهواء وشروط قاسية من طرف أو آخر ، تصير الأجواء مشحونة بالتوتر .
نيسان ـ نشر في 2018-03-10 الساعة 16:11
رأي: ماجد شاهين أديب أردني