اتصل بنا
 

تعديلات أم تنفيعات وترضيات؟

أكاديمي وشاعر أردني

نيسان ـ نشر في 2018-03-15 الساعة 11:50

نيسان ـ

طالعتنا وزارة التربية والتعليم يوم أمس بخطّة المساقات التي ينبغي لطالب الثانوية العامة دراستها ابتداء من العام القادم، زاعمة أنّ هدفها تطوير الثانويّة العامّة بما يتناسب مع ميول الطلبة، ولكنّها تحوي عيوبًا كارثيّة لا يمكن التغاضي عنها وإلّا فإنّنا سنترحّم على ما كان من تعليم.
النقطة الأولى التي يمكن طرحها، أو التساؤل الأول: كيف تكون مادة الرياضيات إجباريّة للفرع الأدبي ومادّة اللغة العربيّة (تخصص) اختياريّة؟
إنّ العاقل أو المتعقّل لا يمكن أن يتصوّر طالبًا في الفرع الأدبي يدرس الرياضيات ولا يدرس اللغة العربيّة!
ثمّ كيف للوزارة أن تساوي بين مادة اللغة العربية (تخصص) ومادة الجغرافيا مثلًا في وزن العلامة؟؟
أمّا النقطة الثانية فهي وجود مادّة الحاسوب في خطّة الفرع الأدبيّ، وهي غير موجودة في خطّة الفرع العلميّ، علمًا بأنّ تخصصي علوم الحاسوب وهندسة الحاسوب مخصصان للفرع العلميّ وليسا للفرع الأدبيّ، وهذا بحدّ ذاته يشكّل هالة من التساؤلات حول كيفية اختيار المواد وتوزيعها بين الفرعين، وقد لا أكون مبالغًا إذا قلت إنّ الوزارة أبقت على هذه المادّة في الخطّة خوفًا من ردّة فعل معلمي الحاسوب الذين سيجدون أنفسهم فجأة بلا مصدر دخل.

هذه وغيرها من الملاحظات تدفعنا إلى القول إنّ هذا القرار غير مدروس، بل هو تخبّط سيقضي على التعليم وسيزيد من نسبة الطلبة الناجحين الذين لا يجدون ما يدرسونه في الجامعات؛ لأن الطالب سيختار أقصر الطرق للنجاح ولن يفكر في دراسة الموادّ الصعبة، وإن حصل ودرس في الجامعة فإنّ ما سيدرسه لن يتناسب مع طموحه أولاً ومع حاجة سوق العمل ثانيًا.
ولا أظنّ أنّ وزارة التعليم العالي تمتلك الآليات لتوزيع الطلبة على التخصّصات الجامعيّة، وفي هذه الحالة فإنّها ستعود إلى نظام التنسيق الموحّد، تماماً كما حصل مع فرع الإدارة المعلوماتية حين وجد الطالب نفسه قادرًا على دراسة جميع التخصصات المخصصة لطلبة الفرع الأدبيّ.

وإن حصل وطُبّق نظام الحزم في الجامعات فستجد الجامعات الخاصّة وسيلة للقفز فوق هذا النطام من خلال الموادّ الاستدراكيّة.
وختامًا أقول: ما هكذا تورد الإبل يا وزارة التربية!!!

نيسان ـ نشر في 2018-03-15 الساعة 11:50


رأي: بكر السواعدة أكاديمي وشاعر أردني

الكلمات الأكثر بحثاً