جينا هوسبيل كيري ماتيسون الجديدة في إدارة ترامب
نيسان ـ نشر في 2018-03-18 الساعة 09:33
الإجابة عن السؤال الصعب
المسؤولة الأميركية الجديدة يعرف عنها بأنها في إحدى المرات التي كانت تشرف فيها بنفسها على التحقيق مع عبدالرحمن النشيري وأبي زبيدة المنتميين إلى تنظيم القاعدة في سجن سري تابع للوكالة في تايلاند، لم تجد مشكلة في التضحية بإحدى عيني أبي زبيدة لإجباره على الكلام
ترامب الجديدة لتولّي رئاسة سي آي إيه. ربما يكون هذا السؤال بالنسبة لها جبلا بلا قمة عليها صعوده إلى نهايته، أو نفقا تزحف داخله طوال حياتها المهنية لكن دون أن تصل إلى النور في آخره. هذا هو السؤال الذي قفز بهوسبيل سريعا بين درجات السلم الوظيفي في الوكالة الاستخباراتية الأشهر في العالم، وربما هو نفسه الذي سيلقي بها خارج النافذة.br /يتوقف الأمر في النهاية على قرار لجنة الاستخبارات في الكونغرس، التي ستنظر في ماض مصبوغ بنفس لون “الموقع الأسود” الذي أشرفت عليه في تايلاند بعد أحداث 11 سبتمبر 2001.br /كانت هوسبيل، التي انضمت للوكالة لأول مرة عام 1985، تمثّل صورة الجاسوسة التي اعتدنا أن نراها في أفلام هوليوود، وفي شخصيات شجاعة وغامضة وبلا قلب، تقدمها “نيتفليكس” في دراما قادرة على نقلك إلى عالم الاستخبارات وأنت جالس على الأريكة.br /الفرق الوحيد بين كيري وجينا هو أن الأولى استخدمت الطائرات دون طيار كي تنتزع اعترافات المجتمع بأسره عن حركة طالبان التي يحتضنها، أما الثانية فلجأت إلى أدوات أبسط كثيرا، تنحصر في زجاجة مياه وقطعة قماش بالية، لتنتزع في كل مرة اعترافات شخص ما، عبر عمليات “الإيهام بالإغراق”.br /في إحدى المرات، التي كانت تشرف فيها بنفسها على تعذيب عبدالرحمن النشيري وأبي زبيدة، الإرهابيين المنتميين إلى تنظيم القاعدة في سجن سرّي تابع للوكالة في تايلاند، لم تجد هوسبيل مشكلة في التضحية بإحدى عيني أبي زبيدة لإجباره على الكلام. خلال شهر واحد فقط تعرض أبوزبيدة، بأوامر مباشرة من هوسبيل، إلى 83 عملية إيهام بالإغراق. حدث ذلك في صيف عام 2002، بينما كانت الولايات المتحدة في بدايات مرحلة “هيستيريا 11 سبتمبر”.br /قد تكون مرحلة هيستيريا الأمم فرصة لمن يعيشون طوال حياتهم على هيستيريا الأفراد. كل من تولّى منصبا قياديا في أحد أجهزة الاستخبارات الأميركية خلال هذه الفترة كان ينتمي إلى هذه المرحلة الزمنية القاتمة منذ زمن بعيد، وكانت هي تشبهه في عمق وجدانه وتكوينه واتزان خياله المفقود.br /كانت هوسبيل قد مرت بمراحل كثيرة في مشوارها المهني، ليست كلها متاحة للعلن بالطبع، نظرا إلى السرية التي تغطي عمل أجهزة الاستخبارات في العموم./p p style='color: #534a4a; font-size: 20px; font-family: HacenTunisia, ';'>
بيرينسون، الذي كان أبا روحيا لها، في العمل وخارجه.br /كلما كان يذهب سول للخدمة في أي مكان حول العالم، كان يصر على أن يأخذ كيري معه. حتى بعدما تركت كيري الوكالة، وصار هو، في الموسم السادس، الرجل الثاني فيها بعد دار أدال، كانت كيري، بشكل غير رسمي، ذراعه الأيمن في كل شيء.br /في الموسم السابع اتحدت النبوءة مع الواقع بشكل يكاد يكون متطابقا. سول، الذي وصل إلى منصب الرجل الثاني في الوكالة، يصبح مستشار الأمن القومي للرئيسة الجديدة. قف قليلا، وقارن بين الدراما والواقع! في المسلسل، سول أحد كبار المسؤولين في سي آي إيه يقفز إلى أكبر منصب أمني في البيت الأبيض، وفي الواقع، مايك بومبيو مدير الوكالة يصعد إلى أهم منصب دبلوماسي في البلد، وهو وزير الخارجية. هل لا يزال ثمة شك في أن الواقع صار انعكاسا للدراما، وليس العكس؟/p h2 style='font-size: 20px; font-family: HacenTunisiaBd, ';'>مشكلتها أنها امرأة
العالم يكتشف اليوم أن حقبة أوباما لم تكن إشارة رحمة يمنحها التاريخ له بين وقت وآخر. لكنها كانت درسا تعلم هذا العالم فيه حقيقة أن القوى العظمى إن توقفت عن التهامه، فسيلتهم هو نفسه. سوريا كانت مرآة هذه الحقيقة الناصعة. عندما فعلت القوة العظمى دمر العراق، وعندما توقفت عن الفعل دمرت سوريا
معان وعبر. هذا الزمن كان أكثر قبحا من وجه الولايات المتحدة التي أظهرته لنا، من أفغانستان إلى العراق. بوش، الذي كان قد تخلص للتو من جورج تينت في رئاسة الوكالة، عين بورتر غوس، مع وصية البحث عن “الموهوبين” في استنطاق الإرهابيين عن المعلومات، سواء أكانت صحيحة أم لا.br /لم تخلع الولايات المتحدة هذا الوجه المخيف سوى مع رحيل بوش. باراك أوباما منح نفسه وبلاده والأميركيين جميعا راحة من طبيعة أميركا البرية الآتية من أفلام رعاة البقر، مباشرة إلى القرن الحادي والعشرين. أدرك أوباما أن بوش شعر أن العالم قسا على الولايات المتحدة، فقرر ببساطة أن يقسو على العالم.br /في نهايتها، اكتشف العالم أن حقبة أوباما لم تكن إشارة رحمة يمنحها التاريخ له بين وقت وآخر، لكنها كانت درسا تعلم هذا العالم فيه حقيقة أن القوى العظمة إن توقفت عن التهامه، فسيلتهم هو نفسه. سوريا كانت مرآة هذه الحقيقة الناصعة. عندما فعلت القوة العظمى دُمّر العراق، وعندما توقفت عن الفعل دُمّرت سوريا./p h2 style='font-size: 20px; font-family: HacenTunisiaBd, ';'>اقتناص الفرص
لحظة الاختيار، بين الولاء لرئيس منتخب يهوى ضرب استخبارات بلاده في العمق، ومبادئ الوكالة التي تربت عليها منذ أن كانت ضابطة ميدان.br /اختارت هوسبيل ترامب لسبب بسيط، أن ثمار ثلاثين عاما من العمل الخطر قد دانت فجأة. اختيار مايك بومبيو، وزير الخارجية الأميركية، الذي كان قد تولّى للتو منصب مدير سي آي إيه، في فبراير 2017 لتصبح نائبته، غير حياة هوسبيل إلى الأبد.br /اليوم تقف على باب مكتب المدير، لكي تصبح، إن تم تثبيت تعيينها من قبل أعضاء الكونغرس، أول إمرأة تشغل هذا المنصب.br /كما كانت كيري حلقة الوصل بين طبقة الاستخبارات، والرئيسة الأميركية إليزابيث مارفيل “الممثلة إليزابيث كين”، التي تم انتخابها في الموسم السادس من “هوم لاند”، وكانت تعادي سي آي إيه، سيكون على هوسبيل ترويض العلاقة المعقدة بين البيت الأبيض والوكالة.br /في النهاية لا أحد يعرف ما تفكر جينا فيه بالضبط، وما إذا كانت واحدة من هؤلاء الموظفين الذين يشعرون في هذه الظروف عادة بامتنان لرئيس يحقق لهم حلما طال انتظاره، أم أنها شخصية مستقلة تتمسك بقناعاتها وتدافع عنها. br /لن يمر وقت طويل قبل أن نكتشفها. سيكون ذلك في سوريا أولا، وفي مواجهة إيران وروسيا وكوريا الشمالية بعد ذلك، ثم سنعود حتما للحديث عن جينا هوسبيل، لكن المرة القادمة لتقييم الوكالة تحت رئاستها، إن نجحت بالفعل في اختبار الكونغرس./p p style='color: #534a4a; font-size: 20px; font-family: HacenTunisia, ';'>العرب