اتصل بنا
 

المقاومة بكبسة زر

نيسان ـ نشر في 2015-04-12

المقاومة بكبسة زر
نيسان ـ

لقمان إسكندر

لم يعد الفلسطيني مضطرا لانتظار نشرة الأخبار حتى يعرف ما الذي يدور في وطنه .. اليوم حولته (كبسة زر) الى بنك معلومات .. ليس هذا وحسب .. صار الفلسطيني أكثر من صحافي ... إنه صانع حقيقي للخبر.

اليوم .. ليس المسؤولين وحدهم من ظلوا يعرفون أكثر ... ليسوا من يحتكرون الحدث ويحولوه الى ما يريدونه من أخبار.. هناك المواطن الصحافي الذي صار مؤسسةً اعلامية من دون أن يخرج من غرفة نومه..

هذا ما يحصل في فلسطين ... اتصال جماهيري بقضيتهم الأولى .. بكبسة زر ..

لا يبعد عنك الخبر سوى المسافة التي تفصلك عن حاسوبك ... أو موبايلك الذكي .. صوّرْ واكتبْ وانشرْ ... وأصرخ في وجه من يقرر مصيرك من المسؤولين ..قارعه .. وأعبس في وجهه.. وأحمد الله انك صرت أقرب.. رغم أنهم يبعدون عنك مسافة من المستحيل ان تقترب منها .

نحن نتحدث عن الاعلام الجديد ..

لا يوجد تعريف علمي محدد حتى الآن، يحدد مفهوم الإعلام الجديد بدقة إلا أن للإعلام الجديد مرادفات عدة ومنها: الإعلام البديل، والإعلام الاجتماعي، وصحافة المواطن، ومواقع التواصل الاجتماعي.

اليوم .. لا احتكار للمعلومة .. الفضاء بات أوسع .. والناس مشغولون وراء شاشات حواسيبهم بحوارات ساخنة حول قضايا جوهرية لم تعد محصورة بأصحاب القرار.

رغم أن للإعلام الجديد سيئاته الكثيرة.. ومنها عدم المهنية وفقدان التدقيق على المعلومات لكن في سياق زحمة أخباره رفع مستوى الحريات العامة بين الفلسطينيين .. وحولهم الى فاعلين في الخبر وصانعين له .. وليس متلقين ...فقط.

عرفت فلسطين الإعلام الجديد مبكرا وشارك الفلسطينيون بفاعلية في صفحاته .. هكذا أصبحت غزة ممكنة في الضفة .. والضفة متاحة في غزة .. هي أقرب للفلسطيني من باب غرفة نومه. كيف لا وقد احتلت فلسطين العام الماضي المرتبة الثامنة ضمن قائمة الدول العربية من حيث نسبة عدد السكان الذين يستخدمون شبكة التواصل الاجتماعي الأشهر عالمياً؛(فيس بوك، بنسبة تجاوزت الـ33%. ..

وهكذا أيضا ساهمت الشبكات الاجتماعية في تحريك الشارع الفلسطيني وتفاعله مع عدد من القضايا أبرزها قضايا: الانقسام، والتضامن مع الأسرى، والعدوان على غزة ثم المساهمة في كسر حصارها وإعادة إعمارها...

يحتل الفيسبوك من بين شبكات التواصل الاجتماعي نصيب الأسد بين الفلسطينيين .. هذا ما تؤكده الدراسات .. التي تقول أيضا إن شبكات التواصل الاجتماعي تعتبر من أكثر وسائل الاتصال تأثيراً في المجتمعات بما فيها المجتمع الفلسطيني.

ولأن لكل أمر وجهان ... ولخصوصية الشارع الفلسطيني .. فقد ساهمت شبكات التواصل الاجتماعي في تعميق الانقسام والخلافات الداخلية بين الفلسطينيين.... وفي المقابل ساهم الاعلام الجديد بفاعلية في فضح ممارسات الاحتلال بحق الفلسطينيين كما نقل معاناة الشعب الفلسطيني في أماكن تواجده.

حسنا ... سيبقى في الذهن أسئلة: من هو الفلسطيني في عصر الفيسبوك والتويتر وغيرهما من شبكات تواصل ..؟ وإلى أين تذهب القضية في عصر .. ولد فيه مقاتلون من لحم ودم يطيرون في فضائهم الالكتروني .. يزرعون النصر أولا في العقول قبل أن ينبت انتصارا في الأزقة والحواري. انها الانتفاضة يوم تثمر على شاشات الحواسيب وعيا .. يخيط للمقاومة بزتّها التي تقاتل.

نيسان ـ نشر في 2015-04-12

الكلمات الأكثر بحثاً