اتصل بنا
 

التأقلم .. مهارةٌ وواجب

نيسان ـ نشر في 2021-04-20

نيسان ـ المآسي و المصائب الكثيرة الناتجة عن الفترة الماضية ، و التي رافقتها محاولات عديدة في فهم و تحليل منطق القرارات و الأوامر ، أرهقت الأردني كإنسان قبلما ترهقه كمواطن ، الإرهاق الذي اتى بدافع الصيغة الأولية للناس ، و الذي ظل يكبر حتى مَسَّ مواطنتهم ، و عَلّها بالتسيّب و العصيان .

نمط الحياة الذي تغيّر بشكل مفاجئ إثر الجائحة ما زال يثيرُ شيئًا من اليأس و التشتت في المجتمع ، بين ما يريدونه الأفراد و ما هو مفروضًا عليهم من خيارات مُقيِّدة توجب عليهم الاستجابة للحلول المُلزِمة التي و بالرغم من صعوبتها الا انها تلفت النظر نحو تنمية مهارة عقلية و واجب وطني إسمه " التأقلم " .

التأقلم بمفهومه الشائع يعني التناغم مع التغيرات القاهرة و الأزمات الخطرة بهدف الحد من الأضرار المادية و المعنوية المترتبة على الأشخاص ، باعتبار هذا التأقلم وسيلةٌ تضبط الأفكار و المشاعر و توجهها نحو مسارها الصحيح ، شرطًا ان تاتي بدافع الرغبة و القناعة بعيدًا عن الذعر الذي يجبرنا على الاستسلام ، بشكل أبسط .. يعني التقبل بعقلنا الواعي و روحنا الإنسانية للتغير الشامل ، و استعياب حقيقة الأزمة بالدلائل و الاثباتات دون اكراه او الزام هو ما يقودنا نحو الثروة ، ثروة التأقلم التي و إن صَعُبَ سبيلها فإنها تغنينا عن كل المتاعب .

تأقلم الانسان الأردني يبقى ذاته حتى بعدما تتحول صفته الى مواطن ، لكن بمسؤولية و جدية أكبر ، لان التأقلم هنا يخرج من إطار المهارة ليدخل الى اطار الواجب ، فالمواطن الحقيقي يتحتم عليه الامتثال وجدانيًا و فعلاً لكل ما يفرضه الوطن ، و أن يتحلى بالنضج الكافي و الايثار الذي يدفعه لمعاونة مؤسسات الدولة في التخفيف عن كاهلها ، حتى و ان كان محدود المَنفِعة ، فإنضباطة و انتمائه جدير بإن يحقق مواطنة فاعلة و ولاء نقي .

في كل الأحوال ، التأقلم لا يعني تكتف الايدي ، أو التخلي عن الاحلام و الخطط ، إنما هو فن البقاء و التعايش ، و الذكاء الذي يحوّل أكبر المساوئ الى اشياءً مفيدة ، دون الشعور بالعجز أو ضرورة مقاومة ما هو ضخمٌ و هائل على العالم بأسره

نيسان ـ نشر في 2021-04-20


رأي: سما القبيلات

الكلمات الأكثر بحثاً