اتصل بنا
 

في (عرباية الأرملة ).. ترمس وكثير من التعب

نيسان ـ الزرقاء- خالد الخريشا ـ نشر في 2015-04-10

في (عرباية الأرملة ).. ترمس وكثير
نيسان ـ

في أطراف حي الغويرية حيث التهميش، وحيث الفقر كانت على أبواب الحي امرأة رسم الفقر على وجهها خيوطا الجوع والحرمان والمرض. هي امرأة تعيش وحيدة إلا من التعب.

كأنها كانت تنتظر صحيفة ( نيسان ) منذ وقت طويل. فمنذ دهر لم يقرع بابها أحد. عرفنا من حديثها أنها تظن أن من طرق بابها موظفو التنمية الاجتماعية. كان الأمر مخيبا للآمال. ما الذي يريده مني الصحافيون. لكن أم شادي في أية حال رحبت بنا.

بقايا أثاث موزع هنا وهناك .. قطع بالية وصوبة تدفئة نوع فوجيكا قديمة بطربوش وبدون مناصب تستخدمها أم شادي لغايات سلق الفول والترمس والذرة رأسمالها وتجارتها أمام صالات الأفراح القريبة من "الغويرية".

في الجوار كان هناك طباخ غاز هو الآخر قديم. من هيئة الطبّاخ يبدو انه لم يستخدم منذ دهر.

أما المطبخ نفسه فلا شيء فيه تطحنه الأسنان، كما لو أن قبيلة من الفئران داهمته.

في منزل أم شادي شيء يشبهها. هناك صلة مشتركة بينها وبين أثاثها. كلاهما صارع الدهر والبقاء والتحدي ورسم جراحات عميقة سجلت في دفتر الأيام لكنهما ما زالا صامدين، رغم قساوة معركة الفقر.

تحدثت أم شادي إلينا فقال وهي تخرج تقارير طبية إنها تعاني أمراضا عدة: الضغط والسكري والقلب.

لأم شادي زوج مات، فصارت تتقاضى من راتبه التقاعدي شيئا وهو لا يكفي بدل أجرة مسكن وفواتير كهرباء ومياه.

تقول: غالبا ما تشتري علاجاتها من حساب ما تدره عليها عربتها من دراهم.

عربة اشترتها بالأقساط بمبلغ 100 دينار تبيع عليها الترمس والفول والذراية أمام صالات الأفراح متحدثة عن التحديات وجر العرباية من الغويرية للصالات في مناطق الزرقاء الجديدة وحي معصوم. نحن هنا نتحدث عن كيلومترات طويلة. وكل ذلك لتتمكن من العيش الكريم في ظل الغلاء والبلاء الذي لحق بها.

تقول ان الله رزقها بولدين لكن ظروفهما المعيشية سيئة جدا، وهما متزوجين وأن الجميع عنده همومه وحمولته.

وقالت إنها تتمنى الحصول على منزل من ضمن مساكن الأسر العفيفة، مؤكدة أنها تقدمت بطلبات منذ سنوات واستهجنت أن غالبية المساكن في الزرقاء لم تشمل إلا جزء بسيط جدا لا يكاد يذكر من الأرامل.

نيسان ـ الزرقاء- خالد الخريشا ـ نشر في 2015-04-10

الكلمات الأكثر بحثاً