اتصل بنا
 

أردنيات يستثمرن وقت حظر التجول بالعجين والخبز

نيسان ـ نشر في 2020-03-24 الساعة 12:21

x
نيسان ـ نيسان- فاطمة العفيشات
من قال ان الاردنيات هجرن سيرة الجدات وغدن منبتات عن سياقاتهن الاجتماعية؟
ومن قال أن الإعتناء بنعومة كفوفهن ومظهر طلاء أظافرهن يقف حاجزاً عن الخبز والعجين؟.
هن امتداد لأمهات وجدات نشأن على حب الارض وغرسها وفلاحتها, فلا عطرا فرنسيا يغريهن أكثر من رائحة البن والهيل, ولا شيء يطربهن أكثر من صوت "المحماس" و"المهباش" صباحا..
أما قصة النار و الصاج فهو حبٌ أباحت "أم محمد الخزاعلة" لـ"صحيفة نيسان" عنه قليلاً , بعد أن بددت وقت فراغها خلال حظر التجول بالعجين والخبز.
تقول أم محمد : " كي اسد حاجة عائلتي , وحتى لا أحتاج لشيء من الخارج عدت للخبز والصاج, مستغنية عن شراء المخبوزات الجاهزة , ولأفسح المجال لمن لا يستطيع صنع الخبز المنزلي بالشراء بعيداً عن الإحتكاكات والأزمة.
الحاجة لم تكتف بما صنع كفوفها لمنزلها, بل راحت بكرم الأردنيات الذي اعتدنا عليه ; توزع على جيرانها لتخفف من حملهم أيضاً , وتحميهم بقلب أم من خطر الإختلاط والإصابة – لا قدر الله-.
أما السيدة نسيبة الرواشدة والتي تعمل معلمة , فقد اعتادت على صنع الخبز بمطبخها المتواضع, ولا تلجأ للمخابز إلا في حالات قليلة ونادرة
تقول السيدة نسيبة: "زوجي لايحب إلا الخبز البلدي , وأنا لا أحب الخبز الأبيض لذلك اعتدت ومنذ القدم على صنع الخبز المنزلي في جميع الأوقات.
مع تطورات الحياة وتسارعها, استبدلت عائلاتٌ كثر العجين المنزلي اليومي بالخبز الجاهز.
السيدة "أم راشد العتوم" تعمل معلمة أيضاً , تنقل لنا تجربتها , فهي كزوجة وأم عاملة لا تجد وقتاً كافياً للعجين والخبز بشكل يومي, رغم قناعتها بأن خبز المنزل انظف وأكثر فائدة كما أنه خال من المواد المصنعة والتي يتم ادخالها بخبز الأسواق.
تجد أم راشد ان قرار العطلة والحظر صب لمصلحتها, بعد أن أعادها لما كانوا عليه قديماً, وبلا تردد , ففاحت روائح عجينها الذي نضج بعاطفتها في ارجاء منزلها.
قرار حظر التجوال الذي بدأ منذ فجر السبت الماضي، أعاد الأردنيين للسير خلف خطوات أجدادهم، مستبدلين ترف الحياة وسهولتها، بقليلٍ من الكدِ وقطرات العرق .
بالنسبة للحاجة "ام محمد الطهراوي" و السيدات "ريم الخمايسة" و "أم محمد الجبور" و "سوسن ابريوش" و "فاتن العسعس" و "أم يزيد البدور" و "ريما ملكاوي" و "أم آدم" و "آلاء حمدالله" و "أم خالد" والسيدة "أمينة القواقنة" ؛ فجميعهن انحزن إلى ثقافة الخبز في المنزل بعد نفاد الخبز، وكنوع من العناية بالأسرة وتغذيتهم بشكل صحيح بعيداً عن المواد الحافظة والتي تدخل بالأطعمة الجاهزة، ونظراً للذة الخبز الطازج الذي يصنعنه يومياً للعائلة والمحيطين من الجيران.
أما السيدان "عوض فراح" و "نور الفران" فلم يتوانيا لحظة خلال الحظر عن "التشمير" عن سواعدهما و ممارسة طقوس والداتهما في اعداد العجين وخبزه على الصاج.
يقول عوض :" الخبز الذي صنعته الأطيب منذ عشرين عاما بعد خبز والدتي"
وقال نور:" العجين كاللعبة اذا احببتها اتقنتها وصنعت منها كل ما تريد".
الكثير من المواطنين التزموا بنصائح الحكومة بعدم التهافت على المخابز, وحديثهم عن فك الحظر المؤقت منتصف الأسبوع, قبل أن تتراجع عن تصريحاتها وتعلن استمرار الحظر الكلي حتى إشعارٍ آخر, ليجدوا أنفسهم أمام خيارٍ لا ثاني له مستخرجين أكياس الطحين شابين نيرانهم , وكأنهم كانوا منتظرين بشوقٍ حجةً إجبارية تعيدهم إلى عهدهم الأول وشيئا من ذكريات الطفولة.تالياً بعض صور المخبوزات التي وصلتنا من قراء "صحيفة نيسان":

نيسان ـ نشر في 2020-03-24 الساعة 12:21

الكلمات الأكثر بحثاً