في الخزان لا يوجد مياه فقط.. هناك ديدان وحمام و (أبو بريص) أيضا

ليس فقط الديدان تسبح في المياه التي تستحم بها. ولا (مخلفات أبو بريص) بل وأبو بريص نفسه هو الذي تغتسل فيه يوميا .. هنا أيضا ريش حمام وحمام ومخلفاته .. وهناك كل ما تظن ولا تظن.

لا يعني أن يكون البيت نظيفا حتى يقال أن الأطفال الآن في أمان. هل فكرت يوما بخزان المياه الملقى منسيا على سطح المنزل.

خولة الشيخ رئيسة جمعية السباكة والطاقة التعاونية لديها ما تقوله هنا. عندما أطلقت الجمعية ووجهتها في خط عمل اولي يتجه نحو تنظيف خزانات المنازل لم يكن في ذهنها أن تتعرض للمشاهد اليومية التي تتعرض لها.

خزان يشرب منه او يستحم منه ويتوضأ يوميا افراد الأسرة من دون أن يفكروا للحظة أن دفقة المياه التي يستحمون فيها الآن هي ذاتها التي يسبح فيها (أبو بريص) اياما واياما. وهي ذاتها التي جعلتها الديدان مستودعا لحياتها.

تحت شعار (الأمان بتنظيف الخزان) أطلقت الشيخ جمعيتها بالتعاون مع سلطة المياه، وبدأت مشوارها في منطقتين الأولى السلط وعين الباشا وذلك على مدار يومين، تعاملت فيها مع 30 خزانا.

وتضم الجمعية 14 سيدة يحملن جميعا شهادات مزاولة المهنة.

تقول الشيخ: "المياه تأتي نظيفة من السلطة لكن عدم اهتمامنا تحولها في الخزانات الى وكر للجراثيم والحشرات وبالتالي الى الأمراض".

خلال عملها تعاملت سيدات الجمعية مع منازل ومراكز صحية ورياض اطفال ومساجد. تقول: أقل ما نراه في المياه أن تكون ذات لون احمر، وافظعها تلك التي رأيت فيها عشرات الديدان تسبح في احدى الخزانات.

في الحقيقة لم تكن الديدان تسبح في خزان منزل بل في روضة أطفال، اعتادت أن تشتري مياهها من العيون، وليس من السلطة.

وتعتمد نساء الجمعية في عملهن على تقنيات متطورة في التنظيف لكن خولة الشيخ تقول: بعض الخزانات لا تكفي فيها التقنية المتطورة، فنضطر الى أن نستخدم التنظيف اليدوي، ذلك أن التقنية المتطورة تفترض في الخزان أن يحوي على شوائب وليس على ديدان وحشرات، وحمام ومخلفاته.

لكن من أين يأتي الحمام وريشه؟ تجيب الشيخ: تترك الاسرة الخزان من دون غطاء فيأتي الحمام طالبا الماء وتبدأ هنا المصائب.

وتتذكر الشيخ تجربة تصفها بالمريرة تقول فيها احدى الخزانات كان مغطى بريش الحمام بطريقة لم استطع فيها رؤية الماء أو حتى جدار الخزان.

تدخل البيت تراه. (انه يلمع نظافة) لكن توقف. لا تحكم قبل أن ترى خزان مياه المنزل.