اتصل بنا
 

قبضايات الورق... إسرائيل التي صفَعها ولد!

نيسان ـ نشر في 2025-07-21 الساعة 08:15

نيسان ـ في زمن الأقنعة المثقوبة والخرائط الملفقة، خرجت علينا إسرائيل بخارطة جديدة أكثر وقاحة من سابقاتها، تُدعى زورًا بـ"إسرائيل الكبرى". خارطة لا تعترف بجغرافيا ولا بتاريخ ولا بشعوب، تمتد من جنوب تركيا حتى شط العرب ومن دمشق حتى القاهرة ومن عمّان حتى الخليج وكأنها قائمة تسوّق في مول التاريخ، لا حروب فيها
ولا كرامات ولا مقاومة.
لكن دعونا لا نُخدع: هذه ليست خارطة، بل وهمٌ مسموم، حلمٌ مريض لمستعمِر استيقظ فوجد أن ولدًا صغيرًا قد صفعه في الشارع!
نعم… صفعته غزّة، تلك الحبيبة المتمردة التي لا تملك طائرات إف-35 ولا غواصات نووية، لكنها تملك الكرامة الحارقة وتعرف كيف توقظ العالم بقبضتها العارية.
اللطمة التي عرّت القبضاي
منذ تلك الصفعة أصيب قبضاي الحارة – إسرائيل – بحالة من الجنون. صار يضرب هنا وهناك، يركل الظلال، يهدد الجدران، يصرخ في الحارات، يطبع خرائط على المراحيض العامة، ويستعرض قوته في ملاعب خاوية.
يريد فتح خاصرة جبل العرب بعملية دموية، يحاول أن يشقّ قلب سوريا، أن يربك الأردن ويُفخّخ الشرق كله بنيران الفتنة.
لكنه نسي أن الجبل لا يُؤخذ بالخداع، وأن العشائر لا تُشترى وأن الذاكرة العربية أطول من عمر احتلاله.
مشروع التوسع: من الخرافة إلى الحماقة
إسرائيل الكبرى؟
بل نكتة كبرى.
منذ متى يتحول جرذ في حاوية قمامة إلى نمر في جبال الهملايا؟
هذه الدولة ليست إلا كيانًا تلفيقيًا، هشًّا، تقوم على أعمدة من دم وكراهية ودعم أعمى من واشنطن.
تظن أنها تُخيف الشعوب بنجمة داوود وتهديد نووي بينما شعوبنا تحفر أنفاق العزيمة تحت أقدامهم وتُجهز للصفعة التالية.
إسرائيل: كيان مأزوم من الداخل
دولة تحكمها العنصرية ويتصارع فيها المتدينون والعلمانيون.
مجتمع تنخره الهجرة العكسية والانقسامات الإثنية.
منظومة أمنية تستنجد بحلفائها مع كل مقاومة.
صورة مهشّمة تبهت أكثر مع كل قُبلة وداع على جبين شهيد.
أي مشروع توسعي وهو بهذا الهشاشة؟
أي دولة تلك التي تصفعها طفلة من جنين، ويُربكها حجر في نابلس وتُشعلها صرخة من الخليل ويُفجّرها مقاتل من جنوب لبنان؟
المقاومة النبوءة التي تتحقق
المقاومة اليوم ليست تنظيمًا فحسب، بل أُسطورة معيشة:
في نظرة أم شهيد لم تَبكِ بعد
في يد طفل يرسم قنبلة على دفتر المدرسة
في رشفة شاي ساخنة يشربها مقاتل قبل العملية.
هم يُخططون لتقسيم سوريا
ويُراودهم حلم خنق الأردن
لكنهم لا يعلمون أن كل خارطة يطبعونها هي وثيقة فشل مؤجلة.
وختاما : ما بعد الصفعة
صفعة الولد ما كانت ضربة، بل كانت بداية نهاية.
إسرائيل الآن كمن يسير على العكازات يلفّه الإعلام، لكنه منهار من الداخل.
يا قبضاي الحارة
لقد ذهبت هيبتك.
وكلّما ضربت زادت الطلقات المرتدة نحوك.
كلّما توسّعت على الورق تقلّص وجودك على الأرض.
وكلّما طبعت خارطة جديدة اقتربت من خريطة الزوال.
وإلى ذلك الحين نقول:
الاحتلال لا يدوم
والقهر لا يُخلّد
والصفعات… لا تُنسى.

نيسان ـ نشر في 2025-07-21 الساعة 08:15


رأي: د. وليد العريض

الكلمات الأكثر بحثاً