معرض 'صوت مصر'… محاولة الاحتفاء بأم كلثوم
نيسان ـ القدس العربي ـ نشر في 2025-08-27 الساعة 09:38
نيسان ـ محمد عبد الرحيم«فونوغراف العُمدة.. سمعتُ على هذا الفونوغراف صوت الشيخ أبو العلا، وهزني صوته وهو يغني.. أفديه إن حفظ الهوى، وحقك أنتَ المُنى والطلب. كان أطفال القرية يرددون.. وأنا نازلة أتدلع أملا القلل، أما أنا فكنتُ أعيش مع أغاني الشيخ أبو العلا. وكنت أتصور أنه مات، لم يخطر على بالي أن صاحب هذا الصوت يعيش في الدنيا التي أعيش فيها». «السينما.. ومن شرفة حجرتي بهذا الفندق رأيت السينما لأول مرة في حياتي، رأيت رجالاً ونساء يتحركون على الشاشة البيضاء، رأيت شاباً يقبّل فتاة، رأيت دنيا غريبة لم أشهدها من قبل… ولم يخطر لي وأنا واقفة في شرفة الفندق أن أم كلثوم نفسها ستظهر في يوم من الأيام على هذه الشاشة». (من مذكرات أم كلثوم).
طوال هذا العام توالت الاحتفالات بمناسبة مرور نصف قرن على وفاة (الست) أم كلثوم (31 ديسمبر/كانون الأول 1898 ــ 3 فبراير/شباط 1975). وبخلاف الحفلات الموسيقية والغنائية، سواء في الأوبرا، أو معهد الموسيقى العربية، وكذا بعض المعارض، والعروض المسرحية المتواضعة، أقامت وزارة الثقافة المصرية احتفالاً قالت إنه ضخم يليق بكوكب الشرق، أطلقت عليه (صوت مصر) مُقام حالياً في مجمع الفنون في الزمالك (قصر عائشة فهمي)، ويستمر حتى منصف شهر نوفمبر/تشرين الثاني، إلا أنه وكالعادة يبدو الاستعجال في كل شيء، بمعنى قضاء الواجب لا أكثر ولا أقل، حتى إنك تعرف تماماً ما ستجده وستراه في المعرض، بعض الدوريات وقصاصات الصحف فيها أخبار عن أم كلثوم، وبعض الإصدارات من كتب ودوريات، وبعض مقتنياتها الشخصية كالنظارة والقفاز، وجهاز تسجيل، وكذا عدة أثواب. أما المشكلة الكبيرة فتبدو في اختيار الأعمال الفنية ـ التشكيلية ـ التي تناولت أم كلثوم كموضوع للعمل الفني، بمعنى أي حد عمل أي حاجة فيها أم كلثوم يجيبها!
المذكرات
من اللافت في المعرض عرض عدة صفحات، أو مقتطفات من مذكرات أم كلثوم، التي أعدّها علي أمين، وقام بيكار برسمها ونشرت في مجلة «آخر ساعة» ـ حسب كتالوج المعرض ـ إلا أن هناك حلقات أخرى في «آخر ساعة» أيضاً جاءت بعنوان (ذكريات لا مذكرات) عبارة عن 8 حلقات، نشرت خلال نوفمبر 1937 ويناير/كانون الثاني 1938، وهي تستعرض بعض محطات مهمة في حياتها، دون استخدام ضمير المتكلم، وكأنها عنها.
وتعتبر المذكرات أفضل ما تم عرضه، حيث لمحات من سيرة أم كلثوم، خاصة طفولتها، حتى لو كان مَن قام بترتيبها وصياغتها علي أمين، أو مصطفى أمين، مع إعادة نظر أم كلثوم نفسها في الصياغة والترتيب، فلا يُنكَر ما تمتعت به أم كلثوم من وعي ومعرفة وسعة اطلاع في كتب التراث العربي، إضافة إلى حفظها للقرآن الكريم. من ناحية أخرى جاءت رسوم بيكار تحمل قدراً كبيراً من التعبيرية عن الفقرات التي اختار رسمها من المذكرات.
الأعمال الفنية
تنوعت الأعمال الفنية، التي تم عرضها ما بين اللوحات وفن النحت، من خلال عدة أجيال من الفنانين، ففي الكتالوج الخاص بالمعرض، يوجد تمثال بورتريه لأم كلثوم صممه محمود مختار عام 1926، ويُقال إنه أول تمثال تم تصميمه لأم كلثوم. بخلاف ذلك نجد في المعرض منحوتات متباينة المستوى لكل من جمال السجيني، محمد بنوي، طارق الكومي، وجورج بهجوري، الذي رسم أيضاً العديد من اللوحات لأم كلثوم. أما اللوحات التي تناول موضوعها أم كلثوم فتباينت مستوياتها بشكل لافت، رغم تنوعها في إحساس كل فنان بأم كلثوم، كيف يراها وكيف عبّر عنها من خلال أسلوبه. والجدير بالملاحظة أن هناك الكثير من الفنانين قاموا برسم لوحات لأم كلثوم، بخلاف الذي استعان بهم المعرض أو الوزارة. فمن الأعمال اللافتة نجد لوحات سيف وانلي، إبراهيم خطاب، جيهان سعودي، طاهر عبد العظيم، عماد إبراهيم، عمر عبد الظاهر، وياسر جعيصة. وفي ما يخص لوحة سعودي وعبد الظاهر نجد البُعد الاجتماعي لأغنيات (الست) حيث مختلف الفئات والطبقات التي تستمع إلى أغنياتها، فرغم التباين الشديد، إلا أن صوتها هو الذي جمعهم ووحدهم، حالة من التناغم لن تتكرر.
بخلاف أعمال جاءت من مقام كيفما اتفق، مثل محمود حمدي، عبد الوهاب عبد المحسن، خالد سرور، ومصطفى رحمة، الذي حتى لا نتحيّر في لوحته ومدى علاقتها بأم كلثوم، تمت الكتابة على يمين اللوحة.. جمهور أم كلثوم!
طوال هذا العام توالت الاحتفالات بمناسبة مرور نصف قرن على وفاة (الست) أم كلثوم (31 ديسمبر/كانون الأول 1898 ــ 3 فبراير/شباط 1975). وبخلاف الحفلات الموسيقية والغنائية، سواء في الأوبرا، أو معهد الموسيقى العربية، وكذا بعض المعارض، والعروض المسرحية المتواضعة، أقامت وزارة الثقافة المصرية احتفالاً قالت إنه ضخم يليق بكوكب الشرق، أطلقت عليه (صوت مصر) مُقام حالياً في مجمع الفنون في الزمالك (قصر عائشة فهمي)، ويستمر حتى منصف شهر نوفمبر/تشرين الثاني، إلا أنه وكالعادة يبدو الاستعجال في كل شيء، بمعنى قضاء الواجب لا أكثر ولا أقل، حتى إنك تعرف تماماً ما ستجده وستراه في المعرض، بعض الدوريات وقصاصات الصحف فيها أخبار عن أم كلثوم، وبعض الإصدارات من كتب ودوريات، وبعض مقتنياتها الشخصية كالنظارة والقفاز، وجهاز تسجيل، وكذا عدة أثواب. أما المشكلة الكبيرة فتبدو في اختيار الأعمال الفنية ـ التشكيلية ـ التي تناولت أم كلثوم كموضوع للعمل الفني، بمعنى أي حد عمل أي حاجة فيها أم كلثوم يجيبها!
المذكرات
من اللافت في المعرض عرض عدة صفحات، أو مقتطفات من مذكرات أم كلثوم، التي أعدّها علي أمين، وقام بيكار برسمها ونشرت في مجلة «آخر ساعة» ـ حسب كتالوج المعرض ـ إلا أن هناك حلقات أخرى في «آخر ساعة» أيضاً جاءت بعنوان (ذكريات لا مذكرات) عبارة عن 8 حلقات، نشرت خلال نوفمبر 1937 ويناير/كانون الثاني 1938، وهي تستعرض بعض محطات مهمة في حياتها، دون استخدام ضمير المتكلم، وكأنها عنها.
وتعتبر المذكرات أفضل ما تم عرضه، حيث لمحات من سيرة أم كلثوم، خاصة طفولتها، حتى لو كان مَن قام بترتيبها وصياغتها علي أمين، أو مصطفى أمين، مع إعادة نظر أم كلثوم نفسها في الصياغة والترتيب، فلا يُنكَر ما تمتعت به أم كلثوم من وعي ومعرفة وسعة اطلاع في كتب التراث العربي، إضافة إلى حفظها للقرآن الكريم. من ناحية أخرى جاءت رسوم بيكار تحمل قدراً كبيراً من التعبيرية عن الفقرات التي اختار رسمها من المذكرات.
الأعمال الفنية
تنوعت الأعمال الفنية، التي تم عرضها ما بين اللوحات وفن النحت، من خلال عدة أجيال من الفنانين، ففي الكتالوج الخاص بالمعرض، يوجد تمثال بورتريه لأم كلثوم صممه محمود مختار عام 1926، ويُقال إنه أول تمثال تم تصميمه لأم كلثوم. بخلاف ذلك نجد في المعرض منحوتات متباينة المستوى لكل من جمال السجيني، محمد بنوي، طارق الكومي، وجورج بهجوري، الذي رسم أيضاً العديد من اللوحات لأم كلثوم. أما اللوحات التي تناول موضوعها أم كلثوم فتباينت مستوياتها بشكل لافت، رغم تنوعها في إحساس كل فنان بأم كلثوم، كيف يراها وكيف عبّر عنها من خلال أسلوبه. والجدير بالملاحظة أن هناك الكثير من الفنانين قاموا برسم لوحات لأم كلثوم، بخلاف الذي استعان بهم المعرض أو الوزارة. فمن الأعمال اللافتة نجد لوحات سيف وانلي، إبراهيم خطاب، جيهان سعودي، طاهر عبد العظيم، عماد إبراهيم، عمر عبد الظاهر، وياسر جعيصة. وفي ما يخص لوحة سعودي وعبد الظاهر نجد البُعد الاجتماعي لأغنيات (الست) حيث مختلف الفئات والطبقات التي تستمع إلى أغنياتها، فرغم التباين الشديد، إلا أن صوتها هو الذي جمعهم ووحدهم، حالة من التناغم لن تتكرر.
بخلاف أعمال جاءت من مقام كيفما اتفق، مثل محمود حمدي، عبد الوهاب عبد المحسن، خالد سرور، ومصطفى رحمة، الذي حتى لا نتحيّر في لوحته ومدى علاقتها بأم كلثوم، تمت الكتابة على يمين اللوحة.. جمهور أم كلثوم!


