اتصل بنا
 

'سبسطية' و'المسعودية' أكبر مخزون تاريخي وأثري في الضفة .. في قلب معركة استيطانية شرسة

نيسان ـ نشر في 2025-08-27 الساعة 12:28

سبسطية والمسعودية أكبر مخزون تاريخي وأثري
نيسان ـ تتعرض مناطق شمال غرب نابلس لهجمة استيطانية غير مسبوقة، في مهاجمة المزارعين الفلسطينيين وتدمير مزارعهم، ضمن مخطط ربط المستوطنات بالبؤر الاستيطانية في المنطقة، ويؤكد المواطنون في هذه المنطقة ضرورة العمل الجاد على الأصعدة كافة لحمايتها، لا سيما أنها تقع في بعد استراتيجي يربط مدينتي طولكرم ونابلس شمال الضفة المحتلة.
ولمناقشة أبعاد الهجمة الاستيطانية على منطقة شمال غرب نابلس، وتهدد استقرار المنطقة ككل، أعدت شبكة وطن الإعلامية، حلقة خاصة بالشراكة مع الائتلاف الفلسطيني للحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية "عدالة"، ضمن مشروع ضمن "تدخلات قرى تحررية"، لتسليط الضوء على الاستيطان في بلدتي سبسطية وبرقة وتقعان إلى الشمال الغربي من مدينة نابلس.
- حكومات "إسرائيل" المُتعاقبة أبقت المناطق الأثرية والتاريخية في سبسطية تحت سيطرتها المُباشرة
رئيس بلدية سبسطية محمد عازم، يقول إن البلدة التاريخية ويمتد عمرها لـ5 آلاف عام، والقرى والبلدات المجاورة، أصبحت ومنذ تولي حكومة اليمين الإسرائيلية برئاسة بنيامين نينياهو سُدة الحكم في "إسرائيل" على خط التماس مع عصابات الاستيطان والمستوطنين.
ويُشير عازم إلى أن الحكومات الإسرائيلية المُتعاقبة، أبقت المناطق الأثرية والتاريخية في البلدة تحت السيطرة الإسرائيلية المُباشرة، موضحاً أن معظم هذه المناطق تقع تحت التصنيف (ج) وفقاً لتقسيمات أوسلو.
- "سبسطية" وروايات التوارة والتراث اليهودي المزعوم
الشواهد التاريخية وأكبر مخزون تاريخي وأثري في الضفة بات اليوم في قلب معركة استيطانية شرسة، تحاول إسرائيل من خلالها إعادة صياغة تاريخ المنطقة، واقتطاع ثلث مساحتها تحت ستار "الحفاظ على التراث اليهودي" المزعوم.
ولم تولد الرواية الإسرائيلية حول سبسطية في لحظة عابرة، ولم تكن وليدة أحداث الأمس أو اليوم، بل هي ثمرة خطة ممتدة لسنوات، نسجت خيوطها بعناية لإقناع العالم بأن هذه الأرض وما تحويه من آثار وحجارة وأبنية، إرثٌ يهودي خالص يحق لإسرائيل امتلاكه.
- 40% من أراضي سبسطية (قرابة ثلث البلدة) سيتم ابتلاعُها بصمت ودون ضجيج كـ"تتويج فعلي" لقرارات الضم الصامت
رئيس البلدية محمد عازم، يقول في تعليقه على قرار الاحتلال الأخير مطلع آب الجاري، تحويل نحو 1775 دونماً، أي قرابة ثلث البلدة، إلى ما يسمى منتزه السامرة القومي، استنادا إلى مزاعم توراتية تزعم أن سبسطية هي عاصمة "مملكة إسرائيل القديمة"، يقول إن القرار جاء امتداداً لإعلان الحكومة الإسرائيلية ضم الضفة الغربية، مستغلة حقيقة أن المواقع الأثرية في سبسطية تقع ضمن مناطق "ج" الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية الكاملة.
ويُشير عازم إلى أن ما يجري هو "تتويج فعلي" لقرارات الضم عبر ما وصفه بـ"الضم الصامت"، من خلال خطوات ملتوية تشمل توسيع المستوطنات القائمة وإقامة بؤر استيطانية جديدة، بما يكرس السيطرة الإسرائيلية على الأرض ويعزلها عن محيطها الفلسطيني.
ويُضيف: "ما تمت مصادرته يتجاوز بكثير احتياجات أي حديقة عامة"، مشيرا إلى أن الأراضي المصادرة تقدر بـ1800 دونم، وأن الهدف الحقيقي هو فرض السيادة الإسرائيلية على الموقع وقطع صلته بأصحابه الفلسطينيين.
- ما يجري ليس اعتداءً على الحقوق التاريخية للفلسطينيين فقط، إنما اعتداءٌ على مُلكياتهم الخاصة أيضاً
ويؤكد أن القرار الإسرائيلي الأخير لا يعني الاعتداء على الحقوق التاريخية للفلسطينيين فقط، إنما يتجاوز ذلك للاعتداء على ملكياتهم الخاصة أيضاً، مُشيراً إلى وجود "كواشين وإخراج قيد" لهذه الأراضي بأسماء المالكين الفلسطينيين ما قبل العام 1956، وقبل احتلال الضفة في العام 1967.
- سعيٌ إسرائيل محموم للسيطرة على الأراضي الأميرية في "سهل سبسطية" و"القبيبات"
وبموجب القرار الإسرائيلي الأخير فإن نحو 40% من مساحة سبسطية، بما تتضمنه من أراض ومبان أثرية، سيتم تحويلها إلى دائرة الآثار الإسرائيلية، وبمقابل ذلك تسعى "إسرائيل" أيضاً، للسيطرة على مساحات إضافية من الأراضي الأميرية في سهل سبسطية ومنطقة القبيبات.
وفي تعليقه على ذلك يؤكد عازم ضرورة اتخاذ قرارات جريئة وسريعة لحماية هذه الأراضي، وذلك بإعداد خُطط عاجلة لاستغلالها وتشغيلها، من خلال تأجيرها للمواطنين، وتشجيع الاستثمار فيها وجذب القطاع الخاص لتنفيذ مشاريع استثمارية، لضمان حمايتها من المُصادرة، ولقطع الطريق على الأطماع الاستيطانية المُتزايدة في سهل سبسطية والقبيبات.
ويحذر عازم من مخاطر الأبعاد الأمنية والاستراتيجية للسيطرة على دونم واحد في سهل سبسطية، لأن السيطرة على دونم واحد تعني السيطرة على عشرات بل مئات الدونمات المُحيطة في منطقة السهل.
- على وقع وقع الانتهاكات الإسرائيلية المُتزايدة .. النشاط السياحي في سبسطية يسجل تراجعاً كارثياً بنسبة 100%
وعلى وقع الانتهاكات الإسرائيلية المُتزايدة في سبسطية، سجل النشاط السياحي تراجعاً كارثياً بنسبة 100% على مستوى السُياح الأجانب، ما أدى إلى ارتدادات قاسية بل كارثية على الواقع الاقتصادي والمعيشي في البلدة، يُضاف إلى ذلك كله تراجع النشاط السياحي على مُستوى السياحة الداخلية إلى حدود بعيدة، جراء قيود الحركة المفروضة على الفلسطينيين منذ السابع من أكتوبر 2023، وتسجل سبسطية سنوياً زيارة 180 ألف سائح دولي، وما يزيد عن ذلك في السياحة المحلية، وفقاً لضيفنا.
وقال معهد الأبحاث التطبيقية - القدس (أريج)، إن المواقع الأثرية في محافظة نابلس تعتبر ساحة مفتوحة أمام مخططات الاحتلال الإسرائيلي للاستيلاء عليها، حيث جرى تصنيف 63 موقعاً في الضفة الغربية المحتلة "كمواقع تاريخية وأثرية إسرائيلية"، من بينها 59 موقعاً تقع في محافظة نابلس وحدها، و3 مواقع في محافظة رام الله والبيرة، وموقع واحد في محافظة سلفيت.
من جهته يقول عميد الدسوقي، عضو مجلس قروي بُرقة إن الاحتلال يُسابق الزمن للسيطرة على منطقة "المسعودية" الأثرية، وهي منطقة أثرية وزراعية تقع إلى الغرب من بلدة برقة، وتعكس بناياتها ومعالمها العمق التاريخي الذي يعود إلى أكثر من 100 عام خلت، وارتباطها بالعصر العثماني وانشاء سكه الحجاز، التي كانت نقطة فاصلة وعلامة فارقة زادت من أهمية الاراضي الفلسطينية اقتصادياً وجغرافياً.
- مُزارعو "المسعودية" العُزل يواجهون بمناجلهم غول الاستيطان
ويوضح أن الاحتلال ومستوطنيه لا يتورعون عن استخدام وتفعيل كافة الأساليب والأدوات الاستعمارية للسيطرة على المنطقة، مُشيراً إلى منع المزارعين من الوصول إلى أراضيهم الزراعية في المنطقة، وتعتبر سلة الغذاء لمناطق شمال غرب نابلس.
ويؤكد أن المُزارع الفلسطيني الأعزل يواجه بمنجله وإرادته الصلبة مستوطناً مُسلحاً، ومدعوماً بتغطية كاملة من جيش الاحتلال، لذا يُشدد الدسوقي على ضرورة تعزيز صمود المُزارعين الفلسطينيين في منطقة المسعودية.
ويُطالب بدعم المجالس القروية والهيئات المحلية والمؤسسات القاعدية في مناطق شمال غرب نابلس، وذلك من خلال شراكات فعّالة مع الوزارات والهيئات الحكومية، والمؤسسات الأهلية ذات العلاقة.

نيسان ـ نشر في 2025-08-27 الساعة 12:28

الكلمات الأكثر بحثاً