التوجيهي الجديد.. عندما يصبح النجاح لغزا ويحتاج شيخا مغربيا
نيسان ـ نشر في 2025-08-28 الساعة 12:49
نيسان ـ ابراهيم قبيلات
"يا رجل بدك تضرب نسبة المادة بـ ٠.٧ أو ٠.٣ حتى تعرف معدل إبنك"، هذا ما قاله الجار الجاعص على كرسيه، وموجهاً حديثه إلى جاره أبو أحمد، بعد أن غرق في رمال المعدل والنسب باختبار الثانوية العامة لابنه، بنسختها الجديدة.
يأتي صوت أخر من هناك، يقول مستنكراً : يا أخي ليش تعقيد الامور، كل ما في الأمر المعدل بطل من مية صار من ثلاثين، ثم احسب مجموع علامات ابنك وقسمه على عشرة.
يا جماعة، خلونا نعترف. امتحان التوجيهي لهذه السنة لم يكن امتحانا للطلاب فقط، بل كان امتحانا صعبا لأهل الطلاب كلهم. هو امتحان في "التحليل الرياضي المعقد" و"فك الشيفرات"، واستحضار الشيوخ المغربيين.
المشهد في البيوت الأردنية هذه الأيام واحد، مشهد أقرب ما يكون لـ (الليخة)، والليخة هذه تعني طعة وقايمة .
صار التوجيهي منزوع الهيبة والرهبة، وصار المعدل - على الأرجح – يحتاج قدرات عالية في الفلسفة والرياضيات، فمن حصل على معدل 21 مثلاً كأنه دخل الجنة.
في الحقيقة، نحن أمام سلة ألغاز، الأول؛ صار لدينا مفهوم جديد بالتوجيهي، وهو "ناجح بس مش ناجح"، وهذه تخضع لأربع محطات يهتكف فيها الطالب على مدى عامين من القلق والمشقة، في حين قديما كان الأمر واضحا مثل الشمس.
فمثلا؛ من يحصل على 50% فبإمكانه فرد (شدقيه) على اتساعهما، ومن هو دون 49% يرتدي البيجاما لتلقى التعازي.
أما اليوم، فنحن أمام "مستويات نجاح"، في ناجح بامتياز، وناجح بشرف، وناجح بحاجة يصلي على النبي، وناجح قد يرسب في إحدى الدورات الثلاث القادمة، وسيكون عليه التفتيش عن معادلة حسابية معقدة كمن يحاول فك شيفرة من عالم الجاسوسية.
اللغز الثاني، سيكون على أولياء الأمور الاحتفظ بآلة حاسبة، إلى جانب الاستعانة بمهندس طيران لاحتساب معدل أبنائهم، إلى جانب التمتع بقدر كبير من صبر أيوب.
أما السؤال الوجودي الأهم: النقوط استمر ولا انقطع؟، وهل بإمكان السادة (المنقطين) استرجاع نقوطهم في حال نقطوا أكثر من مرة، وفي المرة الأخيرة لم يتمكن الطالب من اختياز لعبة النسب المئوية، أم ان كامل نقوطهم، والمدفوع على ثلاثة مواسم ستذهب أدراج الرياح؟
"يا رجل بدك تضرب نسبة المادة بـ ٠.٧ أو ٠.٣ حتى تعرف معدل إبنك"، هذا ما قاله الجار الجاعص على كرسيه، وموجهاً حديثه إلى جاره أبو أحمد، بعد أن غرق في رمال المعدل والنسب باختبار الثانوية العامة لابنه، بنسختها الجديدة.
يأتي صوت أخر من هناك، يقول مستنكراً : يا أخي ليش تعقيد الامور، كل ما في الأمر المعدل بطل من مية صار من ثلاثين، ثم احسب مجموع علامات ابنك وقسمه على عشرة.
يا جماعة، خلونا نعترف. امتحان التوجيهي لهذه السنة لم يكن امتحانا للطلاب فقط، بل كان امتحانا صعبا لأهل الطلاب كلهم. هو امتحان في "التحليل الرياضي المعقد" و"فك الشيفرات"، واستحضار الشيوخ المغربيين.
المشهد في البيوت الأردنية هذه الأيام واحد، مشهد أقرب ما يكون لـ (الليخة)، والليخة هذه تعني طعة وقايمة .
صار التوجيهي منزوع الهيبة والرهبة، وصار المعدل - على الأرجح – يحتاج قدرات عالية في الفلسفة والرياضيات، فمن حصل على معدل 21 مثلاً كأنه دخل الجنة.
في الحقيقة، نحن أمام سلة ألغاز، الأول؛ صار لدينا مفهوم جديد بالتوجيهي، وهو "ناجح بس مش ناجح"، وهذه تخضع لأربع محطات يهتكف فيها الطالب على مدى عامين من القلق والمشقة، في حين قديما كان الأمر واضحا مثل الشمس.
فمثلا؛ من يحصل على 50% فبإمكانه فرد (شدقيه) على اتساعهما، ومن هو دون 49% يرتدي البيجاما لتلقى التعازي.
أما اليوم، فنحن أمام "مستويات نجاح"، في ناجح بامتياز، وناجح بشرف، وناجح بحاجة يصلي على النبي، وناجح قد يرسب في إحدى الدورات الثلاث القادمة، وسيكون عليه التفتيش عن معادلة حسابية معقدة كمن يحاول فك شيفرة من عالم الجاسوسية.
اللغز الثاني، سيكون على أولياء الأمور الاحتفظ بآلة حاسبة، إلى جانب الاستعانة بمهندس طيران لاحتساب معدل أبنائهم، إلى جانب التمتع بقدر كبير من صبر أيوب.
أما السؤال الوجودي الأهم: النقوط استمر ولا انقطع؟، وهل بإمكان السادة (المنقطين) استرجاع نقوطهم في حال نقطوا أكثر من مرة، وفي المرة الأخيرة لم يتمكن الطالب من اختياز لعبة النسب المئوية، أم ان كامل نقوطهم، والمدفوع على ثلاثة مواسم ستذهب أدراج الرياح؟


