اتصل بنا
 

قواعد عبقرية وإجراءات

صحفي وكاتب عامود في صحيفة الدستور

نيسان ـ نشر في 2025-10-22 الساعة 13:43

نيسان ـ لو قررنا أن نبحث في الأفكار الخلاقة والإبداعية كما توصف، بغض النظر عن نوعها، بمعنى سواء أكانت بناءة أو هدامة، نبدأ من عند الشيطان الرجيم، فبعض البشر يعتبرونه عبقريا، وبعضهم عبدوه، بسبب تميّز وثورية أفكاره..
فالشيطان وفي كل الثقافات والأديان السماوية، عدو، لكن من بين أعدائه من يعبده، اعتقادا بأنه قوي وعادل وذكي، بينما المؤمنون يرونه عدوا غبيا منبعا للشر والظلم والجبن والغباء.. وعلى صعيد ألمعية وعبقرية الخير والشر، نتحدث عن (الهوشات) مثلا، ومنها نختار (آخر هوشة) حدثت في الجامعة الأردنية، أم الجامعات وصانعة العقول والكفاءات الأولى في الوطن.
الهوى الإعلامي مفتون بالشر والشطط، ويضيق بالخير والحقيقة، لهذا نجد إعلامنا ينتعش حين ينقل أخبارا سلبية، ويزداد عبقرية، حين تكون الأخبار السلبية متعلقة بجامعة، كالجامعة الأردنية، التي تزخر إنجازاتها بأخبار إيجابية طيبة، تديم شعلة الأمل متوقدة في عقول وأفئدة الأردنيين، للحصول على حياة أفضل في نهاية المطاف، فعلى الرغم من كل التحديات تحقق الجامعة الأردنية تقدما وتميزا محليا ودوليا، وتتقدم بالتصنيفات العالمية والاقليمية والمحلية.. وهذه حقائق لا يهتم بها من لا يفهمها، ومن لا يفهمها لا يمكن ان يقتنع بأن مثل هذه الحقائق هي التي تنتشل الدول من ازماتها، وتخلفها..
بينما تجد حدثا من نوع مشاجرة بين شباب او طلاب، يسيطر على اهتمام الكثيرين، ومن بين المانشيتات التي «أبدعت» في إثارة الشرور وكانت عبقرية، عنوان يقول (هوشة عشائرية في الجامعة الأردنية)!.. فهذا عنوان ينتمي للشيطنة، ويثير انتباه «أنواع» من القراء والمتابعين، وهي بالتأكيد ليست الأنواع المهتمة بالعلم والعقل والخير للناس والوطن..
وامس؛ قرأنا خبرا جديدا، يقول بأنه تم فصل عشرات من طلبة الجامعة، بسبب تلك (المشاجرة)، وانقسم الناس بين مؤيد ومعارض، وما زال مستوى الاهتمام مرتفعا، والعبقرية تولّد عبقرية ليتحقق كل المجد جراء (هوشة).
سواء تم فصل الطلبة كلهم، او لم يتم، فالنتيجة واحدة في نهاية المطاف، جيل يوغل في دياجير التيه، ولا يوجد يد «رحيمة» او فكرة مستنيرة، تنطوي على عبقرية خيّرة، تنتشل شبابنا وأجيالنا من مستقبل مظلم، يزداد حلكة مع مزيد من خراب التعليم ومؤسساته، والانشغال بالعقوبات والحرس الجامعي وما يجترحان من عبقريات، تقود الجميع إلى مزيد من تيه.
لم أحاول معرفة معلومة واحدة حول تلك المشاجرة، ولا حتى الجهود التي سعت وتسعى لمكافحة العنف، لأنني مقتنع بأن الظروف مهيأة جدا لمزيد من عبقريات الشر والفوضى..

نيسان ـ نشر في 2025-10-22 الساعة 13:43


رأي: ابراهيم عبدالمجيد القيسي صحفي وكاتب عامود في صحيفة الدستور

الكلمات الأكثر بحثاً