اتصل بنا
 

(عين على القدس) يروي قصة اعادة بناء منبر صلاح الدين

نيسان ـ بترا ـ نشر في 2016-03-15 الساعة 14:03

x
نيسان ـ

قال المدير التنفيذي للصندوق الهاشمي لإعمار المسجد الأقصى وقبة الصخرة الدكتور وصفي الكيلاني، ان القدس هي درة المدن الاسلامية، والمسجد الأقصى وقبة الصخرة درة المباني في القدس، والمنبر هو درة الفنون الاسلامية الجميلة بما يحويه من رمزية وأهمية لتحرير القدس من الفرنجة واعادتها الى اسلاميتها، وهو الذي وقف عليه عبر التاريخ جهابذة الخطباء في الاسلام وقادة مسلمون، أبرزهم صلاح الدين الأيوبي.
وقال الكيلاني لبرنامج "عين على القدس" الذي بثه التلفزيون الأردني مساء أمس الاثنين، ان هذا المنبر بعد احتلال القدس عام 1967، تعرض لحريق غاشم في 21 آب 1969 على يد متطرف يهودي ادعت سلطات الاحتلال أنه مجنون، وكان هذا بعد الإعمار الهاشمي الثاني الذي استمر من عام 1956-1964، لتبدأ مرحلة الإعمار الهاشمي الثالث الذي استمر من عام 1969 الى عام 1994، والذي توج بتذهيب قبة الصخرة المشرفة.
وأضاف الكيلاني إن جلالة المغفور له الحسين بن طلال، أمر عام 1995 بإعداد الدراسات لإعادة بناء منبر صلاح الدين، ثم جاء جلالة الملك عبد الله الثاني الذي أمر بإطلاق عملية اعادة البناء وتركيب المنبر التي استمرت من عام 1999 لعام 2007، ليعود خطيب المسجد الأقصى خطيبا على المنبر المعاد بناؤه من جديد، ولتكتمل حلة المسجد الأقصى.
من جانبه قال يوسف النتشة المدير السياحي في المسجد الأقصى/الحرم القدسي الشريف، ان المنبر كان تصورا واضحا لنور الدين زنكي ضمن مشروعه الجهادي بتحرير مدينة القدس، فقام ببناء المنبر قبل 20 عاما من تحرير القدس، وحينما جاء صلاح الدين وحرر المدينة، أمر بترخيم المحراب وعمل منبر جديد، إضافة الى متبر زين الدين زنكي الذي صنع في حلب وكان تحفة فنية خالصة ولم يكن فيه أي نوع من المسامير او من المواد اللاصقة، حيث تم جمع اجزائه بأسلوب التعشيق.
وأضاف النتشة، وبقي منبر نور الدين زنكي الذي سمي بمنبر صلاح الدين قائما ومشعا ويؤدي رسالة لجمهور بيت المقدس الى ان قام التطرف اليهودي بحرق المسجد الأقصى المبارك.
وقال مدير عام أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى المبارك الشيخ محمد عزام الخطيب التميمي، كان هناك جهد من الحكومة الأردنية بشكل خاص في ادخال المنبر الى مدينة القدس واعادته الى مكانه الطبيعي في المسجد الأقصى المبارك، وكانت هناك اتصالات على مدى أشهر حتى تم ادخال هذا المنبر الى موقعه الأصلي.
من جانبه قال مدير عام مؤسسة آل البيت الملكية للفكر الاسلامي الدكتور منور المهيد، كان هاجس جلالة الراحل الحسين رحمه الله منذ حرق المسجد الأقصى عام 1969، أن يكون المنبر الجديد بنفس طبيعة وعمل المنبر القديم، وشكلت لجنة ملكية لهذا الموضوع.
وأشار المهيد الى وجود محاولات آنذاك بين بين الأردن وسوريا وتركيا، لكن جلالة المغفور له الملك الحسين أصر على ان يكون على حسابه الخاص، باعتبار المنبر إرثا اسلاميا.
وأوضح أنه بعد محاولات وعمل حثيث تم الاهتداء الى طبيعة السر في الهندسة المستخدمة التي تستند عليها كل الفنون والعمارة الاسلامية والتي تسمى بالهندسة الفاضلة، وتسمى في الغرب بالهندسة المقدسة.
وأشار المهيد الى العلاقة العلمية بين نقوش وزخارف المنبر بالهندسة الكونية، مثل متوسط مدار المشتري حول الشمس مع متوسط مدار المريخ حول الشمس الى نسبة 6ر99، وفي مكان آخر متوسط مدار عطارد حول الشمس وكذلك الأرض والمشتري حول الشمس.
وأوضح أن كل الحضارات تكلمت بشأن الهندسة الفاضلة الكونية، ولكن ازدهار هذه الهندسة في لغة الفنون ولغة العمارة واستخدامها بدرجة عجيبة كان في الاسلام فقط، حتى أن هناك جامعات غربية تقوم بتدريس تطبيقات هذه الهندسة في الدراسات العليا من الجانب الاسلامي.
ولهذا جاء المنبر فريدا في نوعه من خلال الزيارات المكثفة التي تمت لمعظم الدول العربية، لا يوجد منبر بهذا الحجم ولا بهذا الكم من الزخارف الموجودة فيه، وهو فريد من حيث نوعية الخشب المستعمل.
وأكد المهيد أن جلالة الملك عبد الله الثاني أخذ على عاتقه منذ البداية اكمال عمل هذا المنبر، فيما كانت المخاوف تنتاب اللجنة الملكية من كون المنبر يحتوي على 16553 ألف قطعة يجب أن تركب مع بعضها بطريقة التعشيق، لكن الفرحة كبيرة من قبل جلالة الملك والمشرفين والفنيين بعد تجاوز التحديات الفنية، لتظهر تاليا تحديات عملية النقل التي أخرت نقله لمدة ستة شهور من افتتاح جلالة الملك للمنبر.

نيسان ـ بترا ـ نشر في 2016-03-15 الساعة 14:03

الكلمات الأكثر بحثاً