اتصل بنا
 

مدرسة كينغز أكاديمي...قصص ألف ليلة وليلة

نيسان ـ نشر في 2018-02-14 الساعة 11:19

مدرسة كينغز أكاديمي.. .قصص ألف ليلة
نيسان ـ

اشتكت طالبة في مدرسة كينغز أكاديمي من سلوك مدرسات ومرشدات في المدرسة، انتهى إلى 'تطفيش' بعضهن وسط تساؤلات كثيرة حول أهلية الإدارة في معالجات الاختلالات التي تختلقها موظفات ثم تلصقها بطالبات يرفضن مجرد صداقتهن أو الحديث معهن.

تفاصيل كثيرة بعثت بها طالبة لتعكس مدى القلق الموجود في حرم المدرسة نتيجة ضغوطات يومية تمارس على طالبات في المدرسة، وصلت حد اتهام بعضهن بأمراض نفسية، رغم تقديمهن تقارير طبية تؤكد خلوهن من أية أمراض نفسية.

يحدث في مدرسة كنغز أكاديمي أكثر من هذا بكثير فيما يحتفظ الشارع بصورة وهمية عن مدرسة لا أحد يعرف شيئا عما يحدث في أسوارها، فيما تؤكد أصوات من داخلها أن المدرسة بحاجة إلى ثورة بيضاء تعيدها إلى رشدها.

بالمقابل، يجتهد آباء وأمهات لتحسين فرص تدريس أبنائهم وبناتهم في المدرسة في اعتقاد أهلي أنها الأكثر مهارة في تسليح أبنائنا بالمهارات الدراسية الكافية، ووضعهم على سكة الإنجاز مبكراً. لكن ما ظهر على السطح من تظلم طالبة رفضت الانقياد لرغبات موظفات واضطرت الى الدخول في أزمات مركبة ليس لشيء سوى ان مرشدة ما قررت التخلص منها بأسرع وقت.

تاليا القصة كما بعثها الطالبة مع تدخل طفيف:

بدأت القصة في بداية السنة الاولى لي بالمدرسة، السنة الدراسية ... اليوم الدراسي يعني مجموعة نشاطات متعددة و العاب متنوعة، وبحكم انني ما زلت جديدة ولا اعرف احدا من تلك المدرسة على الاطلاق، لم اكن متفاعلة مع تلك النشاطات و في بعض الاحيان كنت اكتفي بالمشاهدة ولا اشارك فيها بسبب سخافة الالعاب التي يمارسونها.

بدأت اتعرف على اشخاص كثر و اصبح لدي اصدقاء بسهولة، تقريباً في نهاية الشهر الاول، بدأت مرشدة المدرسة 'ن' ترسل لي الايميلات لتطلب رؤيتي، وعند الاستفسار عن الموضوع اتضح بان هذا اجراء روتيني يطبق على الطلاب الجدد.

ذهبت الى مكتبها و كان حوارنا عاديا في اول مرة، سالتني عن المكان، ما اذا احببته و ما الى ذلك و اتذكر جيداً بانني اجبتها انه ما زال مبكراً بالنسبة لي ان احكم عن ذلك المكان و اكتفيت بذلك.

في المرة الثانية التي نادتني فيها الى مكتبها اصبحت تدخل في صلب الموضوع، ذكرت لي بان احد المعلمات لاحظت بانه يبدو علي التعاسة و ارادت ان تعرف اذ كان هنالك سبب وراء ذلك.

بالطبع انا كنت اعلم من تكون تلك المعلمة و هي بالفعل ليست معلمة و انما مرشدة اخرى في المدرسة و كانت مسؤولة عن حصة تحصل مرة بالاسبوع، و يتحدث فيها عن مواضيع مختلفة و يكون في الصف مجموعة من الطلاب الجدد فقط.

بعد ان كشفت لي المرشدة عن السبب الذي يدفعها لرؤيتي، الا وهو كلام المرشدة الاخرى و التي تدعى 'ج'، بررت لها موقفي بان الحصة لا تهمني و ان معظم الطلاب لا يأتون اليها اساساً و لكي ابرهن لها بانني كاي طالب اخر في باقي الحصص طلبت منها ان تسأل باقي اساتذتي و الذين عبروا عن سعادتهم لوجود شخص مثلي في صفوفهم.

بعد ان تاكدت 'ن' من هذا الشيء، كان من المتفرض ان امضي في طريقي الا انها اصبحت تطالب بان تراني بشكل منتظم في اوقات متفرقة حتى و ان كان لدي حصص في تلك الاوقات، اصبحت تتحدث في تلك الاجتماعات المغلقة عن اشياء لا تمت للحقيقة بصلة، كانت تصيغ اسئلتها كالتالي 'انت لست سعيدة اليس كذلك؟' 'لا تريدين ان تبقي هنا؟' ' انت تكرهين هذا المكان و تريدين العودة؟' بدل ان تكون اسئلتها مثل 'ما رايك في هذا المكان؟' او ما الى ذلك.

استمرت على هذا الحال الى ان اصبحت تتحدث عن نفسها امامي و من احد الاشياء التي كانت تذكرها هو كرهها لشكل أنفها، و انه كان يشكل لها عقد نفسية و هي في سني، ثم اصبحت تقول لي كيف انها عندما تتحدث معي تشعر و كانها تتحدث ليس لفتاة في ١٦ من العمر، بل و كانها تتحدث مع شخص بالغ عاقل و وصفتني بوصف يستعمل في الانجليزية الا و هو 'old soul”.

اصبحت اشعر بعدم الارتياح بالتواجد في مكان مغلق معها لان طريقة كلامها و اسلوبها بالكلام يوحي للشخص بانها غير متزنة، فعندما تتحدث عن مشاكلها تنفعل و تتغير نبرة صوتها و فوق كل هذا تنتظر من شخص تقريباً نصف عمرها ان يحل لها مشاكلها و عقدها النفسية.

حتى انها وصلت الى مرحلة حيث اصبحت تتحدث معي عن طلاب (و هذا ممنوع بتاتاً) تعاملت معهم بالسابق، و لم ينتهي الامر كما هي تصورت، فذكرت لي بانه قبلي بنحو ٤ او ٣ سنوات، بان احد الطلاب و بعد ان لجأ اليها، بحسب قولها، اصبح يكرهها كرهاً واضحا الى درجة انه عندما يمر بجانبها، يتفادى النظر اليها و يا لها من مصادفة بان موقفي منها اصبح تماماً مثل ذلك الطالب بعد كل ما فعلت بي بعد ذلك.

عندما اصبحت اتجاهل ايميلاتها، و ذلك بعد ان تحدثت الي نائبة المدير 'ج بوينته' بانني اتغيب عن حصصي، اصبحت 'ن' تتهمني بانني اخفي شيئاً عنها و لذلك السبب اصبحت اتفاداها، و لاثبت لها بانني لا اخفي شيئا و لكنني فقط لا استلطفها ولا اطيق الحديث معها، وافقت ان اجتمع مع المرشدة الاخرى.

هما الاثنتان وجهان لنفس العملة، و انا كنت على يقين تام بذلك و لكن لكي لا تتهمني الاخرى بمحاولة اخفاء 'تعاستي' عنهما، اخبرتها عن المواضيع التي تستفزني و التي لا يغفل عنها اي شخص جديد في المدرسة، الا و هي المفارقة بالتعامل بين الطلاب الذين يدفعون القسط باكمله و اؤلائك الحاصلين على منح سواء جزئية و كاملة.

وكلما قلت نسبة المنحة، و كلما زاد المبلغ الذي يدفعه الشخص، كلما زادت حريته و ارتفع شأنه بالمدرسة. على سبيل المثال؛ كانت عندما يتغيب الطالب عن اول حصة بسبب النوم؛ اذا كان خليجيا وذا مبالغ هائلة من المال، فليترك على حاله، أما اذا كان على منحة فليرى جهنم.

يبدا مكتب شؤون الطلبة بمهاتفته، ثم يرسل شخصا من الامن الى غرفته و تنتهك خصوصيته و يستعمل الامن المفتاح ليدخل الى الغرفة مع العلم بان الطالب استجاب للهاتف و اخبرهم بانه سياتي ما ان يرتدي ملابسه و ما الى ذلك.

و كان رد المرشدة المعتاد على ذلك، هو النكران اولاً ثم الطلب بان لا نقارن بعضنا ببعض، بعد يومين او ثلاثة، اصبحت 'ج' تسأل عن حقيقة ابتعادي عن زميلتها فذكرت لها بان 'ن' تشعرني بعدم الارتياح و بانها اذا استمرت بالضغط الذي كانت تمارسه، بانها ستؤذيني.

في ذلك اليوم، طلبت 'ج' مرافقتي الى غرفتي لان الوقت بدأ ينفد و انتهى الدوام المدرسي و ارادت ان نكمل حديثنا بينما نمشي. قبل هذا اليوم، كنت قد اصبت بمغص شديد في الليل و كنت اتقيأ و في ذلك الوقت كان هنالك فتاة تدعى 'ن -ا' و سألتني ما اذا اردت ان تطلب لي الممرضة فاجبتها بنعم.

بعد وصول الممرضة، اخذتني الى العيادة المصغرة لامضي الليلة هنالك لسوء حالتي و ارتفاع درجة حرارتي. عند وصولي، دخلت مرشدة وراءنا و كانت تسكن مؤقتاً في السكن الذي كنت انا فيه و تدعى س-ن.

عند دخولها اخذت تنهال علي بالاسئلة هي والممرضة المتواجدة في ذلك الوقت، خ- م، و كنت انا في حالة لا تسمح لي بالتحدث فكنت اشعر عندما افتح فمي بانني سأتقيأ من جديد ولذلك لم اجب على اسئلتهن، عندها قالت 'س'هاي شكلها لا شايفيتنا ولا سامعيتنا'، و لم اع معنى كلامها الى بعد ان لحقتها الممرضة بسؤال اخر و قالت 'شاربة اشي؟' .

بعد ان نظرت لها فادركت هي ما قالته و اضافت الى كلامها قائلة ' قصدي شاربة ريد بول هيك اشي'. بعد ذلك اليوم رافقتني المرشدة 'ج' الى السكن بعد ان اخبرتها عن عدم ارتياحي من 'ن'، فطلبت مني ان ارافقها و امكث في العيادة الطبية كي لا ترجع حالتي كاليوم الذي سبقه.

بينما ذهبت انا الى غرفتي، انتظرت هي في غرفة الجلوس في السكن و اجرت مكالمة هاتفية لم اعرف مع من الا بعد وصولي الى العيادة الطبية، صعدت برفقة 'ج' الى الطابق الثاني و قبل ذهابها جلست بجانبي و اخبرتني بانني لن احب ما ستقوم به الان، و انا لم افهم قصدها حتى دخول 'ن' الى الغرفة و قالت لي 'والديكي في الطريق و ستذهبين الى المنزل اليوم.

انصدمت من الذي حدث فلم يكن هنالك اي مقدمات، هكذا وكانهم يخبرونني شيئاً عاديا. نظرت اليهن بينما كان الباب مغلقا و قلت لهن بما انني ساذهب الى البيت اليوم فعلي ان احضر اشيائي من الغرفة. لم يسمحوا لي ووقفوا امام الباب محاولين منعي من الخروج و لكنني ازحتهن و خرجت و بينما كنت انزل الدرج، قامت 'ن' بالاتصال باحد بينما خرجت 'ج' ورائي و طلبت من الدكتور 'ص' ان يمسكني و بالفعل قام بذلك و عندها صرخت في وجهه تركني ثم خرجت واحدة تقيم بجانب العيادة و تدعى ع- ب و ادخلتني الى بيتها و بناءاً على طلبي لم تسمح لاي منهن في الدخول.

بعد فترة من الزمن انتبهت الى هاتفي لارى عدة مكالمات فائتة من والدتي فاتصلت بها مباشرة و لم اسمعها في ذلك الخوف من قبل. سالتني اذا كنت بخير و بعد ان طمأنت قالت لي بان 'ن' اتصلت بها و اخبرتها باني في حالة ترثى لها و لا يمكن ان ابقى في المدرسة بعد الان.

قامت بتفزيع والدي بخبر كاذب و جعلت والدي يقود مركبته في ساعة متأخرة من الليل ومن محافظة بعيدة عن العاصمة وفي اجواء ماطرة و عاصفة.

بعد الانتهاء من المكالمة الهاتفية، طلبت من 'ع' ان اذهب الى السكن و اخذ ممتلكاتي و وافقت الا ان 'ج' و 'ن' اصرتا ان يرافقني اما معلمة او طالبة كطلاب الكشافة و لم اقبل ان تاتي معلمة فارسلوا برفقتي طالبة تدعى 'م -ا' و التي كانت ايضاً من صديقاتي و لكنهن لا يعلمن بهذا.

في طريقي الى السكن اخبرتني الطالبة بدهشتها من الذي يحصل و كيف ان 'ن' طلبت منها ان لا تسمح لي بدخول غرف زميلاتي او التحدث اليهن و لكنها لم تستمع اليهن بحكم انها كانت احدى صديقاتي فذهبت الى جميع غرف زميلاتي و اخبرتهن بما حصل و كان الموضوع بالنسبة اليهن صدمة فانا لم يبدر مني شيء خاطئ او ما الى ذلك .

قبل ان اذهب اخبرتهن بانه ربما يردن ان يخرجنني من المدرسة كما يفعلون بالعادة فهم يخرجون طلابا دون سابق انذار و منهن فتاة في نفس سنتي تدعى 'ص '؛ خرجت و لم يعلم احد لماذا و فتاة اخرى قبلي ايضاً خرجت و منعت من التحدث الى زميلاتها او شرح موقفها و تدعى 'ر' .

بعد ذهابي الى المنزل وصلنا تقرير في اليوم التالي يبين لنا ما حدث و ذكر في التقرير بانني حاولت الهرب من العيادة الطبية الا ان هذا كان مجرد افتراء و كذب و من كان هنالك مثل الموظفة ر- ا التي أجبرت على الاستقالة من المردسة لعدم امتثالها لأوامر الموظفات في الإدلاء بشهادة زور وبهتان في قضية مشابهة.

منذ ذلك الوقت و الى فترة تزيد عن الاسبوعين كانت تحاول 'ن' ان تبعدني عن المدرسة بكافة الطرق و كانت عندما نحظر لها تقريرا طبيا نفسيا تطلب شيئا اخر و تقريرا اخر و تتحجج به الى ان طفح الكيل مع والدي و بعث بايميل الى المدير بانه في حال لم يتم ارجاعي الى المدرسة سيرفع قضية عليهم و يفضحهم بالصحف و بالطبع رد المدير طالباً مني ان اتي برفقة والداي الى المدرسة.

و تم ارجاعي إلى المردسة إلا ان المرشدات رتبن الكثير من الشائعات عني ، ومنها انه تم استبعادي لتعاطي المخدرات في المدرسة و لم تفعل المدرسة اي شيء لوقف الشائعات . منذ ذلك الوقت اتخذت 'ن' على عاتقها بان تشوه صورتي و ان تقنع من حولي بانني بالفعل مريضة نفسياً كما كانت تدعي كي تثبت انها على حق و انها مبدعة في مجال عملها.

حتى انها طلبت من الطاقم الطبي ان يتاعملوا معي معاملة الشخص المريض نفسياً و ان لا يدخلوا في اي جدال معي. بعد عودتي للمدرسة زادت شعبيتي اكثر و اكثر. هو الشيء الذي زاد من بغظ 'ن' فهي كانت تدعي بانني غريبة الاطوار ولا املك اصدقاء. منذ عودتي و الى اليوم الذي تخرجت فيه كنت مبثابة العدو بالنسبة الى الفاسدين في المدرسة فكنت لا اسكت عن الحق و اشجع الطلاب المظلومين على المطالبة في حقهم. كانوا يستغلون اي مشاكل صغيرة اكون انا فيها ليستغلونها ضدي و لتكون الوسيلة لاخراجي من المدرسة.

نيسان ـ نشر في 2018-02-14 الساعة 11:19

الكلمات الأكثر بحثاً