عزف غير منفرد
ماجد شاهين
أديب أردني
نيسان ـ نشر في 2018-03-24 الساعة 13:36
( 1 )
عند بائع الدجاج ، حيث ينتظر الدجاج دوره في الذبح ، قلت لصديقي البائع
أن الدجاجات ربما تعرف أنها ذاهبة إلى الذبح والتقطيع .. فقال أحد الواقفين المنتظرين فرصة الحصول على دجاجة مذبوحة : هذه الدجاجات كائنات غبية حمقاء تنتظر دورها في الذبح و تنشغل في ' تناول وجباتها و مائها ' في القفص ريثما يحين موعد ذبحها .. لو كانت ذكية أو تملك أداة تفكير ، لربما
حاولت الهروب من القفص !!
.. دجاج النتافات لا يهرب ، كأنه يستعذب الأقفاص و الذبح و ينتظر .
( 2 )
أسوأ معارك وصراعات الكلام ، تلك التي تـُخاض ُ بالنيابة عن آخرين !
نزالات و معارك ' الكلام ' التي خِيضَت إلى الآن في مجتمعاتنا ، و منذ زمن بعيد ، لم تكن تُخاض ُ لكي تنفع الناس ولكنّها أجّجت و أضرِمَت كما النار لكي تخدم أطرافاً لا تظهر في اللعبة !
( 3 )
في الدفاتر والقلوب والمدارس والتراب والهواء ، ثمّة أشياء و قيم عديدة ، معروفة ، لا يمكن اجتراح أسماء بديلة لها أو حتى مرادفة أو مشابهة !
فــَ ( الوجع ) اسمه الحركيّ والحقيقيّ والرسميّ والموضوعيّ هو ( الوجع ) ولا شيء آخر !
و الوطن اسمه الوطن
و الحبّ اسمه الحبّ
و الماء اسمها الماء
و الدالية اسمها الدالية
و المصطبة ( تلك في الديار العتيقة ) اسمها المصطبة
و الخابية اسمها الخابية !
..
العناوين الناصعة لا بدائل عنها ، لا في أسمائها ولا في مطارحها ولا في ألوانها ولا في رائحتها !
للأسماء رائحة لا تغيب
و للعناوين أبوابها التي لا ينبغي أن تُوَارَب !
..
الوجع أخو الوجع
و الدالية بنت الدالية
والمصطبة عنوان الدار
و الوطن لا ينفع أن يكون على غير هذا الاسم ..
الوطن اسمه ، بلا مواربة ، الوطن !
( 4 )
إن كنتَ لا تستطيع أن ترفع صوتَك ، أو لا تجد إلى ذلك سبيلاً ، فلا تمنع الآخرين
من الغناء !