الأردن جنة
أسعد العزوني
كاتب وصحافي وخبير في الشؤون الفلسطينية
نيسان ـ نشر في 2018-03-27 الساعة 11:49
علاوة على المكانة المقدسة التي منحها الله سبحانه وتعالى لهذه الأرض الطيبة كونها من أكناف بيت المقدس، وتخصيصها بشرف رباني ما بعده شرف بأن جعلها أرض الحشر والرباط ،ومنطلق الحرب الفاصلة بين الخير الذي نمثله والشر الذي يمثله الآخر العدو الطامع في هذه الأرض، وتكريمها من الله عز وجل أيضا بأن جعلها مثوى لصحابة رسول الله رضوان الله عليهم، من المجاهدين الذين عملوا على نشر الدعوة الإسلامية ،وكتب الله لهم أن يقضوا نحبهم في هذه الأرض الطيبة المباركة بإذن الله وان ترتقي أرواهم إلى جنّات العلا من هذه الأرض المباركة،والتي لا يعرف البعض قيمتها ،ولا يراها إلا ضرع بقرة يحلب منه كيف يشاء ومتى يشاء .
علاوة على كل ما تقدم فإن الله سبحانه وتعالى أضفى على هذه الأرض جمالا طبيعيا ربانيا ،فهي أرض الفصول الأربعة ،وهي في هذه الأيام من فصل الربيع تتحول بقدرة قادر، إلى جنة غناء تبهج النفس من غربها إلى شرقها ومن شمالها إلى جنوبها ،فالأغوار على سبيل المثال وهي سلة غذاء الأردن لو تم إستغلالها للمصلحة العامة ،بستان واسع يحوي كافة أصناف الفواكه والخضروات ،ويشهد حاليا توسها ملحوظا في زراعة النخيل من نوع 'مجهول،او مجول' وكذلك سهول مأدبا التي تبدو هذه الأيام سجادة عجمية متقنة النسج اليدوي.
ولا ننسى ما تبقى من سهول حوران وإربد وعجلون وجرش والباقورة التي يدور حولها حاليا لغط مسيء لنا جميعا ،وكذلك لواء الكورة دير أبي سعيد وسد زقلاب وكفراكب وغابة برقش والقصور الملكية التي تظهر الأردن الجميل رغم محاولات البعض إخفاء الحقيقة وإظهار ان الأردن صحراء قحط ،وهذا وأيم الله ظلم كبير يستحق صاحبه العقاب الشديد.
ولو ذهبنا إلى جنوبنا الأشم صيفا عبر طريق الموجب الجبلية لرأينا صنع الله وإبداعه في هذه الأرض المباركة ،حيث الخرائط الجبلية المتقنة والملونة بألوان الطبيعة الثابتة ،ناهيك عن مياه الموجب ،وأكثر من ذلك فإن الكرم العربي الأردني لا يجارى، رغم الفقر المصطنع في هذا البلد الذي يعد من أغنى دول الشرق الأوسط فيما لو حسن إستغلال ثرواته.
قبل سنتين كنت مشاركا في فعالية سباق الدراجات الذي جاب الشمال ،ورأيت مناطق صورة طبق الأصل إن لم يكن أفضل من مناطق الجمال الطبيعي في أوروبا ولولا أنني مدرك من أكون وأين انا لقلت أنني في أجمل بقاع اوروبا ،وليس مبالغة ان الجمال الذي اتحدث عنه ليس جمال طبيعة غابوي بل هو شجر مثمر وأرض طيبة تمكننا من الوصول إلى مرحلة الإكتفاء الذاتي.
حمى الله هذه الأرض وقيّض لها من يخلص لها أكثر من إخلاصه لجيبه ..آمين آمين آمين.
كلام الصورة
نيسان ـ نشر في 2018-03-27 الساعة 11:49
رأي: أسعد العزوني كاتب وصحافي وخبير في الشؤون الفلسطينية