اتصل بنا
 

هل تعاد فصول التاريخ ..ام ان للتاريخ حين يعود لعنة ؟

صحافي وكاتب

نيسان ـ نشر في 2018-04-05 الساعة 12:10

نيسان ـ

كان البقاع اللبناني على مسافة بضع كيلو مترات من الحدود السورية ولكنه فعلا بامرة القرار السوري في حقبة الحرب الاهلية اللبنانية البغيضة ويوم كان القرار السياسي والعسكري التمويني السوري يمسك بزمام الامور في كل لبنان ويوم كانت الفصائل الفلسطينية قاطبة تعسكر في لبنان وتناضل مع القوى التقدمية اللبنانية لاخراج لبنان تقدمي وطني نقيضا لمشروع لبنان الطائقي الانعزالى .
اعود لهذه البقعة الجغرافية التى كنت قريبا منها ومن وطن ما يزال يرزح تحت وطأة التجاذبات والصراعات الاقليمية والدولية وكيف ان معطم التيارات والقوى الشعبية العالمية والدولية من بنادر ماينهوف والجيش الاحمر الليباني والجيش الايرلندي ومنظمة اياتا وثوار اسبانيا وجماعة جورج حداد وايلول الاسود ويهود معارضين للفكر الصهيوني واكراد عراقيين واكراد تركيا كانت تعسكرهناك وتتلقى الدعم بكل أشكاله من هناك ومن الجوار.
وحتى ان منشقين سوفيت وثوارا من جنوب اليمن ومن البحرين وعمان وكل معارضي الارض موجودون في البقاع اللبناني باستثناء السلفيين والتكفيريين لان الموجة السائدة عالميا موجة اليسار ولان المعركة في لبنان امتداد لمعركة الوجهة التقدمية العالمية المطالبة بالعدالة الاجتماعية في مواجهة الامبريالية ووجهها الاستبدادي الاستغلالي البشع .
الان في سورية تعود القصة ذاتها , هذه الساحة مفتوحة لكل مجاهدي وثوار الفتاوي حتى ثوار الشيشان ومن قذف بهم رحم سقوط الاتحاد السوفييتي ورحم المخابرات الامريكية التى جندت افعان عرب وهنود وباكستانيين وسود من عقر دارها لمقاتلة المد الشيوعي.. ,يهربون الى سورية ليس لان 'بشار' كافر وعميل بل لان هذه الشرائح التي ولدها 'الخوار الداخلي والاعتلال النفسي والعقلي'! تم تربيتها وتدجينها على شهوة الدم, فلم تعد تستطيع الا ان تحول ساحات اقليمية ودولية الى مستنقع لشهوة الدم والتخريف والجنون ما دامت الارضية ملائمة وما دامت حنفيات المال الاسود جاهزة للضخ . !
لم يسهل النظام السوري ايام ايامه الزاهرة في البقاع اللبناني الفرصة لانتصار المشروع التقدمي الوطني اللبناني الذي كان مدعوما من كل قوى اليسار الدولى بل اجهضه وطعنه في الخلف لصالح قوى الاعتدال والوسطية وظل يتقن فن اللعب على الحبال الدولية والاقليمية لينجى من المقصلة وقد نجح .!!
اميل الى الاعتقاد ان ما يصيب النظام السوري الان هو لعنة المشروع اليساري العربي الدولى الذي اطلقه الشهيد كمال جنبلاط واجهضته قوي النظام السوري ليكون هو الان تحت رحمة التكفريين والسلفيين ومشروعهم الانتحاري الظلامي .
اللهم انقذ سورية من الظلام..!

نيسان ـ نشر في 2018-04-05 الساعة 12:10


رأي: هشام عزيزات صحافي وكاتب

الكلمات الأكثر بحثاً