الأردن وقطر..الطريق سالك
أسعد العزوني
كاتب وصحافي وخبير في الشؤون الفلسطينية
نيسان ـ نشر في 2018-05-24 الساعة 11:32
فعل إبليس قضى بإبعاد الأردن عن الأزمة الخليجية ،مع أن جلالة الملك الهاشمي عبد الله الثاني بن الحسين كان أيام ذاك رئيسا للقمة العربية، وهو المعني بالوقوف على مشاكل العرب والعمل الصادق على حلها ،حتى لا ينجح أعداء الأمة في إبعادنا عن صراعنا الرئيسي مع مستدمرة إسرائيل الخزرية الصهيونية الإرهابية النووية.
وزادت المراهقة السياسية السفيهة التي تحالفت مع الصهاينة ودعمت المتمسح بالإنجيلية ترامب للوصول إلى البيت الأبيض، ظنا منهم أن القرار الأمريكي ينحصر هناك،زادت الطين بلة بالضغط على الأردن العروبي الهاشمي ،ليشاركهم في جريمتهم النكراء ويقطع علاقته مع دولة قطر الشقيقة ،ويحاصرها معهم .
وعندما رفض الهزبر الهاشمي ضغوطهم ،أقدموا على فعلتهم الشنيعة وحاصروا الأردن ماليا للضغط عليه وخنقه،وأعلنوا تحالفهمم القذر مع مستدمر إسرائيل ،وتبنوا صفقة القرن التي تشطب القضية الفلسطينية وتتنازل عن القدس والأقصى للصهاينة ،وتشطب أيضا الأردن الرسمي الذي لقنهم درسا في التعامل والأخلاق وأوجعهم ،ومع ذلك حاولوا سرقة الوصاية الهاشمية من الأردن الرسمي ليكتمل تحالفهم العار مع الصهاينة .
حساباتهم خاطئة ومعادلاتهم مبنية على هرطقات وفرضيات غير صحيحة ،ولا تمت إلى المنطق بصلة ،فلا الأردن الرسمي بقيادة الليث الهاشمي عبد الله الثاني بن الحسين يرغب بالقطيعة مع الأشقاء في قطر ،ولا الأردن الشعبي يوافق على حصار قطر وحرمان شعبها من حقه في الحياة لصالح الصهاينة.
ولذلك تضافرت الجهود الرسمية مع الشعبية في الأردن لتعديل المسار مع دولة قطر الشقيقة ،وخرجنا بمعادلة نظيفة حد الطهر عنوانها :'نحن وقطر أخوة ولن نشارك في قذارات المراهقة السياسية التي زكمت سمعتها أنوف سكان القطبين الشمالي والجنوبي '..
نحن الآن في مرحلة قطف الثمار بعد البذار السليم الذي بذره جلالة الملك عبد الله الثاني وسمو الأمير تميم بن حمد آل ثاني ،في الأرض الخصبة مغلفا بالنوايا السليمة والأيدي الطاهرة.
عندما يبتسم الكبار وهم يتحدثون معا في المناسبات يبعثون رسائل للصغار ،وهذا ما فعله جلالة الملك عبد الله الثاني وسمو األمير تميم على هامش جلسات قمة إستانبول الأخيرة ،التي دعا لها الرئيس التركي أردوغان لنصرة القدس والأقصى ،الذي باعهما أبناء مردخاي سلول الخيبريين الصهاينة في صفقة القرن للصهاينة،إذ تحدث جلالته مع سموه حديثا باسما ،وفهمت الرسالة أن الطريق بين الأردن وقطر سالك.
من هنا نبدأ ،فالأرض عطشى لمطر السقيا الخير ،ولذلك تحركت كافة القطاعات في البلدين الشقيقين الأردن وقطر المستهدفين من قبل الصهيونية وحلفائها المراهقة السياسية السفيهة، التي باعت مقدرات بلادها للأجنبي طمعا في الحماية ،دون علم منهم أن هذا الأجنبي الغبي يهتز مقعده ويبحث عمن يحميه.
بدأ سقيا الخير بتحرك مقدر للبرلمان الأردني من خلال مبادرات لتعديل المسار في العلاقات بين الأردن وقطر ،وكان ذلك مؤشرا قويا على أن الأردن لن يخضع رغم وضعه الإقتصادي الحرج المفروض عليه.
تتابع سقيا الخير من خلال الرياضة التي يجمّع ولا تفرّق ،حيث إستقبل سمو الأمير تميم بن حمد آل ثاني سمو الأمير عليّ بن الحسين ، إستقبالا يليق بالمضيف والضيف ،إذ أن سمو الأمير علي شارك في نهائي كأس الأمير تميم في الدوحة قبل أيام .
اليوم إنتقلنا إلى مرحلة تكامل أخرى نشتاق لمثلها منذ زمن وهي خلق شراكة إقتصادية بين رجال اعمال أردنيين وقطريين لتدشين خط ملاحي يربط بين البلدين، كسرا للحصار الغاشم المفروض على الشعب القطري الشقيق،كأحدث ملامح التحسن في العلاقات بين عمّان والدوحة .
يقيني أنه وبعد أن أصدر المتمسح بالإنجيلية ترامب أوامره للمراهقة السياسية كي يتوصلوا لحل مع دولة قطر، التي هزمتهم في كافة الساحات والمجالات رغم إمكانياتهم القذرة ،فإنهم باتوا يبحثون عن مخرج مشرف لهم يحفظ ماء وجيههم ،ولن يجدوا منقذا سوى جلالة الملك عبد الله الثاني الذي لم يتلوث بالصراع ،وربما نسمع قريبا أن جلالته سيزور الدوحة ،فما يجري بين القاهرة وعمّان ليس من فراغ.
نيسان ـ نشر في 2018-05-24 الساعة 11:32
رأي: أسعد العزوني كاتب وصحافي وخبير في الشؤون الفلسطينية