الإنتخابات الفنزويلية ..البوليفارية –التشافيزية تتجذر
أسعد العزوني
كاتب وصحافي وخبير في الشؤون الفلسطينية
نيسان ـ نشر في 2018-05-26 الساعة 15:49
أسعد العزوني
جاء فوز الرئيس الفنزويلي السيد نيكولاس مادورو لولاية ثانية خلفا للراحل هوغو تشافيز في جمهورية فنزويلا البوليفارية –التشافيزية ،دليلا على أن البوليفارية –التشافيزية ما تزال متجذرة في البلاد ،ولو كان الأمر غير ذلك لنجح العابثون في عبثهم وحرفوا بوصلة فنزويلا إلى الحضن الأمريكي ،لتستحوذ أمريكا الجشعة على مقدرات الشعب الفنزويلي.
نجاح الرئيس مادورو في هذه الإنتخابات المصيرية ضربة موجهة لثلاثة أطراف شريرة لا تريد الخير للشعب الفنزويلي وهي أمريكا والمعارضة والتيار المنشق عن التشافيزية ،وهذا نجاح يبنى عليه ويفرض على الحزب الناجح العديد من الأمور وفي المقدمة إجراء مراجعات عميقة وشاملة للأداء ،لضمان بقاء فنزويلا في فلك البوليفارية –التشافيزية.
الصراخ الذي نسمعه من تحالف قوى الشر الثلاثي ضد البوليفارية –التشافيزية ونجاحها في الإنتخابات ،دليل على أهمية ثبات الشعب على موقفه الداعم للبوليفارية-التشافيزية،وتأتي هذه الصرخات بحجم الصفعة التي تلقتها قوى الشر التي لا تريد الخير للشعب الفنزويلي،ولأن إعادة الثقة بالرئيس مادورو تحققت فإن الألم كان لقوى الشر لا يحتمل.
لم يأت الرئيس نيكولاس مادورو من أوساط البرجوازية الفاسدة التي تعتاش على خيرات الشعوب كما هي حشرة البق التي تعيش تحت ذيل الحصان او البقرة ،بل جاء من أوساط الطبقة الفقيرة وكان يعمل سائق شاحنة لكنه كان أيضا زعيما نقابيا متمرسا أفنى أيامه في إسعاد شعبه من خلال حصولهم على حقوقهم التي كانت ضائعة،وقد حمى بلده في الإنتخابات الأخيرة بأوراق الإقتراع وجنبها الرصاص.
حق المعارضة مشروع شرط ألا تكون موظفة لخدمة الأجندة الأمريكية المعادية ،فالمعارضة الحقة أصلا تناضل من أجل تقديم خدمات أفضل للشعب من الحزب الحاكم ،وفي هذا فليتنافس المتنافسون.
عندما تعترض أمريكا على فوز شخص ما ،فهذه شهادة معتمدة على انه مستقيم ويحب بلده وشعبه،وانه جدير بالفوز والحكم،ولو كان غير ذلك لما رفعت امريكا عقيرتها بالصراخ في وجهه قهرا من فوزه،ولذلك فإننا نقول يقينا أن الرئيس مادورو هو الخليفة الأنسب للراحل هوغو تشافيز صاحب المواقف الإنسانية العالمية المشرفة الداعمة للقضايا العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.
سجل الرئيس مادورو بدوره مواقف لا تقل تشريفا عن مواقف الراحل تشافيز ،فهو ما يزال على العهد داعما للقضايا العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، وكان له مؤخرا موقف اكثر من مشرف تجاه القدس ونقل السفارة الأمريكية إليها عندما خاطب الزعماء العرب :أين أنتم؟ كما سجل رفضه المطلق لحضور مراقبين أمريكيين وأوروببين للإنتخابات لعدم الحاجة إليهم .
كانت مقاطعة المعارضة للإنتخابات ضربة قاتلة لهم ،فلو كانوا واثقين من الفوز ومن محبة شعبهم لهم لما إنسحبو ولا قاطعوا ،ولكنهم أدرى بمواقفهم وبوجهة نظر شعبهم ونظرته إليهم،ولكن إنسحابهم لا يعنب إنكفاءهم عن المشهد بل سيحسنون من ادائهم للنيل من البوليفارية-التشافيزية المعادية للإمبريالية الأمريكية.
عموما فإن فنزويلا البوليفارية-التشافيزية في مأمن من العبث ،ومع ذلك فإن الأمر لا يعفي الحزب الحاكم من المراجعات الداخلية والخارجية وتحسين الأداء ،لضمان البقاء اولا وحتى لا ينفذ الأعداء من الأخطاء.
نيسان ـ نشر في 2018-05-26 الساعة 15:49
رأي: أسعد العزوني كاتب وصحافي وخبير في الشؤون الفلسطينية