رتق الملابس و سرفيس اللويبدة و أحمد !
ماجد شاهين
أديب أردني
نيسان ـ نشر في 2018-05-29 الساعة 11:39
في السنوات التي عملت فيها سكرتيراً للتحرير و كاتبا ً و محرّرا ً في مجلة راما الشهرية لصاحبها المرحوم الصديق نادر عجيلات ، و قبل أن تتوقف المجلة بسبب مرض و رحيل صاحبها ، وكنت أعمل في الوقت ذاته في ' العرب اليوم ' ، رافقني الصديق أحمد الشوابكة في جولة صحافية خفيفة إلى قاع المدينة في العاصمة عمّان ، و تحديدا ً إلى منطقة مطعم هاشم و سرفيس اللويبدة و محلات عصائر وهريسة وسحلب المارديني ، و هناك في أول طريق السرفيس المؤدي إلى طلعة اللويبدة وطلعة سينما الخيام ، جلسنا إلى كرسيّين صغيرين عند محال الرثي الفنّي
( رتق الملابس والخرق والمزق فيها بطريقة فنيّة ) .
في أوّل الأمر ، رفض أصحاب الكار ( أهل مهنة الرثي ) التعاون معنا في مشروع الحوار ، ولكنهم استوعبوا أننا نريد أن يتعرف الناس إلى المهنة و طرائفها و أهمّيتها ، فكان أن طلبوا لنا شايا ً و رحنا في حديث وحوار طريف مهم ّ تناول جوانب عديدة من سلوكات الناس و تحدثنا كثيرا ً عن ' الملابس الفاخرة ' التي يأتي بها أصحابها أو من يعمل عندهم لكي يجري رتقها أو رفوها أو رثيها .
و استمعنا إلى كثير من أسرار المهنة و عرفنا الكثير من صعوبات يلقاها العاملون في الصنعة !
لم يكن معي ورق للكتابة .
عدت إلى مادبا رفقة أحمد و لملمت نثار ما علق في الذاكرة وصنعت تقريرا ً صحافيّا ً مميزا ً عن المهنة في حينه ...
فقط اكتفينا هناك بالصور .
..
قال لنا الراتق أنه رتق العديد من ملايس لشخصيّات مختلفة رسميّة وشعبيّة وفي مستويات متفاوتة .
..
حين ودّعنا الخائطين هناك ، سألني أحدهم : هل بقي لديكم أسئلة لم تسمعوا إجابات عنها ؟
قلت : لا ، ولكن عندي سؤال أعدّه الأبرز في الحكاية !
و حين كانت يده تشدّ يدي باهتمام و محبة في السلام الأخير ، قلت للراتق : بالخيط والإبرة و الجهد العقلي تستطيعون رتق الملابس و رثيها و إعادتها إلى ما كانت عليه ، لكن هل من سبيل إلى رتق الأذهان أو رتق اللسان ؟
..
ضحكنا جميعا ً و قفلنا ، أحمد و أنا ، راجعين إلى جهة تروح بنا إلى باصات العبدلي لكي نعود إلى دوار البلدية في مادبا وهناك نبدأ حكاية اخرى .
نيسان ـ نشر في 2018-05-29 الساعة 11:39
رأي: ماجد شاهين أديب أردني