اتصل بنا
 

ساحات الأردن 2018 حين تخلو من النشازات

صحافي وكاتب

نيسان ـ نشر في 2018-06-05 الساعة 14:46

نيسان ـ

من 'ساحات 'الراحل سالم النحاس وهي تعج باغاني الديموقراطية و الاختيارات الحرة الى ساحة كزبلاي في استطنبول, غردت اصوات الاتراك على وقع ضجيج ب'وعزيزي 'ورقصات ميدان التحرير وسيل الدماء في المرجة ,الى ان قضى الله امرا مفعولا بالرحيل ,يوم ثارت ساحة التغير في اليمن, الى ساحة الحسيني وقد طفح الكيل بالمجاورين .. ثمة خيط رفيع ربط الساحات كلها وارهب الانظمة جميعها,, ثمة مساحة للحرية والعدل والحكم السوي , وثمة ساحة واحدة تتهادى وهي ساحة العز ..!!

وصباحكم ساحات...!!
ففي ساحات الأردن ما يغري وما يجعل الحراك الشعبي الأردني في طبعته 2018 مختلفا ومتميزا عن حراك 2011 وعن طبعات الحراك العربي عموما، إنه بثقة وتصميم خلع الانتهازية والاستغلال البشع والدونية السياسية عن كاهله، مكتفيا بالعفو والبساطة من جانب والشمولية من جانب آخر فيما البرءاة 'ليبل' مستدام.
فهو مثلا لم ينطلق من أمكنة دينية لها حرمتها ووظيفتها مثلما هو لم يعتد على حرمة طقس صلاة الجمعة التى كانت نقطة محورية في أنطلاق الحركات العربية وفي بلد المنشأ كتونس مثلا، فجرت في ظهر كل جمعة سرقة قدسية جماهيريتها باستغلال أهمية طقس الصلاة في يوم الجمعة المقدسة والدعوة للتظاهر بمجرد انتهاء طقس الصلاة الاسبوعي مؤكدا من كل ساحاته سواء في 'الرابع الأم' وساحات المحافظات إنه مدني سلمي حضاري مطلبي بالتمام والكمال وإن الدين لله والوطن للجميع سلوكا لا شعارا ومغناة فلا مزاودات في الايمانات.

وعلينا أن نقر ونعترف إن أدواته جرى تكبيل منافذ دمويتها بعزم وظل وسيظل هاجسها أن لا تسقط قطرة دم ولا دمعة عين ولا حجر من بناء وطني تم إنشائه للمنفعة الوطنية ولا حجزت حرية من نادى بالحرية والعدالة ودولة المؤسسات وسيادة القانون والحق الدستوري في التظاهر والإعلان عن الراغبات وبشتى الوسائل ألمتوفرة والمشروعة.
وكما خلت ساحات الأردن وهي تنتفض في عام 2018 من لواصق دينية هى أيضا خلت تماما من لافتات سياسية ضيقة فلا أحد من كل الأطياف السياسية العاملة في الأردن يستطيع الادعاء إنه خلف حراك الدوار الرابع أو الإضراب الكبير للنقابات واحتجاجات المحافظات فما شهدناه وما سنواصل مشاهدته لا يخرج عن أن الكيل طفح وأننا أولى بنا أن نطرح أمام مستويات القرار حاجتنا للحوار والمصالحة وبلا اي ضوابط ومعيقات.
وصباح الخير على الساحات ومن أعاد الروح لكل الساحات.

نيسان ـ نشر في 2018-06-05 الساعة 14:46


رأي: هشام عزيزات صحافي وكاتب

الكلمات الأكثر بحثاً