صفقة القرن ..جريمة صهيو-سعودية مدروسة مؤقتة
أسعد العزوني
كاتب وصحافي وخبير في الشؤون الفلسطينية
نيسان ـ نشر في 2018-06-30 الساعة 13:58
الحديث عن صفقة القرن بأنها أمريكية وغامضة وحديثة ،يجافي الحقيقة والمنطق وإعمال العقل ، لأنها في حقيقة امرها ليست كذلك ،فهي خطة سعودية طرحها أبناء مردخاي الدونمي سلول الصهاينة المغتصبين لأرض وحكم الحجاز الهاشمية الشريفة،وتجلى ذلك في مبادرة إبنمردخاي الملك المغتصب فهد عام 1982 ،في قمة فاس العربية ،وتلاها قيام 'السعودية' بإجبار القمة الإسلامية في العاصمة السنيغالية دكارفي شهر كانون اول/ديسمبر 1991 على إلغاء فريضة الجهاد التي تعد سنام الإسلام،وتبعتها مبادرة مغتصب الحكم في الحجاز الهاشمي الشريف عبد الله ،تحت مسمى 'مبادرة السلام العربية 'وفرضها على قمة بيروت العربية عام 2002 ،ورفضها الرئيس اللبناني المقاوم آنذاك الرئيس إميل لحود لأنها تشطب حق العودة للاجئين الفلسطينيين،لكن المفاجأة ان السفاح شارون رفضها هو الآخر وركلها وأصحابها بقدمه ،ورد عليها بإعادة إحتلال العديد من المدن الفلسطينية وفرض حصار مميت على الرئيس عرفات ،وربما كان ذلك بإتفاق مع أبناء مردخاي في جزيرة العرب المغتصبة.
ويؤيد ما نقوله رعونة مغتصب ولاية العهد في الحجاز الغر محمد بن سلمان الذي يسمى ب'الدب الداشر'،حيث تعهد بتسريع تنفيذ جريمة صفقة القرن لشطب القضية الفلسطينية ،وشطب الأردن الرسمي ممثلا بالهاشميين ،والتخلص على وجه الخصوص من عميد الهاشميين الوريث الشرعي للحكم في الحجاز الهاشمي الشريف وبالوصاية على المقدسات الإسلامية في مكة والمدينة ،جلالة الملك عبد الله الثانيبن الحسين الذي تجرأ وقال لا للضغوط السعودية عليه ، رغم معرفته بطريقة الضغط السعودية التي تقوم على الأحقاد،وقد فرضوا على الأردن حصارا ماليا ،وهاهم ينسقون مع المتمسح بالإنجليكانية 'المسيحية الصهيونية' والجمهوريين الرئيس الأمريكي المتأرجح ترامب وصهره الصهيوني جاريد كوشنير،والنتن ياهو للتخلص من الحكم الهاشمي في الأردن .
ما توصلنا إليه أن هذه الصفقة هي تحالف قذر بين أبناء مردخاي الدونمي المغتصبين للحكم في جزيرة العرب،وبين مستدمرة إسرائيل الخزرية الصهيونية الإرهابية النووية ،بناء على التحالف القديم بين مغتصب الحكم في الحجاز عبد العزيز الذي أرضى من عثر عليه تائها في جزيرة العرب السير بيرسي كوكس ،من خلال التوقيع على وثيقة يتنازل فيها عن فلسطين لليهود عام 1915.
يهدف أبناء مردخاي الدونمي في الحجاز المغتصب إلى شطب كل الأثقال العربية في المنطقة مثل العراق وسوريا ومصر والجزائر على وجه الخصوص ،ليكونوا هم وحدهم من يتربع في الحضن الصهيوني،ولا يغيبن عن البال كما أسلفنا رغبتهم المبيتة في التخلص من الحكم الهاشمي في الأردن ،عدوهم اللدود وصاحب الحق الأوحد في حكم الحجاز الشريف المغتصب ،والذي يمتلك الشرعية الدينية وله الوصاية على المقدسات العربية في القدس المحتلة.
تقوم هذه الجريمة على التطبيع العربي-الإسلامي الشامل والكامل غير المنقوص مع مستدمرة إسرائيل الخزرية ،وهذا هو روح مبادرة إبن مردخاي المغتصب للحكم في الحجاز الهاشمي عبد الله بن عبد العزيز التي تحدثنا عنها سابقا ،تحت مسمى مبادرة السلام العربية ،وما هي إلا مبادرة إستسلام عربية –إسلامية ،هدفها شطب القضية الفلسطينية المقدسة وليس تهميشها،ومحو القدس العربية وحق عودة اللاجئين الفلسطينيين والسيادة الفلسطينية وحقوق وآمال الشعب االفلسطيني المبتلى بدخلاء على المنطقة عثر عليهم المندوب السامي البريطاني السير بيرسي كوكس في صحراء جزيرة العرب.
كما تقوم هذه المؤامرة السعودية –الصهيونية على إقامة كونفدرالية أردنية – فلسطينية كمقدمة للتخلص من الهاشميين من خلال مقولة ان 'الملك يملك ولا يحكم 'كما هو الحال في بريطانيا والممالك الغربية ،والإتيان برئيس وزراء من أصل فلسطيني يكون متماهيا جدا مع التوجهات الصهيونية السعودية الأمريكية،يتبعها بطبيعة الحال كونفدرالية تضم مستدمرة إسرائيل تحت مسمى 'كونفدرالية الأراضي المقدسة '،وهناك حديث عن أردن وسيع يضم إضافة إلى أشلاء من الأراضي الفلسطينية ،جنوب سوريا وشمال السعوديةوغرب العراق وخطا يصلنا بسيناء.
هذه الصفقة هي حل لمشاكل مستدمرة إسرائيل التي لم تستطع رغم جرائمها لبشعة المتواصلة منذ سبعين عاما ضد الشعب الفلسطيني،الإنتصار الفعلي عليه ،وهي أضا حل لمشاكل أبناء مردخاي الدونمي الذين إكتشفوا أن أهل الحجاز بدأوا يتململون لنيل حقوقهم المغتصبة ،وأن طريقة أبناء مردخاي القائمة على الحكم بالحديد والنار والرشا لم تعد تنفع هذه الأيام،ولذلك إضطر الشريكان الصهيو-سعودي إلى إعلان التحالف ،دون التفكير بالنتائج خاصة وان غالبية العرب والمسلمين كانوا مخدوعين بهوية أبناء مردخاي،وأظهرت الصفقة الجريمة أنأبناء مردخاي الدونمي ومن لف لفيهم، هم شركاء متضامنين متكافلين مع مستدمرة إسرائيل الخزرية في جرائمها اللاإنسانية ضد الشعب الفلسطيني.
كما تقوم هذه الصفقة المؤامرة على شطب أسس الصراع وتحويله من حقوق أساسية مصيرية للشعب الفلسطيني ،إلى سلام إقتصادي بمعنى تحويل القضية الفلسطينية وتقزيمها إلى إطار رغيف الخبز،ولأن يهود مشهود لهم بالبخل فإن أبناء مردخاي الدونمي سيقومون بتمويل هذه الصفقة نهبا من ثروات الحجازيين،كما ان الصهيونية ستجبر الغرب المتصهين على الإسهام بتمويل هذه الصفقة من خلال 'مشروع مارشال 'جديد ،تنهمر من خلاله مليارات الدولارت على المنطقة وخاصة الأردن والأراضي الفلسطينية ومصر ،وستكون حصة الأسد بطبيعة الحال لمستدمرة إسرائيل لتقوية نفسها تحسبا من بعث المارد العربي مجددا.
تنفيذ صفقة القرن رهن بتحييد كل من إيران وتركيا ،ولذلك نرى تكثيفا للضغوط الخليجية على إيران ومحاولة تدمير عملتها ،وإجبار الناس على حراك خشن ،ورأينا قبل أيام الجنون الخليجي المردخائي بسبب نجاح الرئيس التركي أردوغان ،لأن ذلك سيعيق من خطواتهم الإجرامية بحق الشعب الفلسطيني والأردن الرسمي ،ويلاحظ هذه الأيام تحركا إسرائيليا لفك الحصار الجزئي عن غزة ربما قبل شن العدوان النهائي عليها ،بالتخفيف من الضغط الإقتصادي ،والتحاور مع قبرص لفتح خط بحري يصل إلى غزة .
ربما تمر صفقة القرن بدفع من أبناء مردخاي الدونمي في جزيرة العرب ، لكنها لن تعمر طويلا،وسوف لن يتجاوز عمرها البائس ال 15 عاما ،لأن المارد الفلسطيني سينطلق مجددا ،وسيقلب الطاورة على كل من حولها ،وسيكون هذه المرة مدعوما بالمارد الأردني الذي أدرك هو الآخر حجم خسارته من صفقة القرن وما قبلها على مر الصراع الفلسطيني -الصهيوني.
نيسان ـ نشر في 2018-06-30 الساعة 13:58
رأي: أسعد العزوني كاتب وصحافي وخبير في الشؤون الفلسطينية