اتصل بنا
 

كسر نمطية المشهد السياسي ام استعادة الولاية العامة؟

صحافي وكاتب

نيسان ـ نشر في 2018-07-29 الساعة 11:27

نيسان ـ

هل نحن بصدد تغيير المشهد السياسي النمطي الذي ساد البلد لعقود واستقر واصبح من الصعب الفكاك منه لغياب الجرأة وحس المبادرة والمباداة السياسية لنعود إلى المربع الأول وهو مربع الولاية العامة للحكومة ووقف اغتصابها او كيفية استردادها بدبلوماسية وبلا ضجيج.
في بلدنا لمسنا مؤخرا وبام العين المجردة محاولات لكسر هذه النمطية من خلال الاستعادة الهادئة لهذه الولاية ميدانيا احيانا تراها غارقة في الشعبوية وتارة بعيدة عنها وهى أن شئنا أم أبينا خطوة أولى في مشروع الاستعادة فكان للرئيس' الرزاز' على مدى الأيام التى سبقت الثقة البرلمانية خطوات لافتة بهذا الصدد لفتت أنظار المراقبين.
وهذا الحدث على أهميته يفترض إنه يدفع الذاكرة الأردنية السياسية تحديدا للتدقيق بها بعيدا عن التنظير وقريبا من تفاصيل الخطوات التى لم يمضي عليها زمن موغل في القدم ولم يتراكم عليها الغباربعد.!!
فحين تكون حدود الوطن الجغرافية كحدود الاردن الشمالية وفي أي اتجاه هناك ما يحوم حولها ويفكر أن يخل بأمنها واستقرارها أو يقتحمها كنا نرقب متابعة حثيثة للملك للأوضاع هناك اما من قبيل الاطمئنان أو رفع المعنويات أو انسجاما مع متطلبات المنصب ونادرا ما كنا نرى المسؤول المدني الاردني وفي ارفع مستوياته يمارس هذا الدور الا في عهد رئيس الوزراء الحالي 'عمر الرزاز' الذي يرى مراقبون أن زيارته للجبهة الشمالية تحمل تفسيرين لا ثالث لهما.. اما كسر لمشهد سياسي محلي نمطي او استعادة هادئة للولاية العامة بتناغم مع صاحب الولاية العامة الأصل ألذي كان بالصدفة خارج البلد.
ويكرر 'الرزاز' كسر المشاهد النمطية السياسية الأردنية بزيارة موقع عمارة الزرقاء المنهارة ومنكوبيها ويحل مشكلة بركة البيبسي ويعد بحل مشكلة حي جناعة والأزمة المالية لبلدية الزرقاء ويعد بعفو عام ويتفقد الطريق الصحراوي ويكون في قمة الهدوء والاتزان في رده على النواب؛ ما صنع له كاريزما ستدخل أن آجلا أو عاجلا من باب التاريخ الاردني من أوسع الأبواب لكونه في فترة قياسية من مكوثه في ' الرابع' تاكد إنه رجل دولة ورجل موقف وسياسي من الطراز الأول يعرف ماذا يريد وقبل إي شيئ آخر يعرف إمكانياته وإمكانيات البلد ويعرف خصومه والمساحات التي يتحركون بها وأدوات الصراع والمساومات المفروضة المطلوبه من كل اطراف المعادلة الاردنية للحيلولة دون الدخول في نفق الفوضى.
ويبدو أن ألف باء إدارة الدولة في المشهد الأردني، تعي ويعي شخوصها أن إدارة الأزمة، اي ازمة لا تحتاج إلى ركوب الرأس ولا استعراض العضلات ولي الاذرع وتجييش الناس وفرض سياسة التجاهل وإدارة الظهر بل حمايتها بنجيع القلب لذا يجب الإمساك بها بالنواجذ والتيقن بأن الوطن فوق الجميع وهى حقيقة ما حدا بإمكانه القفز عنها.
والأكثر وضوحا أن اللعب بالوطن وعلى الوطن بأثمان بخسة وخلفها بالتأكيد رداءة نفس هي وصمة عار لابد الآبدين ولن يرحمنا التاريخ ولن ترحمنا الأجيال.
ومسك الختام أن الساكن في 'الرابع' يخوض الان غمار العمل السياسي المحلي بكل تعقيداته وتشعباته بلا منافس أو خصم له في الديوان الملكي' كما اعتدنا' فلا مبرر للصدام سيما وقد اعيد مؤخرا صياغة منصب رئيس الديوان ليكون منصبا إداريا بحتا لا سياسيا فشاغله بالتأكيد ليس سياسيا طامح ولا هو قادم من دواوين السياسة وعائلاتها العريقة في الأردن المملكة اصلا غيرة وحسدا والتى لا تتقن الا النميمة وطق الحنك والاغتيال والحفر في القرميات وإتقان سياسة الإحلال.

نيسان ـ نشر في 2018-07-29 الساعة 11:27


رأي: هشام عزيزات صحافي وكاتب

الكلمات الأكثر بحثاً