اتصل بنا
 

عن سر الدولة الأردنية في مواجهة الضربات الموجعة

كاتب أردني

نيسان ـ نشر في 2018-07-30 الساعة 09:18

نيسان ـ

الدولة الأردنية تأسست على منظومة قيمية مشتركة، كانت مترسخة في البدو والفلاحين والمهاجرين والتجار، قبل وجود الإمارة واستثمر النظام السياسي هذه المنظومة الأخلاقية القوية في بناء مؤسسات الدولة العسكرية والمدنية التي شهد لها القاصي والداني في جودتها وحسن إدارتها.
في ضوء ذلك تشكلت حينها الشخصية الأردنية الجامعة التي اتسمت بجدية العمل واتقانه والتزامها في المبادىء والأصول ، ولكن ما ان استقر هذا الكيان السياسي الإجتماعي، حتى تعرض لضربات موجعة نتيجة ظروف الإقليم المضطربة من جهة و ضعف قدرة النظام على حمايتها من التآكل والتكسير الممنهج من قبل قوى خارجية في السنوات الأخيرة من جهة أخرى.
اليوم نحن بحاجة ماسة لتجديد منظومة القيم المستمدة من الموروث الأصيل ومعاصرة الثورة المعرفية في تأسيس لحقبة جديدة للدولة و مؤسساتها من خلال محاربة الفساد بكافة اشكاله ومستوياته، تجذير الممارسات الفضلى في سيادة القانون، وتكافؤ الفرص، صيانة وحماية الحريات وحقوق الفرد، وتبني مفاهيم الإبتكار والأبداع، في ظل ممارسة ديمقراطية حقيقة في تداول السلطة.
الكل يجمع انه لا يمكن السير إلى مقبل الأيام في هذه الضبابية، والانتقائية في مواجهة التحديات، وحالة الاستنزاف المادي والمعنوي المستمرة، التي يتكبد مرارتها الإنسان الأردني، وبالرغم من كل ما جرى له من تهميش سياسي و تضييق إقتصادي وسلب موارده البيئية و خناق إجتماعي يصعب وصفه إلا أنه صامد من محبته لبلده و غيرته الشديدة عليها.
الوقت يمضي، ولا نرى سوى معالجات طفيفة والجرح عميق؛ وحياة الدول لا تحسب بالأيام والساعات لا بل باللحظات، فإما سيل جارف عارم، وإما ربوة خضراء تسر الناظرين.

نيسان ـ نشر في 2018-07-30 الساعة 09:18


رأي: عمر الشوشان كاتب أردني

الكلمات الأكثر بحثاً