اتصل بنا
 

ناتو عربي لإيران ... فلسطين لا بواكي لها

كاتب وصحافي وخبير في الشؤون الفلسطينية

نيسان ـ نشر في 2018-07-30 الساعة 14:02

نيسان ـ

إنه السيد الأمريكي يأمر فيطاع ،بعد أن يؤمر فيطيع هو الآخر بدوره ،كونه مطية للصهيونية وربيبتها مستدمرة إسرائيل الخزرية الصهيونية الإرهابية النووية ،التي تهيمن بالكامل على مفاصل صنع القرار في أمريكا،وكنت اتمنى لقاء مسؤول أمريكي واحدعلى الأقل، يكون قلبه على بلده وليس على مستدمرة إسرائيل.

أصدرت الصهيونية بالتنسيق مع المراهقة السياسية العربية، أمرا للمتمسح بالإنجيليين والجمهوريين على حد سواء الرئيس ترامب، لتكوين تحالف عربي ضد إيران أطلق عليه قبل أن يتم إقراره في إجتماعات واشنطن مع الممولين العرب يوم 12 تشرين أول المقبل،'تحالف السنة ضد الشيعة'،ويهدف إلى تحقيق ما عجزت عنه مستدمرة إسرائيل وأمريكا معا بالنسبة لإيران ،ويقيني أن أحدا من المعنيين لم يراجع الملف لأن دوره فقط ينحصر في الدفع ،حتى لو كان هو سيتحول لاحقا إلى هدف لإيران وهذا ما سيحدث.

نحن أصحاب البترو دولار حد السفاهة ،ومعنا السيد الأمريكي مطيتان للصهيونية العالمية ومسلوبا الإرادة ،وعندما يكون الأمر صهيونيا يمنع النقاش ،ونعتمد نظرية 'نفّذ ثم ناقش'،ولا أحد منا راغب في التخلي عن دوره وهو اننا مطايا لمستدمرة إسرائيل ،خاصة بعد أن كشفت المراهقة السياسية العربية المسلحة بالبترودولار حد السفاهة ،علاقتها المتجذرة بالصهيونية ،ولا ننكر انهم وطيلة ال 103 سنوات المنصرمة مثّلوا دورهم جيدا على السذج ،بأهم عرب مسلمون أحسنوا إسلامهم.

يضم هذا التحالف بطبيعة الحال دول الخليج العربية ومصر والأردن،وربما لاحقا سيضم دولا عربية فقيرة أخرى في حال إنفجرت الحرب وعرف كل وزنه فيها ،ولم تحدث المراهقة السياسية نفسها بأنها لم تصمدلاأما عصابة يمنية تسمى الحوثيين ،فكيف سيصمدون أمام إيران النووية،التي تستطيع لكون دول الخليج العربية قريبة منها وكأنها في حضنها ،تدمير البعيد قبل القريب.

هل نسي أصحاب فكرة التحالف تداعيات الحرب العراقية –الإيرانية 1980-1988 التي كنا نتمنى لو لم تقع ،لأنها إلتهمت الأخضر قبل اليابس وأسهمت في إضعاف المقاومة الفلسطينية بعد إخراجها من لبنان أواخر العام 1982 ،بالتنسيق طبعا بين أمريكا والنظام السوري والمراهقة السياسية العربية.

كانت إيران عام 1980 ضعيفة نوعا ما كونها كانت خارجة للتو من معركة الخلاص من العميل المقبور الشاه ،ومع ذلك إستمرت الحرب مع العراق ثماني سنوات ،وكان المدنيون العزل يتوافدون بالمئات إلى ساحات القتال لتفجير انفسهم وأبنائهم في الألغام الأرضية ،كي يفسحوا المجال للدبابات الإيرانية ان تتقدم بإتجاه العراقيين،وسؤالي لأعضاء حلف الناتو العربي السني:هل ستجدون سنيا واحد يضحي بنفسه وبعائلته كي تمر دباباتكم؟كلا يا سادة،لن تجدوا سنيا واحدا يغامر بمصيره من أجلكم.

أدى أصحاب فكرة الناتو السني دورهم جيدا، فالجد تنازل عن فلسطين للسير بيرسي كوكس عام 1915،وها هو الحفيد الأثول يشطب القضية الفلسطينية برمتها اليوم من أجل إستقرار وهدوء أبناء عمومته الخزر في فلسطين بتبني ما يسمى 'صفقة القرن' ،دون ان يعلم أن الله سيكون بالمرصاد لمن يخونه ويتحالف مع الخزريين ،وعندما يحين قدر الله لن تنفع سفاهة البترودولار ولا التظاهر بالإسلام،لأن قدر الله سينفذ.

نيسان ـ نشر في 2018-07-30 الساعة 14:02


رأي: أسعد العزوني كاتب وصحافي وخبير في الشؤون الفلسطينية

الكلمات الأكثر بحثاً