اتصل بنا
 

دروس قاسية تنير دروب الحياة

صحافي وكاتب

نيسان ـ نشر في 2018-08-15 الساعة 08:24

نيسان ـ منذ ان اعلنت الصمت بفعل حالة انكشاف مذهلة ومؤلمة تبعها سقوط اقنعة ,, وسقوط شظايا بشرية وروحية .. تعهدت بالتقاط ما تبعثر منها والانطلاق بها.. لا لاني البطل المغوار ولا الفارس المهاب بل لفلسفة أومن بها وجربتها .. لا مسار صحيحا ولا نجاح الا بعد ان يلذعك درس قاس في الحياة .
لكن، ارتسام مشهد واقعي ظل يحوم ويقلق، ان هناك هواة في فن السقوط ويتجاوزوا الحالة بالتلذذ احيانا والانتشاء لوصولهم للحافة وصنع ضحية من وضعهم وسقوطهم .. والنحيب.
.. ورن الرنين ذاته -"انت شو دخلك" -والسوأل ذاته .. "مين انت" .. اذا كانت الناس ترسم لحالها هذه المشاهد وتمثلها على ارض الواقع .. ثم تستعطي وتستجدي حبهم واعجابهم والتفافهم .. والانكى انها تتاجر بتاريخ ما من حياتها .. وفي النهاية تزحف وتحبو وتهرول نحو السقوط .. هي مدمنة سقوط .عبثا تحاول .. او" مافيش فايدة"، هكذا وصف سعد زغلول حال الامة المصرية وربما ينطبق على بعض من حال ادعياء الوعي .
للامانة كنت انتوى ..مناقشة قصة الوعي .. لانها تلح وواجبة الحضور هذه الايام من زاويا عدة سانتقي واحدا منها ذات طابع محلي ولكن بداية سادفع باعتراف سيقلق الكثير .
الوعي المستنير .. التراكمي الذي لايحشر حالته في دائرة ويحوم حولها ويمجد بها ويطرقنا ببطولاتها ومعاركها الدنكشوتية صباح مساء .. على الاطلاق ليس وعيا .. له تسمية ..الذين اطلوا على بطون علم النفس يعرفونه .. ويعرفون .. انه علة لا اعتقد ان ثمة خجلا او حرجا من الاقرار بها من الذين يدعون الوعي ومنهم ايضا بالضبط .
في العالم العربى مشروعان .. مشروع التخلف وبالضبط ايضا هناك حملة للمشروع ومنادون به ومن يكرسونه ومن يعملون على استدامتة بالعنف احيانا بالترهيب احيانا باغتيال الشخصية لحظة الاختلاف مع الاخر او التفوق عليه .
والمشروع الحضاري ليست ادواته ومظاهرة الفندق وبرك السباحة او الزي او ان قدرك ان تعيش دائما في ضيق حال او انك ذهبت بخاطرك له..فتولد في بيئة معدمة وتتصابى فيها وتكبر ويداهمك العمر ..ومصر ان تموت فيها ..رغم انه وفق مشاهداتي ليست بالسيئة لا جغرافيا ولا ناسا ..
للاسف هناك ما يدفعنا للتنظير في قصة المشروع الحضارى وادواته الاولى ..العقل والفكر والانفتاح المتبادل والتغيير وبالضرورة .. امتلاك الجرأة وشجاعة التجاوز والقفز.
قبل ان انهي .. ربما الوعي الحقيقي المارس في عالمنا العربي لا يتجاوز المؤمنين به والممارسين له اصابع اليد الواحدة وقد يضاف لها اصابع اليد الاخري مضطر لتسمية اسماء لغاية في نفس يعقوب ..كعلى عبد الرازق طه حسين انطون سعادة هادي العلوي مهدي عامل محمد اركون جورج حاوى .. الخ كلهم ادينوا بالوعي وصفاهم جسديا اعداء الوعي وهم اصحاب البسطات وجلساء الارصفة .
ومحليا ..قدر لنا في عام 1989 ان نخوض معركة الوعي والاستنارة ركبنا استراتجية طاقية الوعي على رؤوس الناس فقط لتحقيق الانتصار لان الناس الذين تحولوا الى اغنية يريدون انتصار ولو شكليا .. وتركنا الوعي في ذمة وحضن الاخرين .. لكنه لم يتزحزح" ستم" عن الاحضان وتكررت المسرحية ذاتها لتكرس فيسيفساء اجتماعي غريب .. والباقي عند الاخوان .
اطلت .. لكن ثمة حقيقة موجعة ..ان الازدواجية وتتعدد المعايير وقلب المقاييس وفق المزاج وعدم المبالاة وعلى اساس ان شرش الحياء طق والمهم سلامتي راسى .. لا ينجي دائما من السقوط والوقوع في الكارثة.
اما ان اكون جزءا من المشروع الحضاري التنويرى فكرا وسلوكا وتعايشا حتي في بيتى واسرتى وهنا -انا لست من دعاة المجون الحضارى ولا الانفلات- وحتى لا اتيح لاصحاب الاسلحة التى احس اننا تتهيأ للخروج من غمدها - فرصة ان تحيك حرب داحس والغبرا =ولا انا شمات او عياب .. ولا من مدرسة صناعة الفتن علي اى شكل .. على اعتبار ان هذه حجج "الفلاس" الفكري .
القصة ببساطة جدا كان يمكن اصل اليها بسطرين او عبارات محدودة خالية من المجملات .. لكن الحالة التى اواجه هذه الايام بالنسبة لى لاتحتمل ان اجهض مشروع حضاري اومن بة حتي لا اوذي مشاعر اخرين يحملون ذات المشروع لكن كل .. ما المسة انهم على النقيض روحا وجسدا .. حتي حين اختلف معهم ثقافيا فكريا ينشبون اسلحة النقيض واسلحة فيها كل الحماقات والغباء والجهل والوضاعه الاخلاقية.. فقط من اجل ان تثبت ..انا اكتب اذن انا موجود .
سقطت.. هذه النظرية حين تأكد ان المعرفة قوة .. وان الوعي ملاذنا من الظلام والامية .

نيسان ـ نشر في 2018-08-15 الساعة 08:24


رأي: هشام عزيزات صحافي وكاتب

الكلمات الأكثر بحثاً