اتصل بنا
 

تركيا وإيران الأخوة الأضداد

كاتبة وصحافية مقيمة في لندن

نيسان ـ نشر في 2018-08-27 الساعة 14:26

نيسان ـ تتفاوت التحليلات الصحفية حول العلاقة بين إيران وتركيا. فهناك من يقول بأن التفاعلات السياسية في الشرق الأوسط وبخاصة تلك التي أفرزتها صفقة القرن الهادفة إلى تصفية القضية الفلسطينية والصراع بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الأمريكي المهدد بالعزل دونالد ترامب قد يؤدي إلى تقاربٍ إيراني تركي خصوصًا وأن لدى الدولتين الإسلاميتين طموحٌ لتطوير برامجها وأسلحتها النووية. وتكاد تتفق تركيا وإيران على ثلاثة قضايا ذات اهتمامٍ مشترك هي: التعاون الأقتصادي حيث أقدمت تركيا في الماضي على تجاوز الحصار الإقتصادي المفروض على إيران وأقامت اتفاقيات تجارية معها ورفض انفصال كردستان وقيام دولة فلسطينية.
بينما يستبعد فريقٌ آخر هذا الأمر مستدلاً على تاريخ العلاقات التركية الإيرانية التي طالما كانت بين مدٍ وجزرٍ بحيث تعود جذور الخلاف إلى الحروب التي شنت بين الدولة العثمانية والدولة الصفوية (الفارسية) منذ القرن السادس عشر والتي كانت تعكس الصراع حول بسط النفوذ على المنطقة العربية. وتحسنت العلاقات نسبيًا مع تأسيس تركيا العلمانية. وبالإمكان القول أن هذا الصراع ما زال قائمًا اليوم حيث تمكنت إيران من التغلغل في كلٍ من العراق وسوريا ولبنان واليمن وسط حالة التزعزع العربي. فيما تحاول تركيا أردوغان إيجاد حلفاء جدد في المنطقة العربية كقطر والإخوان الذين يروون في تركيا امتدادهم التاريخي إضافةً إلى دعم الجيش الحر في شمال سوريا.
ويذهب البعض بأبعد من مجرد الخلاف بين تركيا وإيران إلى اندلاع حربٍ أو حربٍ بالوكالة بين البلدين المسلمين ينجم بالدرجة الأساس من تصدير إيران لثورتها الإسلامية إلى الدول المجاورة وإرسال ميليشياتها للقتال في الدول العربية والجارة وبسبب تزايد النفوذ التركي في سوريا. وبحسب وصف الخليج أون لاين "محاولات إيران دعم المليشيات الحزبية التي تستهدف الأمن القومي التركي هو ضد تحسين العلاقات، ولا يمكن إخفاء أن إيران من خلال حرسها الثوري قدمت الدعم لحزب الاتحاد الديمقراطي في سوريا، ولحزب العمال الكردستاني في العراق، وهما حزبان يستهدفان الأمن التركي بالتفجيرات الإرهابية."
ليس بعيدًا عن الصحة القول أن دولتي الجوار العربي تركيا وإيران تتنافسان على مد نفوذهما في المنطقة العربية وهذا ما قد يعتبر لدى البعض بأنه تدخلٌ في الشؤون العربية. مع ذلك، فإن تركيا وإيران تنتهجان سياسة مزدوجة بين التنافس والتعاون تجاه بعضهما البعض. فهل تتجه نحو التصعيد العسكري؟ موقع الجزيرة نت نقلاً عن "مقالٍ بموقع إستارتفور الأميركي قال فيه كاتبه إن التوغل التركي في سوريا سيفاقم الحرب بالوكالة بينها وبين إيران، لكن الاعتبارات الإستراتيجية الأوسع ستضطر إيران إلى نهج سياسة براغماتية "تجزيئية" لعلاقاتها مع تركيا لتتعاون مع أنقرة في العديد من المجالات حتى في الوقت الذي تنفذ فيه هجمات بمجالات أخرى ضد تركيا."

نيسان ـ نشر في 2018-08-27 الساعة 14:26


رأي: سندس القيسي كاتبة وصحافية مقيمة في لندن

الكلمات الأكثر بحثاً