اتصل بنا
 

المخيم ..ولادات خارج الرحم فمن على الطريق؟

صحافي وكاتب

نيسان ـ نشر في 2018-09-09 الساعة 10:38

المخيم .. ولادات خارج الرحم فمن
نيسان ـ بقلم هشام عزيزات...مخيفة حد الرعب، حالة اللجوء الاضطراري ومشهد اللاجئ وقصة المخيم في العالم العربي .. كنا نخالها احتكارا فلسطينيا بامتياز واذا بها تعم معظم الشعوب العربية .
فعلى الضفة الشرقية لنهر الأردن تجسد النزوح الفلسطيني الاضطراري بفعل الاحتلال الصهيوني للضفة الغربية وحسب سجلات الاونروا بإقامة 10 مخيمات تضم ما يزيد عن 280 ألف لاجئ اي مانسبته 18%من االرقم الإجمالي للاجئين البالغ عددهم مليونا و 700الف وبنسبة 42% من العدد الإجمالي لعدد السكان، فيما كانت حصة سورية 10 مخيمات للاجئين الفلسطينيين إي ما نسبته 10% من مجمع اللاجئين وفقا لذات المصدر.
في حين ضخت الحرب علي سورية وفي سورية لاجئين سوريين أقيمت لهم 3 مخيمات في الأردن أكبرها الزعتري الا ان الرقم النهائي لعدد اللاجئين الذي يفوق المليون بكثير حسب تقديرات غير رسمية وهو ليس ثابتا بفعل العودة وأحيانا اللجوء المتحرك للاجئين السوريين لوطنهم وخلفها بالطبع عدة دواع وأسباب ليس منها الاستقرار الأمني الذي ما زال بعيدا، كذلك الحل السياسي وان كان يجري التحضير له لكن يختلفون على الإخراج .!
اللبنانيون ذاقوا طعم اللجوء والعراقيون كذلك لكنهم وخصوصا اللبنانيين فضلوا الإقامة في شقق سكنية بالإيجار أو الشراء وفي مناطق اللوبيدة والشميساني و مادبا و الفحيص وجرش وماحص والسلط.
إما في العراق و بعد الحرب الأممية الأولى والثانية عليه في عامي "1991، 2003" وما نجم عنه نزوح واسع فقد أقيمت لهم معسكرات مؤقتة على الحدود الأردنية والتركية لكنهم سريعا نزوحوا بالالاف للمدن الأردنية والتركية واستقروا فيها، فيما هاجر البعض الآخر لأمريكا وأوروبا والدول الأسكدنافية . وها هم السوريون على طريق الهداية فالتحقوا بالركب والسودانيون واليمنيون والمخفي اعظم وافظع .
مشهد اللجوء الاضطراري يضج ويفيض بالأسئلة الملحة والحرجة.. فهل المطالبة بالعدالة والكرامة واحترام ادمية الانسان واشواق الديموقراطية وحقوق الانسان وحكم الشعب والحقوق المتساوية واسترداد الحقوق المغتصبة وقطع دابر الفساد .. ستحولني الى لاجيء ومشرد .. اظن ان لااحدا يقبل بهذا السيناريو ولا حتى تخيلة أو الحلم به أو فرضه بالقوة.
ثأر.. من ثوار العرب في لحظة يأس وقرف وباشمأزاز وعلى وقع مجزرة وما اكثر المجاز واشدها ضراوة خصوصا حين يوغل السكين العربي في اللحم العربي ..طاف عقله بالمخيم وشطح مهددا .
وعندنا .. مثل هكذا قائد هو انذاك من طراز اخر .. تمنى .دعا .. تنبأ .. لاادري ولا اعتقد ان شخصيته الكريمة التى اقترفت موبقات في مسيرته لا حصر لها .. يستجاب له ربانيا ..
فما يحدث الان ومشهد اللجوء العربي وقصة المخيم العربي .. طافية علي السطح بحضورها السوري وقبله العراقي ولحق به اليمني وذاق مراراته اللبناني تقشعر منه الأبدان وتصيبك بالهذيان حين نتسابق عربيا على نصب خيام المخيم ..
ويا .. مخيمنا .. من على الطريق ..!!
أنا عن نفسي لا اطيق المشهد الذي يؤرقني واهجس به ليلا ونهارا ولا اقبل بالسيناريو الذي يرسم لنا لكن الحذر واجب والتوعية واجبة، فان ركبنا روؤسنا ونحن" مش قد هل الحمل" ولا قد تبعاته حتى ان ندمنا فيما بعد وحين تنفلت الأمور من عقلها فلن ينفعنا الندم ولا البكاء على وطن اضعناه في لحظة غرورووهم وطفولة ثورية.
أجبرنا على القفز في البحر بحثا عن ملاذ آمن فاصطدمنا باليم فكنا غرقى من جديد فإذا بنا في مواجهة مشروع وطن بديل ومنفى وبداية انطلاقة لنضال جديد ومجهول نمشي إليه باذعان وحزن وغربة تقتلنا بصمتها وقذارة مصائرها.
هو المخيم من جديد، هي الرحلة، وهى الآلام بحثا عن الرصاص والبرتقال والذكريات، هي أحمد العربي من جديد، لكن بجنسية وهوية جديدة ومنفى جديد وسكين يغوص في لحم بشري جديد حتى ينز منه دم جديد مستعدين قصة هابيل وقابيل من جديد وبمشاهد أكثر فظاعة وماساوية و حيوانية.
هو المخيم من جديد مصير معتم لإنه ولادة خارج الرحم اوحمل كاذب، هو المخيم بخليفة غاشمة احتلالية احلالية غادره، وهو مخيم بخليفة صراع الإخوة الأعداء ونزف" الدم للركب" بفعل الغرور وآلوهم والتجربة المرة حين ناكل لحم بعضنا البعض باصرار وبشهية لافتة وبتلذذ!! .

نيسان ـ نشر في 2018-09-09 الساعة 10:38


رأي: هشام عزيزات صحافي وكاتب

الكلمات الأكثر بحثاً