الدكتور سالم الأقطش يرثي شقيقه إسماعيل: وداعًا يا جرحنا الأخضر

نيسان ـ يا جرحنا الأخضر
وداعًا يا إسماعيل
يا جرحنا الأخضر
يا جرحنا الذي أزهر
ينطفئُ السِّراجُ الخامسُ في بيتنا
وبصمتِ السّنابلِ نرحلُ يا أخي
دون أن نُحدثَ ضجيجًا
لا نريدُ أن نُزعجَ الأحياءَ بموتنا
لا نريدُ أن نُشعِرَ أحدًا بغيابنا المتواصل
غرباء في هذه الحياة
وفوق حدود الاغتراب
وعابرون كغيمةٍ تشربُها الطرقات
كنهرٍ تبتلعه السواقي
كفجرٍ نرحل عن المدينة
لا نلوّح ولا نلتفتُ خلفنا
إلى حتفنا نسيرُ
بأعناقٍ مشرئبّة
ووجوهٍ قد لفّها التّعبُ
يشربنا الغيابُ على مَهَلٍ
وتحْطمُ الرّيحُ أغصانَ الرُّوح
لن ننغمسَ كثيرا في هذه الحياة
ولن نتورّط فيها أكثر مما ينبغي
يكفينا منها الفُتات
الذي نُقيمُ به أودنا
ونبلغُ به المنتهى
لقد أتعبنا توديعُ الرّفاق
وهم يمضون إلى وجهتهم
زُرافاتٍ ووحدانًا