اتصل بنا
 

عن قانون الضريبة

كاتب وصحافي اردني

نيسان ـ نشر في 2018-09-13 الساعة 18:51

نيسان ـ تنشغل الاوساط السياسية والاقتصادية بمناقشة بنود قانون ضريبة الدخل من حيث الشرائح المتأثرة بالقانون، او الجهات التي تمكنت من الحصول على اعفاء من العبء الضريبي الجديد.
ان جوهر الاعتراض على اقرار قانون ضريبة الدخل هو في تغييب الشق السياسي عن مسار القانون بوصفة محطة فاصلة في تاريخ الدولة الاردنية، تؤسس لشكل جديد من المالية العامة ينقل البلاد عمليا من دولة المساعدات الى دولة الاعتماد على الذات.
كشف القانون الجديد احجام الاعبين على المسرح السياسي في البلاد حيث تمكنت المؤسسة العسكرية من حماية افرادها ومتقاعديها من تبعات القانون اضافة الى البنوك حيث ان هؤلاء يمثلون اثقل الاعبين في الوقت الذي عبرت الحكومة عن ان المحافظات لن يطالها القانون وجمهور موظفي القطاع العام اي جمهور مؤسسات الدولة، وهو ما يراكم عبء ضريبي على العاصمة عمان خصوصا قطاع المقاولات والعقارات والشركات والقطاع الصناعي المتداعي في الاصل.
ذلك في التسوية حول قانون الضريبة، وشكل اخراج القانون النهائي، غير ان جوهر الاعتراض على القانون من وجهة نظري تنحصر ان النظام السياسي يريد الانتقال من بنية الريع الى بنية الانتاج دون اي يقدم اي تنازلات سياسية تطاله او تطال نخبته الحاكمة وهو ما يعني ان النظام السياسي الذي هيمن على البلاد عبر صيغة الريع ودولة المساعدات التي كانت تعمل وفق منطق ان النظام المحمول خارجيا على المستوى السياسي والاقتصادي كان يملك افضلية شراء ولاءات الناس عبر مروحة واسعة من الامتيازات المالية المباشرة ومشاركة سياسية شكلية .
اليوم النظام السياسي عبر قانون الضريبة يقول انه يريد ابقاء هيمنته السياسية واحتكار السلطة ويحافظ على امتياز نخبه عبر الزام الاردنيين بتوفير الرفاة لتلك الطبقة، وحرمان جمهور المكلفين بالضريبة من المشاركة السياسية والتحقق من اوجه أنفاق المال العام وحصافة اوجه ذلك الصرف.
عمليا سواء اقر القانون او لم يقر، ينفذ جمهور الغاضبين وبالتحديد جمهور مؤسسات الدولة عملية مفاصلة وتجريف وتجريم حقيقة لكل الطبقة السياسية في البلاد سواء النظام السياسي او النخبة المحيطة به ومؤسسات المجتمع المدني وعلى راسها الاحزاب المعارضة والنقابات .
لقد خرج الناس واخرجوا في رمضان الماضي وكان شعارهم "تغيير النهج" وستأتي لحظة فارقة قادمة سيكون شعار "اسقاط النهج" هو المحرك الرئيس لتلك الاحتجاجات والتي تستقطب هذه الايام اخطر جمهور في البلاد وهو جمهور الغاضبين والذي يتطهرون من ازماتهم الشخصية عبر تبني الهم العام بحثا عن اعتراف اجتماعي بهم.

نيسان ـ نشر في 2018-09-13 الساعة 18:51


رأي: منصور المعلا كاتب وصحافي اردني

الكلمات الأكثر بحثاً