اتصل بنا
 

فاقض ما أنت قاض

نيسان ـ نشر في 2018-09-23 الساعة 14:03

نيسان ـ قالها سَحرة فرعون في مشهد عظيم وفي لحظة عظيمة، قد تحول كفرهم إلى إيمان لا يُجامل فيه أهل الباطل، هؤلاء قد ملكوا الشجاعة والبطولة في قول كلمة حق في وجه أكبر طاغية مجرم جبار لا يجرؤ أحد من أهل دولته آنذاك على الوقوف بوجهه، هذا الطاغية الذي نَصَبَ نفسه ليقضيَ بين الناس وليأمر قُضاته بما يُمليه عليهم من إجرام وإفساد وظلم للناس، ليكون هو الحاكم الآمر الناهي المتسلط على شعبه، ليحلو له الجلوس على كرسي الحكم، ويتمتع بشهوة الجاه والسلطان، ولسان حاله لا أريكم إلا ما أرى.
قالها السحرة، بعد تذوق حلاوة الروح المؤمنة : ( فاقض ما أنت قاض إنما تقضي هذه الحياة الدنيا ).
هؤلاء الملوك والأمراء والحكام والقضاة يملكون الحُكم في الدنيا، ويتصرفون فيها كما يشاءون، هم في حماية ورعاية طاغوتهم الأكبر، منفذين توصياته وأوامره، لا يجرؤ أحد على الوقوف بوجه، إلا ثُلة من علماء، ودعاة، ومجاهدين، ومصلحين، ومخلصين لدينهم ولأوطانهم وقضايا أمتهم، قد مَلك الايمان قلوبهم وملكوا معه الشجاعة والبطولة في قول كلمة حق، هؤلاء هم وقود الأمة ورفعتها، وسر نهضتها وعلو شأنها.
قصة سيدنا موسى عليه السلام مع فرعون والسحرة، تتكرر أحداثها اليوم في زماننا هذا، كيف لا وقد تكفل الله جل وعلا بحفظ كلامه تعالى ليكون للعالمين بشيرا ونذيرا، وهذه القصة والعبرة، لا يريد فراعنة عصرنا هذا أن يعتبر منها الناس ويعملوا بها أو حتى من يُذكر بها ولو بدعاء أو موعظة،هؤلاء الطغاةٌ قد حكموا عليهم بالسجون، والإعدام، والحصار، واتهموهم بالإرهاب والإفساد، ومارسوا عليهم أشد الإستعلاء بالقوة الغاشمة الظالمة، التي لم يمارسوها مع أعداء الله !! وأعلنوها حرباً على ما يسمى الارهاب، هذا الإرهاب الذي يملك قلوبهم ونفوسهم ، وقلوب أعداء الأمة.
أيها الظلمة، ملكتم الدنيا في حكمكم ولكنكم لا تملكون الآخرة في مصيركم فعند الله الحكم، وعند الله الحساب، وويل لكم مما تحكمون، هنيئا لمن هم في سجون الظالمين من المؤمنين الموحدين المجاهدين، فعند الله الملتقى مع أتباع الأنبياء والرسل وحسن أولئك رفيقا، قد ربح البيع أحبتنا، والدنيا دار إبتلاء ومحن، فاقض ما أنت قاض إنما تقضي هذه الحياة الدنيا، وما عند الله خير وأبقى، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون

نيسان ـ نشر في 2018-09-23 الساعة 14:03


رأي: وائل بني هذيل

الكلمات الأكثر بحثاً